العرب والعالم

تقرير: الانتخابات النيوزيلندية بين «صانع الملوك» و«تأثير جاسيندا»

05 سبتمبر 2017
05 سبتمبر 2017

ولينجتون - (د ب أ): بدا مؤخرا أن رئيس وزراء نيوزيلندا بيل انجليش لن يحتاج إلى حجز شاحنة لنقل الأثاث بعد انتخابات 23 سبتمبر المقبل.

ولكن مع حدوث بعض التعديلات غير المتوقعة في جبهة اليسار، وظهور صانع ملوك محتمل لا يمكن التنبؤ بخياراته، أصبح استمرار انجليش كزعيم سياسي لنيوزيلندا، الدولة الواقعة في المحيط الهادئ، البالغ عدد سكانها 7ر4 مليون نسمة فجأة يبدو أقل تأكيدا، ففي غضون بضعة أسابيع، تحولت الانتخابات التي كان من المتوقع أن تكون مملة إلى ما هو غير ذلك.

وتسلم رئيس الحزب الوطني المحافظ السلطة من جون كي صاحب الشعبية الكبيرة في ديسمبر، وعلى الرغم من أن انجليش كافح لتحسين صورته التي اتسمت بالرتابة، توقعت استطلاعات الرأي أن يستمر الحزب في السلطة دون الحاجة إلى أي شركاء جدد لدعمه. وفي نهاية يوليو الماضي، سجل حزب العمال المعارض أدنى درجات التأييد والقبول منذ عقود.

وتراجع زعيمه اندرو ليتل إلى مستويات منخفضة جديدة كرئيس وزراء مفضل لدى جمهور الناخبين، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أنه يحظى بتأييد حوالي 7 بالمائة منهم فقط.

ومع بدء الحملة الانتخابية بالفعل في اكتساب زخم وانتشار لوحات ولافتات الدعاية لليتل ونائبته جاسيندا اردرن، لم يعد تغيير قيادة الحزب خيارا مطروحا.

ولكن في نهاية المطاف أصبح الضغط على ليتل أكثر مما يمكن تحمله، وانسحب مسؤول النقابات السابق في الأول من أغسطس الماضي لإفساح المجال لنائبته التي تحظى بالقدرة على جذب الجماهير والفوز بدعمهم.

ومع تولي جاسيندا اردرن (37 عاما) رئاسة حزب العمال، شهد الحزب زيادة كبيرة في شعبيته وحجم التأييد له، وهو ما وصفته وسائل الإعلام المحلية بـ«تأثير جاسيندا».

ولكن على الرغم من أن نيوزيلندا كانت أول دولة تمنح المرأة حق التصويت في عام 1893، وأن امرأة هي التي تتولى حاليا منصب الحاكم العام، وهي باتسي ريدي، وتولت هيلين كلارك من حزب العمال منصب رئيسة الوزراء لمدة تسع سنوات، إلا أن التحيز الجنسي ليس أمرا غريبا بها.

وعقب تعيينها رئيسة للحزب واجهت اردرن التي ليس لديها أطفال أسئلة حول خططها لإنجاب أطفال في السنوات الثلاث القادمة أو نحو ذلك. وعلى الرغم من أنها قالت إنها لم تشعر بالانزعاج من هذه الأسئلة لأنها تحدثت عن هذه المسألة بشكل علني من قبل، فقد أوضحت أنه «من غير المقبول تماما في عام 2017 القول إن على المرأة أن تجيب على هذا السؤال في مكان العمل». وقالت: إن القرار هو قرار المرأة عندما تختار أن تنجب أطفالا، وينبغي ألا يحدد هذا مسبقا ما إذا كانت ستحصل على وظيفة أم لا. ومن الإنصاف القول: إن أردرن بدأت بداية قوية وبحماس شديد. وفي غضون بضعة أيام حصل حزبها على تبرعات بلغت قيمتها ربع مليون دولار، وشهدت استطلاعات الرأي تزايد التأييد لتوليها منصب رئيسة الوزراء لتنافس بيل انجليش والد الستة أبناء. وهذه الأرقام سوف تسبب بعض المخاوف في الحزب الوطني. في عام 2008م عندما بدأ مرشح الحزب الوطني جون كي يتقدم في استطلاعات الرأي على رئيسة الوزراء العمالية آنذاك هيلين كلارك كزعيم مفضل، كان كل شيء قد انتهى.

ولكن بينما كان قادة حزب العمال الجدد يقضون فترة شهر العسل كانت هناك مشكلة تختمر على الجناح الأيسر مع شريكه المختار في الائتلاف، وهو حزب الخضر.

فقد عرضت الزعيمة المشتركة للحزب ميتيريا توري نفسها لخطر الإقالة من موقعها بعد اعترافها بالكذب على إدارة الرعاية الاجتماعية منذ أكثر من 20 عاما، عندما كانت أما تعيش بمفردها بدون زوج، حيث تسببت محاولتها المتعمدة لإثارة «حقيقة الفقر» في الحملة الانتخابية في وضعها تحت التدقيق.

وفي نهاية المطاف، تنحت السياسية (47 عاما) عن منصبها، قائلة إن الهجمات عليها أصبحت تعيق قدرة الحزب على نقل وتوضيح سياساته. الآن، وقبل خمسة أسابيع على الانتخابات، لا يزال حزب الخضر في وضع السيطرة على الضرر، ويحاول حزب العمال جذب الشباب، بينما يهدف الحزب الوطني إلى الحصول على أصوات الناخبين المحافظين، بسياسات جديدة للقانون والنظام، مثل إقامة مخيمات على النمط العسكري لمرتكبي الجرائم من الشباب. ولكن من المحتمل أن ينتهي الأمر بحزب آخر كصانع للملوك بعد الانتخابات المقررة في 23 سبتمبر المقبل.