صحافة

جولة جديدة في مفاوضات «بريكست»

04 سبتمبر 2017
04 سبتمبر 2017

كشفت الجولة الثالثة للمفاوضات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي جرت الأسبوع الماضي عن وجود عقبات تعترض تلك المفاوضات، حيث حددت دول الاتحاد ثلاث أولويات مطلقة لن تتنازل عنها هي فاتورة خروج بريطانيا من الاتحاد، ومصير المواطنين الأوروبيين على الأرض البريطانية، ومستقبل الحدود بين أيرلندا، وأيرلندا الشمالية. ويؤكد أعضاء الاتحاد الأوروبي أنهم لن يقبلوا بمناقشة «العلاقة المستقبلية» مع بريطانيا على الصعيد التجاري في مرحلة ثانية إلا بعد تحقيق «تقدم كاف» في هذه المجالات الثلاث.

والسؤال هو هل يمكن تجاوز هذه الخلافات لاستكمال المفاوضات؟ الواقع انه بحسب تصريح ميشيل بارنيي كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي انه لم يتم تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات الأخيرة مع بريطانيا. مضيفا بأنه لن يتمكن في وقت قريب من التوصية ببدء المفاوضات المتعلقة بالعلاقة التجارية المستقبلية بين الجانبين ما لم يتم التوصل إلى حلول للمطالب الأوروبية الثلاثة.

أما ديفيد ديفيس، كبير المفاوضين البريطانيين، فقال إن «المقاربة البريطانية اكثر مرونة بكثير من مقاربة الاتحاد في المفاوضات، وذكر أن المفاوضات شهدت بعض التقدم الملموس.

وقد تناولت الصحف البريطانية هذا الموضوع طوال الأسبوع الماضي، فقالت صحيفة «فايننشال تايمز» عن العقبات التي واجهت الجولة الثالثة من المفاوضات إن الجانبين «رقصا حول اكبر العقبات»، ولم يحرزا تقدما سوى في عدد قليل من القضايا.

أما صحيفة «ديلي تلجراف» فتحدثت عن ما أطلقت عليه «الغضب في بروكسل» مشيرة إلى انه يبدو أن مفاوضي الاتحاد الاوروبي تُركُوا مندهشين بعد أن أمضى نظراؤهم البريطانيون ثلاث ساعات يطالبون الاتحاد الأوروبي بتسوية الانفصال. واستنادا إلى ما كان متوقعا من إن يكون هناك مؤتمر صحفي مشترك «في وقت لاحق»، قالت الصحيفة إن المحادثات تسير إلى «طريق مسدود». وتحت عنوان «الاتحاد الأوروبي يريد مليارات المساعدات الخارجية» نشرت صحيفة «التايمز» تقريرا قالت فيه إن ديفيد ديفيس يتهم بروكسل بمطالب غير واقعية، فالاتحاد الأوروبي يطالب بمليارات الجنيهات بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من اجل تقديم مساعدات إلى افريقيا، والقروض المقدمة إلى أوكرانيا، والمشاريع البيئية في أوروبا. وتابعت الصحيفة إن «المحادثات مع الاتحاد الأوروبي باتت معادية بشكل متزايد. وقال ميشال بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الاوروبي إن رفض بريطانيا احترام التزامات الإنفاق على المدى الطويل قبل الاستفتاء يضر بالثقة».

صحيفة «ديلي اكسبريس» كتبت في عنوانها الرئيسي تقول «لا يمكنك التسلط علينا مستر بارنييه»، وكأنها ترسل رسالة تحد تحذر فيها مستر بارنييه من التفكير في التسلط على بريطانيا، كاشفة عن تراجع العلاقات بين الطرفين إلى مستوى منخفض جديد.

وفي أقوى انتقاد للمفاوضات حتى الآن نقلت صحيفة «الجارديان» عن بارنييه قوله: «إن نهج المملكة المتحدة تجاه خروجها من الاتحاد الأوروبي كان غير واقعي وقوضه انعدام الثقة». وتقول الصحيفة إن رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، كرر تأكيده على أن بريطانيا عليها أن توافق أولا على شروط انفصالها عن الاتحاد الأوروبي قبل البدء بأي محادثات حول ترتيب مرحلة ما بعد البريكست. وعبر عن شعوره بخيبة أمل من طريقة تعاطي بريطانيا مع المفاوضات.

وترى صحيفة «الجارديان» أن التسوية المالية التي يطلبها الاتحاد من بريطانيا ستظل نقطة الخلاف التي قد تؤخر إحراز تقدم في هذه الجولة من المفاوضات. فيما تؤكد صحيفة «الديلي تلجراف» إن فرنسا ودولا اخرى في الاتحاد أشاروا إلى استعدادهم لبدء المحادثات الخاصة بالتجارة عقب البريكست، في خطوة تفتح الباب أمام تنازل من جانب الاتحاد الأوروبي عن ‏موقفه بهذا الشأن.