1100832
1100832
العرب والعالم

اشتباكات عنيفة مع تقدم «سريع» للجيش السوري في دير الزور

04 سبتمبر 2017
04 سبتمبر 2017

10 آلاف مدني محاصرون في أحياء تحت سيطرة تنظيم «داعش» -

عواصم - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

وصلت قوات النظام السوري وحلفاؤها إلى مشارف مدينة دير الزور بعد تقدم سريع أحرزته في الساعات الأخيرة على حساب تنظيم داعش الذي يطبق حصاره على المدينة منذ اكثر من عامين.

ويأتي هذا التقدم في وقت خسر تنظيم داعش سيطرته على اكثر من نصف مساحة مدينة الرقة، معقله في سوريا. ومن شأن طرده من مدينة دير الزور وحقول النفط الغزيرة المجاورة ان يقلص سيطرته في سوريا الى مناطق محدودة في وقت يتلقى ضربات موجعة في العراق المجاور.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان امس عن «اشتباكات عنيفة تدور بين قوات الحكومة السورية وتنظيم داعش في محيط اللواء 137 الواقع غرب مدينة دير الزور» والمتصل بالأحياء التي تسيطر عليها قوات الحكومة في المدينة.

وتسيطر قوات النظام على هذه القاعدة العسكرية التي يحاصرها مقاتلو التنظيم منذ العام 2014. وبحسب المرصد تخوض قوات النظام اشتباكات من الداخل والخارج مع مقاتلي التنظيم يرافقها قصف جوي روسي وروسي كثيف.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» ان وحدات الجيش «حققت.. خلال الساعات الماضية تقدما جديدا باتجاه اللواء 137».

ويسيطر التنظيم منذ صيف 2014 على أجزاء واسعة من المحافظة ونحو ستين في المائة من مساحة مدينة دير الزور. ويحاصر منذ مطلع عام 2015 أحياء عدة في المدينة ومطارها العسكري لتصبح المدينة الوحيدة التي يحاصر فيها التنظيم الجيش. وشدد التنظيم المتطرف مطلع العام الحالي حصاره على المدينة بعد تمكنه من فصل مناطق سيطرة قوات النظام الى جزأين، شمالي وآخر جنوبي يضم المطار العسكري. ويقدر عدد المدنيين الموجودين في الأحياء تحت سيطرة قوات الحكومة بمائة ألف شخص محاصرين فيما يتحدث المرصد السوري عن وجود اكثر من عشرة آلاف مدني في الأحياء تحت سيطرة التنظيم. وتشير تقديرات أخرى الى ان العدد أكبر.

وأفادت وكالة «سانا» عن احتفالات شعبية في أحياء سيطرة قوات الحكومة في مدينة دير الزور ابتهاجاً بالتقدم العسكري. ونقلت عن محافظ دير الزور محمد إبراهيم سمرة ان المدينة «شهدت مساء أمس الأول احتفالات وابتهاجاً من كل شرائح المجتمع بالنصر المرتقب مع تقدم طلائع الجيش الحكومي السوري الى مشارف المدينة المحاصرة».

وأفاد مصدر ميداني وعدد من الأهالي (لعُمان) من هناك، أن التقاء القوات سيكون على بعد ساعات فقط ويفصل بينهما حوالي سبعة كيلومترات فقط، ويتم الإعلان الرسمي الذي أكده محافظ المدينة محمد إبراهيم سمرة، بعد أن سيطر الجيش على كامل جبل البشري، والخط الموازي له وصولا لمدينة دير الزور، وبذات الوقت يستهدف الطيران المروحي مواقع داعش في البغيلية، غرب المدينة، والتنظيم يفخخ ويفجر مبنى جامعة الجزيرة هناك، وتفيد الأنباء الواردة عن انسحابات لمسلحي داعش من الحجيف باتجاه قرية الخريطة بعد تقدم الجيش الحكومي من محور البشري باتجاه تلة الحجيف الاستراتيجية التي تشرف على البغيلية وعياش غرب دير الزور، وقامت وحدة من الجيش بقصف المقر الرئيسي لقيادة تنظيم داعش في حي الحويقة الغربية ما أدى إلى تدميره بشكل كامل ومقتل العديد من متزعميه. وتدب حالة من الذعر والانهيار بين صفوف تنظيم داعش في أرياف المدينة عقب سماع أخبار تقدم الجيش وحلفاءه عبر عدة مجاور لمدينة دير الزور.

