1101841
1101841
العرب والعالم

الجيش السوري يكسر حصار «داعش» لدير الزور ويستعد لاسترجاع المدينة

05 سبتمبر 2017
05 سبتمبر 2017

«سوريا الديمقراطية» تطِّهر الجامع الكبير بالرقة وبوتين يأمل في استكمال الشركاء عمليتهم العسكرية ضد التنظيم -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

نجح الجيش السوري أمس في كسر حصار فرضه تنظيم «داعش» بشكل محكم على مدينة دير الزور في شرق سوريا منذ مطلع العام 2015 تمهيدا لطرده من المدينة، في هزيمة جديدة تضاف إلى سجل الجهاديين.

وفور كسر الحصار، عمّت الاحتفالات في صفوف وحدات الجيش التي التقت في قاعدة اللواء 137 المحاذية لأحياء دير الزور الغربية، وتجمع الأهالي ابتهاجاً بكسر الحصار على وقع تحليق الطائرات السورية والروسية في سماء المدينة.

ويشكل تقدم الجيش نحو دير الزور وفق محللين هزيمة كبرى لتنظيم «داعش» الذي مُني في الأشهر الأخيرة بسلسلة خسائر ميدانية في سوريا والعراق المجاور.

وأعلنت قيادة الجيش الحكومي السوري في بيان امس أن وحداتها «بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة وبإسناد جوي من الطيران الحربي السوري والروسي تمكنت من فك الطوق عن أهلنا المحاصرين». معتبرة أن «أهمية هذا الإنجاز الكبير من كونه يشكل تحولاً استراتيجياً في الحرب على الإرهاب». وجاء هذا الإعلان بعدما أورد الإعلام الرسمي «كسر» الجيش الحصار عن المدينة «بعد وصول قواته المتقدمة من الريف الغربي إلى الفوج 137»، وهي قاعدة عسكرية محاذية لأحياء في غرب المدينة يسيطر عليها الجيش السوري وكان يحاصرها الجهاديون.

وهنأ الرئيس السوري بشار الاسد خلال اتصال أجراه مع قادة الوحدات التي كانت محاصرة في المدينة، بالإنجاز الذي تحقق.

وقال وفق ما نقلت حسابات الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي «ها أنتم اليوم جنباً إلى جنب مع رفاقكم الذين هبوا لنصرتكم وخاضوا أعتى المعارك لفك الطوق عن المدينة وليكونوا معكم في صف الهجوم الأول لتطهير كامل المنطقة من رجس الارهاب واستعادة الأمن والأمان الى ربوع البلاد حتى آخر شبر منها». وفي القاعدة العسكرية حيث التقت وحدات الجيش، نقل صحفي متعاون مع وكالة فرانس برس مشاهدته مبادرة الضباط من الجهتين إلى تبادل العناق، على وقع هتافات «بالروح بالدم نفديكِ يا سوريا». ورفع العسكريون علامات النصر واطلقوا النار في الهواء ابتهاجا.

وشاهد ضباطاً روس في عداد القوات المتقدمة.

وقال إنه فور التقاء القوات من الجهتين، قامت طائرات حربية روسية وسورية بعرض جوي في سماء المدينة.

وقال مصدر عسكري رفيع في دير الزور: نقطة الالتقاء هذه هي بداية النهاية لتنظيم «داعش»». وعلى طول الطريق المؤدية من القاعدة العسكرية إلى داخل المدينة، تجمع المدنيون تعبيرا عن ابتهاجهم بالعسكريين الذين دخلوا إلى المدينة.

كما بثت مكبرات صوت في الشوارع أغاني وطنية.

ويسيطر التنظيم المتطرف منذ صيف 2014 على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور النفطية والحدودية مع العراق وعلى نحو ستين في المائة من مساحة مدينة دير الزور. ومنذ مطلع العام 2015، تمكن التنظيم من محاصرة أحياء عدة في المدينة ومطارها العسكري لتصبح المدينة الوحيدة التي يحاصر فيها التنظيم الجيش.

وبدأ الجيش الحكومي السوري منذ أسابيع عدة عملية عسكرية واسعة باتجاه محافظة دير الزور، وتمكن من دخولها من ثلاثة محاور رئيسية هي جنوب محافظة الرقة، والبادية جنوبا من محور مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، فضلا عن المنطقة الحدودية مع العراق من الجهة الجنوبية الغربية.

ودخلت القوات المتقدمة من محور الرقة الى قاعدة اللواء 137.

وتتواجد تلك المتقدمة من جبهة السخنة على بعد نحو 12 كم من المطار العسكري الذي يطوقه التنظيم المتطرف مع عدد من الأحياء المحاذية له.

ومن المتوقع ان يخوض الجيش مواجهات شرسة في الأيام المقبلة لطرد المسلحين من الـ60 في المائة التي يسيطرون عليها في المدينة.

ومن شأن سيطرة الجيش بالكامل على مدينة دير الزور أن تجرد التنظيم من احد ابرز معاقله في سوريا في وقت خسر اكثر من ستين في المائة من مساحة مدينة الرقة، معقله في سوريا، منذ يونيو على وقع تقدم قوات سوريا الديمقراطية بدعم أمريكي.

