1094820
1094820
مرايا

وجهات إفريقية متعددة لعشاق السفاري

06 سبتمبر 2017
06 سبتمبر 2017

تمثل أجواء الإثارة والمغامرة وسط الطبيعة الساحرة -

تتمتع بعض البلدان بشهرة كبيرة في مجال سياحة السفاري، مثل كينيا وتنزانيا وجنوب أفريقيا وناميبيا، لما تتمتع به من محميات طبيعية شاسعة وثروة حيوانية ونباتية يندر وجودها خارج إفريقيا. ولكن هذا لا يعني أن سياحة السفاري في القارة السمراء تقتصر على هذه البلدان فحسب، بل إن العديد من البلدان الإفريقية الأخرى توفر للسياح أجواء الإثارة والمغامرة وسط الطبيعة الساحرة.

هوانغي ناشيونال بارك، زيمبابوي

خلال عام 2015 ذاع صيت أكبر حديقة وطنية في زيمبابوي في جميع أنحاء العالم، بسبب قيام أحد السياح الأمريكيين بقتل الأسد “سيسيل”، والذي يعتبر من أشهر الأسود في أفريقيا ويعد بمثابة تميمة لهذه المحمية الطبيعية. ولكن حتى مع عدم وجود الأسد “سيسيل”، فإن هناك العديد من الأسباب، التي تدعو السياح لزيارة “هوانغي ناشيونال بارك”؛ حيث إنها تزخر بقطعان الفيلة والزرافات والظباء، التي تجوب حشائش السافانا.

وعادةً ما يظهر الجاموس الوحشي في البرك المائية للاستحمام، ومن المألوف أن يشاهد السياح النمور وهي تأخذ قسطاً من الراحة فوق أشجار السنط، بالإضافة إلى أن مشاهد الأسود تعتبر من الأمور المعتادة في هذه المحمية الطبيعية. ويمتاز الجزء الجنوبي من المحمية الطبيعية بوجود الكثبان الرملية في صحراء كالاهاري، بينما تطغى حشائش السافانا على الجزء الجنوبي الغربي منها، حتى يصل السياح إلى الغابات الكثيفة. وانطلاقاً من هذه المحمية الطبيعية فإنه يمكن للسياح الوصول إلى شلالات فيكتوريا بسهولة، حيث إنها تقع على مسافة 100 كلم في اتجاه الشمال.

أنداسيب مانتاديا ناشيونال بارك، مدغشقر

يخيم الضباب في الصباح الباكر على الغابات الجبلية الواقعة في شرق مدغشقر، ويصحو السياح على صوت إندري، الذي يعتبر أكبر حيوانات الليمور في العالم، ويعد بمثابة النجم الساطع بهذه المحمية الطبيعية، والتي تم إدراجها ضمن قائمة التراث الطبيعي العالمي التابع لمنظمة اليونسكو خلال عام 2007. ويعيش حوالي 80% من جميع أنواع الحيوانات في الجزيرة بين أشجار السرخس وبساتين الفاكهة والأشجار العملاقة، وتزخر هذه المحمية الطبيعية بشتى أنواع الحرباء والثعابين والضفادع.

وبحسب ما جاء في وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) فإن حيوانات الليمور تحتل مكانة كبيرة؛ نظراً لأن هذه القردة ذات العيون الواسعة تتخذ من جزيرة مدغشقر الواقعة قبالة الساحل الشرقي لأفريقيا موطناً أصلياً لها. وقد ساعد برنامج التوطين على جعل محمية “أنداسيب مانتاديا ناشيونال بارك” ملاذاً آمناً لحيوانات الليمور، وقد بدأ جلب هذه الحيوانات إلى هنا منذ عام 2006 وتكاثرت في المحمية الطبيعية بصورة رائعة.

كوين إليزابيث ناشيونال بارك، أوغندا

عندما قامت الملكة إليزابيث بزيارة أوغندا خلال عام 1954، كانت هذه المستعمرة البريطانية قد شهدت قبلها بعامين إنشاء محمية طبيعية في غرب البلاد، والتي حملت اسم ملكة بريطانيا. ويمكن للسياح في هذه المحمية الطبيعية الاستمتاع بنفس مشاهد المراسم، التي شهدتها الملكة. وقد عادت أعداد الحيوانات البرية إلى سابق عهدها، بعد أن قام جنود عيدي أمين بقتل الكثير منها بشكل جماعي.

ويمكن للسياح مشاهدة الحيوانات من خلال القيام بجولة بالقارب في قناة كازينجا؛ حيث تزخر هذه المحمية الطبيعية بأكثر من 600 نوع من الطيور، بالإضافة التماسيح والجاموس الوحشي وأفراس النهر. وعند الرغبة في مشاهدة القرود فإنه يتعين على السياح التجول في كانيون كيامبورا، الذي يمتد بطول 16 كلم. ونادراً ما يتجول السياح في الجزء الجنوبي من المحمية الطبيعية؛ نظراً لوجود أسود إيشاشا، التي تشتهر بتسلق الأشجار.

غورنغوسا ناشيونال بارك، موزمبيق

تتمتع موزمبيق بشهرة كبيرة في مجال السياحة الدولية بفضل الشواطئ الرملية الناعمة والشعاب المرجانية الرائعة ومشاهدة أسماك القرش والحيتان. وفي منتصف هذا البلد، الذي يقع في الجزء الجنوبي الشرقي من قارة إفريقيا حاول أحد المستثمرين خلال حقبة السبعينات من القرن المنصرم إعادة محمية غورنغوسا بارك إلى سابق مجدها وشهرتها.

وقد تم استيراد الحيوانات البرية من جنوب إفريقيا، من أجل إعادة إحياء المحمية الطبيعية، التي دمرتها الحرب الأهلية وتسببت في إغلاقها. وقد نجحت هذه الاستراتيجية؛ حيث يشاهد السياح حالياً الظباء وهي ترعى وسط حشائش السافانا، كما تنتشر الأفيال وسط غابات ميومبو، كما تقفز قرود البابون وتمرح على أطلال بيت الأسد.

لوبي ناشيونال بارك، الجابون

ليس هناك مكان في العالم يتيح للسياح إمكانية مشاهدة القرود ذات الأنف الأحمر والوجه الأبيض أفضل من محمية “لوبي ناشيونال بارك”، التي تندرج ضمن قائمة التراث الطبيعي والثقافي العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو. ومنذ العصر الحجري والإنسان يهاجر من الشاطئ إلى داخل البلاد بمحاذاة نهر الأوغووي؛ حيث قام بإزالة جزء من الغابة المطيرة وإنشاء موطن خاص له، يشتمل على الغابات وحشائش السافانا، والتي تضم العديد من أنواع الظباء والشمبانزي والغوريلا والفهود. وإلى جانب كل هذه الحيوانات يمكن للسياح مشاهدة الرسومات والنقوش على الجدران الصخرية.