1102696
1102696
العرب والعالم

مصرع أطفال في غرق مراكب محملة باللاجئين قبالة بنجلاديش

06 سبتمبر 2017
06 سبتمبر 2017

أونغ سان سو تشي تنتقد «المعلومات المضللة» حول الأزمة -

إيران ومصر تطالبان بورما بحماية الروهينجا والآلاف يتظاهرون فـي إندونيسيا -

عواصم - (أ ف ب): اعتبرت مستشارة الدولة في بورما أونغ سان سو تشي امس إن «كما هائلا من الأخبار المضللة» تغذي السخط العالمي على معاملة بورما لأقلية الروهينجا المسلمة، وذلك بعد أن دعت الأمم المتحدة حكومتها إلى وضع حد للعنف الذي أجبر 125 ألفا على الفرار إلى بنجلاديش.

وهذا الموقف هو الأول منذ اندلاع موجة العنف الجديدة في آخر أغسطس لأونغ سان سو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام والتي تواجه حكومتها انتقادات دولية متزايدة لصمتها عما يجري لأقلية الروهينجا.

وقالت في اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن التعاطف الدولي مع مسلمي الروهينجا هو نتيجة «كم هائل من المعلومات المضللة التي أعدت لخلق الكثير من المشكلات بين مختلف المجموعات ولمصلحة الإرهابيين».

وسبق أن ندد أردوغان مرارا بتعامل السلطات البورمية مع الروهينجا متحدثا عن «إبادة جماعية» في لاية راخين الواقعة شمال غرب بورما.

لكن سو تشي دافعت عن إجراءات حكومتها قائلة إن إدارتها «تدافع عن جميع السكان» في تلك المنطقة.

وتواجه حكومة سو تشي إدانة دولية متزايدة لرد الجيش، إضافة إلى روايات اللاجئين عن عمليات قتل واغتصاب وإحراق قرى بأيدي الجنود البورميين.

وقضى خمسة أطفال على الأقل عندما غرقت مراكب محملة باللاجئين الروهينجا الفارين من العنف في بورما، في ساعة مبكرة امس بحسب ما أكد خفر السواحل البنجلاديشي لوكالة فرانس برس.

وقالت السلطات ان ثلاثة او اربعة مراكب غرقت في مصب نهر ناف الذي يفصل بنجلاديش عن ولاية راخين المضطربة في بورما، وسط مخاوف من احتمال وقوع المزيد من الضحايا.

وقال الضابط في حرس الحدود البنجلاديشي الويسيوس سانغما ان ثلاثة الى اربعة مراكب مكتظة باللاجئين الروهينجا غرقت في ساعة مبكرة امس.

وقال لوكالة فرانس برس «عثرنا حتى الآن على جثث خمسة أطفال ذكورا وإناثا في مواقع مختلفة»، وقال قائد الشرطة المحلية معين الدين ان السلطات في طريقها الى موقع الحادثة للتحقيق.

وأمس، طالبت مصر السلطات البورمية بتوفير «الحماية اللازمة لمسلمي الروهينجا»، فيما دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى «منع الجرائم الوحشية التي ترتكب بحق المسلمين»، مطالبا دول الجوار بمساعدة اللاجئين.

وتدفقت أعداد كبيرة من اللاجئين الروهينجا عبر الحدود الى بنجلاديش هربا من عملية أمنية واسعة في ولاية راخين غرب بورما.

وقالت فيفيان تان المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة «إنها أزمة إنسانية متصاعدة». وشاهد مراسل وكالة فرانس برس امس الاول عشرات اللاجئين يعبرون نهر ناف وقد وصلت مياهه حتى صدورهم، للوصول إلى بنجلاديش بعد السير لفترة طويلة في الأدغال.

وقال اللاجئ علي احمد (38 عاما) لوكالة فرانس برس وقد بدا منهكا «سرت لسبعة أيام مع أسرتي، حاملا والدتي البالغة 90 عاما على ظهري». وعثر في شواطئ بنجلاديش على جثث لخمسة أطفال الأربعاء بعدما غرق قاربهم.

وقالت غول بهار وهي والدة لستة أبناء إنها قايضت مجوهراتها برحلة مركب، وأضافت «وصلنا بسلام بحمد الله لكننا الآن لسنا سوى لاجئين معدمين».

ولطالما تجنّب الروهينجا أعمال العنف إلى حد كبير، لكن في أكتوبر الماضي قامت جماعة مسلحة تطلق على نفسها اسم «جيش إنقاذ الروهينجا في أراكان» بشن سلسلة من الهجمات على مراكز للشرطة مما أدى إلى عملية واسعة.

واندلعت الموجة الجديدة من أعمال العنف في الخامس والعشرين من أغسطس، بعدما هاجم مسلحون مراكز للشرطة. ثم أطلق الجيش عملية واسعة أسفرت عن 400 قتيل.

ويعاني الروهنيجا البالغ عددهم نحو مليون شخص من تمييز في بورما. وتعتبرهم السلطات البورمية مهاجرين غير شرعيين. وهم غير قادرين على العمل أو دخول المدارس والمستشفيات. وقد ازداد وضعهم سوءا مع المد القومي البوذي الذي يشهده هذا البلد.

ويتزايد الغضب في الدول المسلمة خصوصا ، فقد تظاهر الآلاف في جاكرتا امس أمام سفارة بورما مطالبين بإنهاء أعمال العنف.

وقالت الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل السلام ملالا يوسفزاي «قلبي ينفطر كلما شاهدت الأخبار قلبي ينفطر إزاء معاناة الروهينجا المسلمين في بورما». وأضافت «في السنوات الأخيرة كررت إدانتي لهذه المعاملة المأساوية والمخزية (للروهينجا). ما زلت أنتظر من زميلتي أونغ سان سو تشي فعل المثل».

ويقول المحللون إن تصلب سو تشي رغم سنوات من الضغط من قبل منظمات حقوقية هو لاسترضاء الجيش الذي لا يزال قويا بعدما حكم البلاد مباشرة خمسين عاما، وأيضا لمراعاة القومية البوذية المتصاعدة في الدولة الواقعة بجنوب شرق آسيا.

وفي وقت سابق هذا العام قال محققو الأمم المتحدة إن جيش بورما استخدم «وحشية مدمرة» في عمليته الأمنية في ما يمكن أن يرقى الى تطهير عرقي للروهينجا. ونفت حكومة سو تشي تلك الاتهامات ورفضت منح تأشيرات دخول لمسؤولي الأمم المتحدة الذين يحققون في تقارير عن ارتكاب فظائع.