ورأى الباحث في الشأن السوري ارون لوند في تعليق للصحفيين عبر البريد الإلكتروني أن تقدم الجيش «يشكل من الناحية السياسية انتصاراً نوعياً لبشار الاسد ومؤيدي الحكومة السورية وهزيمة كبرى لتنظيم»داعش». واعتبر ان ما جرى يبدو وكأنه «نقطة تحول محتملة في الحرب في شرق سوريا، حيث سيصبح الاسد حالياً في وضع جيد يمكنه من تحسين موقعه في وقت يتلاشى فيه تنظيم «داعش». وتسبب حصار التنظيم للمدينة بمفاقمة معاناة السكان مع النقص في المواد الغذائية والخدمات الطبية، حيث بات الاعتماد بالدرجة الأولى على مساعدات غذائية تلقيها طائرات سورية وروسية وأخرى تابعة لبرنامج الأغذية العالمي.

ويقدر عدد المدنيين الموجودين في الأحياء تحت سيطرة قوات الجيش السوري بمائة ألف شخص فيما يتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن وجود أكثر من عشرة آلاف مدني في الأحياء تحت سيطرة التنظيم. وتشير تقديرات أخرى الى ان العدد أكبر.

وفي طهران، هنأ الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني الشعب السوري بكسر الحصار. وقال إن «النتائج القيمة للتعاون الاستراتيجي بين ايران وروسيا وسوريا وجبهة المقاومة لمحاربة الإرهاب تظهر بشكل مستمر على الساحتين السياسية والميدانية»، منوهاً بـ«نجاح لا يقدر بثمن لهذا التحالف» في دير الزور.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن استهداف مواقع لتنظيم «داعش» في ريف دير الزور، عبر صواريخ «كاليبر» المجنحة.

وأوضح بيان للوزارة أن الفرقاطة «الأميرال إيسن»، التي تقوم حاليا بمهمات قتالية ضمن مجموعة السفن الحربية الروسية في المتوسط، أطلقت، صباح أمس صواريخ مجنحة من طراز «كاليبر» على مواقع تابعة لتنظيم «داعش» في دير الزور، وتحديدا ضد مواقع محصنة في محيط بلدة الشولا.

كما قام الجيش الروسي بالتأكد من فعالية ضرباته الصاروخية بواسطة طائرات استطلاع وأخرى مسيرة، موضحا أن الضربة أسفرت عن تدمير مراكز قيادة وعقدة اتصالات، إضافة إلى مستودعات أسلحة وذخيرة وورشة لصيانة المدرعات ونقطة تمركز. وأكدت الوزارة أن الضربة الصاروخية ضمنت استمرار نجاح القوات الحكومة السورية في تقدمها إلى عمق ريف دير الزور، كما أنها أحبطت خطط داعش لإعادة نشر قواتهم وتحصين مواقعهم في محيط دير الزور. ونفذت وحدة من الجيش كمينا لإحدى المجموعات التابعة لتنظيم «داعش” التي هاجمت احدى نقاط حماية طريق السعن /‏‏اثريا بريف حماة الشرقي.

وتمكن الجيش السوري من السيطرة على نقطتي المخفر الحدوديتين مع الأردن «171» و»172»، في ريف دمشق الجنوبي الشرقي، وأوقع قتلى وجرحى في صفوف المسلحين.

يأتي ذلك بعد أيام على سيطرة الجيش السوري على نقطتي مخفر رقم 169، و170 على الحدود السورية الأردنية في جنوب سوريا.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الوضع الميداني في سوريا، يتغير جذريا لصالح القوات الحكومية، معتبرا في الوقت نفسه أنه من السابق لأوانه الحديث عن القضاء على الإرهاب.

وأوضح بوتين في تصريح صحفي في ختام قمة «بريكس» بمدينة شيامن الصينية، «فعلا، الوضع يتغير لصالح القوات الحكومية.

أنتم تعرفون أن الأراضي الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية اتسعت بأضعاف في غضون سنة ونصف أو سنتين، وتتطور هذه العملية بوتائر متسارعة». وتابع الرئيس الروسي، «هل يمكننا أن نقول إنه تم القضاء على تنظيم (داعش) و(جبهة النصرة) والتنظيمات الإرهابية الأخرى إلى الأبد؟ على الأرجح، من السابق لأوانه الحديث عن ذلك، لكن تغير الوضع الميداني جذريا في الأراضي السورية أصبح واقعا».

وربط الرئيس بوتين انطلاق العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية وتثبيت الهدنة، بضرورة استكمال عملية تحرير ريف دير الزور من تنظيم «داعش». وعبر بوتين عن أمله في أن يستكمل شركاء روسيا عمليتهم العسكرية ضد «داعش» في الرقة، وشدد على أهمية تحرير دير الزور من أيدي التنظيم.

وأوضح أن المناطق الخاضعة لسيطرة داعش في دير الزور، ليست ورقة للمعارضة السياسية ضد دمشق، بل تمثل نقطة إسناد عسكرية لأسوأ أطياف المعارضة المتشددة المنضوية تحت لواء التنظيم الإرهابي.

وأكد على ضرورة تثبيت نظام الهدنة في مناطق تخفيف التوتر وإطلاق العملية السياسية فور انتهاء العملية العسكرية في دير الزور.

من جانبه أكد التحالف الدولي استعادة قوات «سوريا الديمقراطية» السيطرة على المدينة القديمة في الرقة ومسجدها التاريخي من قبضة تنظيم «داعش».

وأفاد التحالف في بيان له نشرته وكالة (رويترز) ان قوات «سوريا الديمقراطية» طهرت الجامع الكبير بالرقة وهو أقدم مساجد المدينة.

ووصف البيان التقدم الذي احرزته «سوريا الديمقراطية» بأنه ”علامة فارقة» في معركة الرقة.

وقال الكولونيل الأمريكي ريان ديلون المتحدث باسم التحالف إن قوات «سوريا الديمقراطية «حققت مكاسب إضافية متماسكة في المنطقة الحضرية من المدينة وتقاتل في بناية تلو الأخرى».