1101872
1101872
العرب والعالم

إسرائيل تطرد عائلة فلسطينية من منزلها في القدس الشرقية

05 سبتمبر 2017
05 سبتمبر 2017

تقيم فيه منذ 50 عاما -

القدس- (أ ف ب) : طردت الشرطة الإسرائيلية أمس عائلة فلسطينية من المنزل الذي كانت تقيم فيه منذ أكثر من 50 عاما في القدس الشرقية ما يشكل بحسب منظمات غير حكومية خطوة جديدة لتهويد هذا القسم من المدينة.

وتسكن عائلة شماسنة منذ نحو 52 عاما في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وتجري أعمال الطرد بعد عملية استنزاف لسنوات طويلة للفلسطينيين في أروقة المحاكم الإسرائيلية بحجة ان هذه البيوت كانت ملكا لليهود قبل عام 1948.

وأفاد مراسل وكالة فرانس برس انه فور طرد عائلة من هذا المنزل، دخل اليه رجال يهود من المتدينين تحت حماية ضباط الشرطة.

وأثار مصير هذه العائلة اهتمام منظمات غير حكومية معارضة للاستيطان ودبلوماسيين يتابعون الوضع في القدس الشرقية الذي يشكل ابرز الملفات الشائكة في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.

وحضر الشرطيون حوالي الساعة الخامسة فجرا الى مدخل المنزل الصغير الواقع في حي الشيخ جراح، والذي يقيم فيه أيوب شماسنة (84 عاما) غير القادر على الحركة وزوجته فهمية شماسنة (75 عاما) وابنهما وعائلته، واجبروهم على الرحيل، كما روى أفراد هذه العائلة.

وقال أيوب شماسنة الذي يجلس على كرسي متحرك للصحفيين «نحن نسكن هنا منذ عام 1964» مضيفا «ماذا سأفعل؟ كيف لهم أن يرموا أغراضي وأثاثي وملابسي في الشارع؟». من جهتها قالت فهمية شماسنة « بدأت الشرطة بقرع الباب في الخامسة صباحا، دخلوا مثل الوحوش، كنت احضر الحليب والفطور لأولاد ابني قبل ذهابهم للعمل، حملونا ورمونا في الخارج».

وأضافت فهمية وهي تبكي «هذا أصعب يوم في حياتي»، وتساءلت «ماذا سنفعل؟ سنبحث عن بيت، ربما سنبقى بالشارع يوم أو يومين». وستضطر عائلة شماسنة الآن الى دفع مبلغ يقدر ما بين 60 الى 70 ألف شيكل (بين 14 و 16 ألف يورو)، تكاليف إخلائها لأنه تم بالقوة.

وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية رفضت في أغسطس 2013 التماس العائلة الفلسطينية ضد اخلاء منزلها لصالح المستوطنين. وتقول حركة «السلام الآن» المناهضة للاستيطان ان هذا هو أول اخلاء لأحد منازل حي الشيخ جراح منذ عام 2009.

وبحسب «السلام الآن» فإن عملية «الإخلاء تأتي في إطار عملية أوسع تقوم بها الحكومة بتأسيس مستوطنات في حي الشيخ جراح»، وتنتظر عائلات أخرى في الحي الإخلاء.

واعتبرت المنظمة ان اخلاء العائلة «بشكل وحشي» يدل على «منحى خطير» يزيد من تعقيد أي تسوية محتملة حول القدس في اطار تسوية النزاع.

من جهتها، تؤكد منظمة «عير عاميم» الإسرائيلية التي تدعم عائلة شماسنة ان هذه الأخيرة هي الأولى التي تطرد من منزلها في الحي منذ عام 2009. وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) انها ستحاول مساعدة العائلة ماليا لإيجاد منزل اخر، واعتبر مدير الوكالة في الضفة الغربية المحتلة سكوت اندرسون لوكالة فرانس برس ان «مثل هذا النوع من عمليات الطرد يجعل من الصعب تحقيق السلام» بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وكانت عائلة شماسنة انتقلت الى المنزل عام 1964، ويقول ارييه كينغ مدير صندوق أراضي إسرائيل، وهي جمعية استيطانية تعمل في أحياء القدس الشرقية المحتلة، ومالك العقار ان البيت الذي كانت تسكنه العائلة «ملك لليهود منذ 90 عاما». وقال ارييه كينغ لوكالة فرانس برس «سيعود هذا الحي كما كان حيا يهوديا، الأمر يحدث ببطء» مضيفا ان مسألة تحويل حي الشيخ جراح الفلسطيني الى حي يهودي هي «مسألة وقت فقط».

وتستغل الجمعيات الاستيطانية حقيقة وجود أملاك لليهود قبل احتلال الضفة الغربية عام 1967، حفظها الأردن تحت سلطة «حارس أملاك العدو» وانتقلت بعدها إلى سلطة «حارس أملاك الغائبين» الإسرائيلي ثم إلى «القيم العام» الإسرائيلي الذي تقضي وظيفته بضمان استغلال أي عقار مالكه مفقود.

ولا يوجد اي قانون مماثل للفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم وأراضيهم في القدس الغربية او إسرائيل، وانما على العكس فقد فرضت إسرائيل قانون أملاك الغائبين الذين بموجبه تمت مصادرة الكثير من الأملاك الفلسطينية.

وكانت عائلة شماسنة تدفع إيجار المنزل لـ«حارس املاك الغائبين» في إسرائيل حتى عام 2009 مع ظهور مستوطنين تمكنوا من حيازة ملكية المنزل على أساس «حق العودة لليهود فقط» وسعوا لطرد العائلة.

ومنذ عام 1967، أصبح عدد اليهود 195 ألفا من أصل سكان القدس الشرقية البالغ 450 ألف نسمة.

ويأتي طرد عائلة شماسنة بالتزامن مع طرح أربعة مشاريع استيطانية في الحي.

وضمت إسرائيل القدس عام 1980 وأعلنتها عاصمتها «الأبدية والموحدة»، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة.