Oman Daily K O
Oman Daily K O
كلمة عمان

العالم في مواجهة أزمة خطرة جديدة

05 سبتمبر 2017
05 سبتمبر 2017

بالرغم من المشكلات العديدة التي تجتاح عالم اليوم ، في الكثير من الدول ، وفي مجالات مختلفة أيضا ، بما في ذلك الحروب والمواجهات المسلحة - في المنطقة وخارجها - والتهديدات الإرهابية المتزايدة ، إلا ان التفجير النووي الضخم الذي قامت به كوريا الشمالية ، يوم الاحد الماضي ، والذي قالت هي إنه قنبلة هيدروجينية ، قد اجتذب اهتمامات مختلف دول العالم ، ليس فقط من خلال الرفض والتنديد والإدانة الشديدة لهذه الخطوة من جانب كوريا الشمالية ، وهو ما اتفقت فيه مختلف الدول ، بما في ذلك الصين ، التي تربطها علاقات وثيقة مع كوريا الشمالية ، حيث قدمت احتجاجا سياسيا الى بيونج يانج، ولكن أيضا عبر الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي التي عقدها امس الاول ( الاثنين ) والتي اتفقت فيها الدول الأعضاء في المجلس كذلك على أهمية وضرورة العمل على التوصل الى حل سلمي لهذه المشكلة المعقدة .

جدير بالذكر ان الدعوة الى العمل على إيجاد حل سلمي للأزمة في شبه الجزيرة الكورية ، والسعي الى وقف التجارب النووية الكورية الشمالية ، وبرنامج الصواريخ الباليستية لها ، ينطلق من حرص دولي عام على تجنب كل ما يمكن ان يدفع نحو التصعيد مع بيونج يانج ، غير ان الجميع التقى على أهمية تشديد العقوبات ضد كوريا الشمالية ، حتى تتخلى عن تجاربها النووية وبرنامجها الصاروخي . وعلى أية حال فإن الشعور بتحدي كوريا الشمالية للعالم ، وللقانون الدولي ، ولمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية ، شكل الإطار العام لحالة الإدانة والتنديد الدولي الواسع النطاق بهذا التفجير النووي ، وبإصرار بيونج يانج على الاستمرار في تجاربها الصاروخية بعيدة المدى ، والتي تهدد منطقة شرق و جنوب شرق آسيا بوجه خاص ، والأمن والسلم في العالم بوجه عام . ولعل السؤال الذي يفرض نفسه هو هل ستنثني كوريا الشمالية ، أمام موجة الاحتجاج والإدانة العالمية لها ، بل و أمام التهديد الخطير الذي وجهه لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، عندما لوح بأن كل الخيارات متأججة ، بما في ذلك الخيار النووي ؟ ام أنها ستواصل تحديها للجميع ؟

واذا كانت الدول الحليفة للولايات المتحدة ، وخاصة اليابان وكوريا الجنوبية ، الى جانب جزيرة جوام الأمريكية ، هي الأكثر تعرضا للتهديد من جانب صواريخ كوريا الشمالية الباليستية ، وكذلك من تجاربها النووية ، إلا ان التأكيد الأمريكي على الالتزام بحمايتها ، كان واضحا وحاسما ، وهو ما تزداد أهميته في ظروف التوتر الحالية ، التي يسهم العناد والرغبة في تحدي العالم ، في تفاقمها ، على أكثر من صعيد . وحتى يصوت مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار الأمريكي بفرض مزيد من العقوبات على كوريا الشمالية ، وذلك يوم الاثنين القادم حسبما أعلنته مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة ، فإنه من المأمول ان تتجنب مختلف الأطراف ، وخاصة كوريا الشمالية ، الجنوح نحو التصعيد وتعريض أمن وسلامة شرق وجنوب شرق آسيا ، بل والعالم ككل ، لخطر هو بالتأكيد في غنى عنه اليوم وغدا أيضا .