1103937
1103937
المنوعات

محمية جاولينك.. أكبر تجمع لطيور «النحام الوردي» في إفريقيا الغربية

08 سبتمبر 2017
08 سبتمبر 2017

نواكشوط «العمانية»: تعتبر المحمية الوطنية «جاولينك» الواقعة على بعد 250 كيلومترا إلى الجنوب من العاصمة الموريتانية نواكشوط، على الضفة اليمنى من نهر السنغال، منطقة لأكبر تجمع لطيور «النحام الوردي» في إفريقيا الغربية، وتضم هذه المنطقة البالغ مساحتها 16 ألف هكتار 70 ألفا من طيور «النحام الوردي»

وطيور «النحام القزم»، إلى جانب 90 ألفا من طيور البط بحسب آخر الإحصائيات المنجزة في المحمية. وقد أخذت محمية «جاولينك» التي أنشئت سنة 1991م على عاتقها مهمة المحافظة والاستغلال المستديم للمصادر الطبيعية للمنظومات البيئية لمنخفض الدلتا والتطوير المنسجم والدائم لمختلف أنشطة السكان المحليين وتنسيق الأنشطة الرعوية والسمكية الممارسة على حيزها.

ويقول «الداف ولد سهله ولد الداف» المدير العام للمحمية، إن استعادة المنظومات البيئية تمت من خلال بناء مجموعة من الحواجز والمنشآت المائية تمكن من تسيير محكم للفيضانات الاصطناعية.

وتحتوي المحمية على مجموعة من الحواجز والمنشآت المائية وشبكة من التجهيزات للمتابعة المائية، كآلة قياس ضغط السوائل، والبنى التحتية الخاصة بالرقابة والملاحظة ومراكز الحراسة وأبراج مشاهدة الطيور، فضلا عن مشاتل للأشجار الجابوية والمثمرة.

ويضم منخفض الدلتا 153 نوعا من النباتات من بينها 128 نوعا من النباتات العشبية و25 نوعا من النباتات الخشبية، وذلك رغم تراجع الغطاء والتنوع النباتي بسبب تأثيرات الجفاف والأنشطة البشرية.

وعلى صعيد الطيور، فهناك 300 نوع من الطيور، بينها 130 من الأنواع المهاجرة القادمة من القطب الشمالي على طريق الهجرة شرق الأطلسي (من فصيلة العصفوريات والجوارح). وبحسب المدير العام للمحمية، فقد تم خلال عام 2012 م إحصاء (230) ألف فرد من الطيور المائية موزعة على 112 نوعا من بينها (90) ألفا من «البط» و(70) ألفا من طيور «النحام الوردي» وطيور «النحام القزم». وكشف الإحصاء كذلك عن وجود 52 من الأنواع المعششة في المحمية التي تتميز بكونها الوحيدة المعروفة بوجود أعشاش طيور النحام الصغيرة في شبه المنطقة، ويمثل حوض «جاولينك» أكبر منطقة تجمع للبط المهاجر الذي تم إحصاؤه في منخفض الدلتا بما يزيد على 24 ألف طائر.

من جانب آخر، مكنت الدراسات المتوفرة من إحصاء 94 نوعا من الأسماك، كما أكدت العديد من المعاينات وجود20 نوعا من الثدييات والخنازير البرية والذئاب والثعالب والقطط البرية وثعالب الصحراء والأرانب والقنافذ وغيرها، بالإضافة إلى وجود 15 نوعا من الزواحف من بينها السحلية والضب والأفعى والحرباء والضفدع والعلجوم.

وأثبتت الحفريات عن وجود عدد مهم من المناطق الأثرية في المنخفضات حيث تم العثور على العديد من الأغراض الخزفية وبعض الأغراض المعدنية التي تعد مؤشرا على وجود بشري قديم في المنطقة.

وتكمن عوامل الجذب السياحية في المحمية في كثرة الطيور وتنوع المظاهر الطبيعية كالكثبان والسهول والكثبان الشاطئية وأشجار المنغروف والجزر، فضلا عن القيمة التاريخية والمواقع الأثرية والمناخ اللطيف.

وأوضح مدير عام محمية «جاولينك» أن المكاسب الرئيسية المحققة حتى الآن من تسيير المحمية تشمل ضبط المصادر المائية وتوفير المياه واستعادة الوسط الطبيعي والاستعادة الفعلية للغطاء النباتي وزيادة أعداد الطيور المهاجرة والعمل على إيجاد ممارسات للصيد المستديم وتحسين ظروف المعيشة للسكان المحليين من قبيل فك العزلة والولوج إلى الأسواق وتفعيل الصناعة التقليدية والولوج إلى القروض الصغيرة وزيادة الإنتاج.

وأضاف «ولد الداف» أنه من أجل ضمان تنفيذ برامج المحمية بدقة وبلوغ الأهداف المحددة، يعهد بالتسيير التشاركي للمحمية إلى أربع هيئات هي الإدارة التنفيذية واللجنة الدائمة والمجلس الإداري والمجلس العلمي، مشيرًا إلى أن المحمية الوطنية لـ «جاولينك»

تستفيد من شراكة عدة هيئات خارجية ودولية من بينها التعاون الألماني ووكالة التنمية الفرنسية والاتحاد الأوروبي وصندوق الأمم المتحدة للتنمية والتعاون الإسباني.

الجدير بالذكر أن المحمية حصلت على العديد من الجوائز والامتيازات الدولية على رأسها وسام منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في عام 2005 نظيرًا للجهود الكبيرة التي بذلتها لصالح السكان المحليين ومكافحة الجوع والفقر.