وأشار مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس امس الى «انهيارات متتالية للتنظيم في الريف الغربي لدير الزور، ما سمح للجيش بالتقدم السريع والوصول الى مسافة عشرة كيلومترات عن القوات المُحاصّرة». وأكد أن «فك الحصار عن وحدات الجيش السوري في دير الزور لن يستغرق إلا ساعات».

وتسبب حصار التنظيم بمفاقمة معاناة السكان مع النقص في المواد الغذائية والخدمات الطبية. ولم يعد الوصول الى مناطق سيطرة الجيش متاحاً وبات الاعتماد بالدرجة الأولى على مساعدات غذائية تلقيها طائرات سورية وروسية وأخرى تابعة لبرنامج الأغذية العالمي.

ويعاني المدنيون المقيمون في الأحياء تحت سيطرة المتشددين، وفق ناشطين، أيضاً من انقطاع خدمات المياه والكهرباء. ويهدف الجيش السوري الى استعادة دير الزور بعد دخول المحافظة من ثلاث جهات: جنوب محافظة الرقة، والبادية جنوبا من محور مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، فضلا عن المنطقة الحدودية مع العراق من الجهة الجنوبية الغربية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: إن قوات الحكومة المهاجمة من الجهة الجنوبية الغربية باتت حالياً على بعد أقل من عشرين كيلومتراً من مطار دير الزور العسكري. كما أنها تحرز تقدماً من جهة الشمال نحو المدينة.

ومن شأن سيطرة قوات النظام على مدينة دير الزور بدعم روسي أن تشكل ضربة جديدة لتنظيم داعش الذي مني بسلسلة من الخسائر الميدانية في الأشهر الأخيرة. ويتعرض التنظيم في محافظة الرقة المجاورة لهجوم واسع تشنه قوات سوريا الديمقراطية، ائتلاف فصائل كردية وعربية، بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكية.

وتمكنت هذه القوات منذ بدء هجومها داخل مدينة الرقة، معقل التنظيم في سوريا، من السيطرة على أكثر من ستين في المئة من مساحة المدينة.

وفي شأن آخر، قالت صحيفة التلجراف بان بريطانيا قد سحبت مقاتليها من معبر التنف على الحدود العراقية السورية بالقرب من الحدود الأردنية.

واوردت الصحيفة البريطانية في عددها الصادر السبت بانها تلقت تأكيد من وزارة الدفاع بأن آخر 20 جنديا قد تم سحبهم بالفعل من المعبر آخر يونيو الماضي . وتصنف هذه العناصر التي تم سحبها من ضمن القوات التي أرسلت في عام 2015 ضمن برنامج لتدريب 5000 مقاتل سوري بتكلفة 500 مليون دولار أمريكي واعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توقف هذا البرنامج مؤخرا.

وبحسب الصحيفة فان متحدث باسم وزارة الدفاع قد اكد بان القوات العاملة في هذا البرنامج هي حاليا في بريطانيا وجاهزة للانتشار في حال تطلبت الأوضاع ذلك. وتأتي هذه التطورات قبيل أيام من موعد انعقاد مؤتمر الآستانة في منتصف سبتمبر والذي من المتوقع بحسب تصريحات سياسيين ومحللين بان تثبت خلاله مناطق «خفض التوتر» في ادلب وريف حمص وفي دمشق ودرعا.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه منتصف مارس 2011 بمقتل اكثر من 330 ألف شخص وبدمار هائل في البنى الأساسية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.