1099664
1099664
عمان اليوم

الفرق التطوعية تساند الأيتام والمحتاجين خلال أيام عيد الأضحى بجميع الولايات

03 سبتمبر 2017
03 سبتمبر 2017

رسَمت البسمة على وجوه الأطفال والأسر المعسرة -

كتبت - خالصة بنت عبدالله الشيبانية -

بادرت الفرق التطوعية بكافة محافظات السلطنة إلى تقديم ما جادت به أيديها في سبيل مساندة الآخرين خلال أيام عيد الأضحى المبارك، وقد حرصت السلطنة على توجيه الشباب نحو الأعمال التطوعية خاصة في مجال رعاية المسنين والأيتام والأشخاص ذوي الإعاقة، وتلبية احتياجات الأسر المحتاجة بمختلف الولايات، وقد تفاعلت المجموعات التطوعية خلال العيد لمساندة الأسر المنتجة ورسم الفرحة في قلوب الأطفال ومشاركتهم فعاليات العيد لإكسابهم مهارات ومبادئ العمل التطوعي وقيمه، وهذا ما حثت عليه وزارة التنمية الاجتماعية خلال الفترة الماضية من خلال أسبوع العمل الاجتماعي الذي أتاح للشباب المشاركة بآرائهم في تطوير البرامج الاجتماعية وتفعيل دورهم في العمل الاجتماعي التطوعي وتوجيههم نحو احتياجات مجتمعهم عن طريق المبادرات التطوعية وحملات المحافظة على البيئة.

وتركز الفرق التطوعية في تقديم عطائها خلال أيام الأعياد بشكل خاص على فئة الأطفال، غير أن عيد الأضحى المبارك تضمن مبادرات إنسانية لاقت استحسانا من الجمهور العماني الذي وضع قيمة مساندة الآخرين نصب عينيه، حيث قامت الشبكة العمانية للمتطوعين بإقامة رحلة بحرية لمجموعة من الأيتام استغرقت ساعتين على متن سفينة «نجم البحر»، وقال عفان بن عثمان آل ثاني، من الشبكة العمانية للمتطوعين: إن فكرة بحارة عمان جاءت لإدخال السرور في نفوس الأيتام خلال أيام عيد الأضحى المبارك، وللحصول على الجواز التطوعي الذي يعتبر دافعا لجميع المتطوعين بشبكة «تعاون»، والذي تقدمه الشبكة لمنتسبيها ضمن برنامج تدريبي والذي يلزم أن يقوم المنتسب للشبكة بأعمال تطوعية تخدم المجتمع بالدرجة الأولى، باعتبار المجتمع مسؤولية الشباب العماني الذي يحمل هم الوطن على عاتقه، وأفادت مآثر بنت محمود الهلالية من مؤسسة مجموعة «سنبادر لأجلكم التطوعية» أن المجموعة بادرت بتوزيع العيدية على المرضى بمستشفى جامعة السلطان قابوس في يوم التاسع من ذي الحجة، وقامت بتوزيع الحلوى والعيدية على مرضى السرطان بقسم الأطفال والكبار في المستشفى السلطاني ثاني أيام العيد، وقالت رحيمة المسافر، رئيسة ومؤسسة جمعية الرحمة لرعاية الأمومة والطفولة، ان الجمعية قامت بتوزيع لحوم الأضاحي على الأسر المعسرة التي يتم التبرع بها من قبل المواطنين والاحتفاظ بها داخل البرادات لتوزيعها على الفرق التابعة للجان التنمية الاجتماعية في 12 ولاية من ولايات السلطنة ليقوموا بدورهم في توزيعها على الأسر المعسرة.

برامج للناشئين

وأكدت رحيمة المسافر على دور الجمعية في تثقيف النشء بأهمية العمل الخيري من خلال مجموعة من البرامج المخصصة للمتطوع الصغير، لتشجيع الطفل على العمل الخيري، وتذكيره بواجبه كفرد لممارسة العمل التطوعي بمنحه الفرصة للمشاركة في معارض الجمعية المجانية، واستقبال طلبة المدارس للاطلاع على خدمات الجمعية ومشاريعها، وأكدت رحيمة على نجاح 22 فعالية أدارتها الجمعية ونظمها المتطوعون حتى شهر رمضان الماضي.

إذاعة إلكترونية تطوعية

وقال عبدالله بن أحمد الزدجالي، رئيس فريق المصنعة الخيري: إن الفريق أحدث نقلة نوعية على الصعيد الإعلامي التطوعي وذلك بعدما أطلق أول إذاعة إلكترونية على مستوى الولاية والفرق التطوعية بالسلطنة، إذ يهدف الفريق من خلالها إلى إيصال رسالته للمجتمع ونشر الوعي التطوعي، وأضاف الزدجالي أن الفريق  قام بإحياء هبطة سوق المصنعة والتي اندثرت منذ  أكثر من 30 عاما، بالتعاون مع مكتب الوالي وبلدية المصنعة، وذلك لإحياء المورث الشعبي لأهالي الولاية بالإضافة إلى إتاحة الفرص للأسر المنتجة وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى تسويق منتجاتهم، وأكد على تخصيص جزء من أرباح السوق الشعبي الذي لاقى إقبالا كبيرا من أهالي الولاية لصالح الأسر المعسرة، كما أوضح الزدجالي أن الفريق قام بتوقيع عقد توريد صناديق الملابس المستعملة التي يعود ريعها للأسر المحتاجة.

وذكر عبدالله الزدجالي أن الفريق يركز على جوانب كفالة الأيتام والطلبة من أسر الضمان الاجتماعي والدخل المحدود وفئة ذوي الإعاقة، وأضاف ان الفريق  يعمل على كفالة أسر السجناء وغير المؤهلين لرعاية الأسرة، وكذلك المشاركة  في دعم المجالس العامة ومدارس القرآن الكريم وتثقيف المجتمع للحد من الظواهر السلبية، وأكد أن الفريق يسعى لمساعدة أسر الضمان الاجتماعي من خلال دفع إيجارات وفواتير منازلهم وتوفير اللحوم والمواد الغذائية للأسر المعسرة والمساهمة في توفير احتياجات المساجد والمقابر وتوفير كسوة العيد للأيتام والأسر المحتاجة.

العيود

وساهمت الكثير من الفرق التطوعية في رسم الفرحة في وجوه الصغار والكبار خلال أيام عيد الأضحى المبارك، حيث نظم فريق الفضاء الرياضي الثقافي التابع لنادي البشائر بولاية أدم، مسابقات ترفيهية للأطفال وسوقا شعبيا قام خلاله مجموعة من الأطفال ببيع منتجاتهم من المأكولات التي يفضلها الأطفال خلال أيام العيد، إضافة إلى ركن خاص للرسم على وجوه الأطفال، وأوضح عزان بن عزيّز الشيباني، نائب رئيس الفريق، أن العمل التطوعي لا يشكل عائقا للمنظمين عن أداء واجباتهم داخل الأسرة خلال أيام العيد الأضحى، وأن مشاركة كافة شرائح المجتمع يحفز من مفهوم العمل التطوعي في نفوس الناشئين للنهوض بجيل مثقف واع بمسؤوليته تجاه وطنه ومجتمعه.

وقال محمد بن مبارك القمشوعي، من ولاية بهلا: ان فكرة العيود عادت للولاية بعد انقطاع دام 5 سنوات، قام خلاله فريق السور التطوعي بتقديم مجموعة من الألعاب التقليدية للجمهور مثل لعبة شد الحبل، ومسابقة الركض بالجواني، ولعبة نقل الماء، ومجموعة من الفنون الشعبية مثل الرزفة والرزحة، إضافة إلى مسابقة أفضل صورة لعيد الأضحى المبارك على برامج التواصل الاجتماعي.

تكافل اجتماعي

وأكد الحسين بن علي العامري من ولاية سمائل أن هناك جوانب كثيرة يمكن للإنسان أن يتطوع للقيام بها تجاه أهله ومجتمعه خلال أيام العيد، أبسطها على نطاق العائلة من خلال تجمع أفراد الأسرة في منزل العائلة للاتفاق على الواجبات التي تخدم جميع أفراد الأسرة مثل شراء مستلزمات الذبح، وتجهيز الشواء، وتجهيز التنور، ودمّه، وتنظيف موقع الذبح، وتنظيف موقع تقطيع اللحوم، وذلك ما يزيد من الروابط الأسرية بين أفراد الأسرة الواحدة، وإحساس الفرد بمسؤوليته تجاه نفسه وتجاه غيره، وفي النطاق المجتمعي قال العامري: ان فكرة التطوع والمبادرة تتمثل في المساعدة بذبح المواشي للأسر التي تحتاج للعون والمساعدة، ومعاونتهم في تقطيع اللحوم ودفن الشواء وشراء ضروريات العيد، إضافة إلى تنظيف البيئة المحيطة من خلال تنظيم مواقع لرمي مخلفات الذبح، وأكد على أهمية تنظيم الزيارات للأرحام والأقارب والمسنين والمرضى لما له من بالغ الأثر في نفوس أفراد المجتمع ويزيد من قيمة المودة والرحمة فيما بينهم.

جائزة العمل التطوعي

وقد عززت جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي دور المؤسسات المجتمعية (الجمعيات والمؤسسات الأهلية) والأفراد في مجالات العمل التطوعي، انطلاقا من المسؤولية الاجتماعية، واستكمالا للدور الذي تقوم به الوحدات الحكومية لتحقيق دور متميز في أنشطة العمل الاجتماعي بمختلف مجالاته وتكريم المشاريع المجيدة للارتقاء بمستويات العمل التطوعي تلبية لاحتياجات المجتمع.

وبرزت أهمية الجائزة في كونها مخصصة لتطال كافة شرائح المجتمع ومؤسساته المختلفة كافة، وباعتبارها فرصة فريدة ومميزة لتكريم كل من قدم الجهود والأفكار والمشاريع التطوعية دون انتظار المقابل منها، وهي بمثابة تقدير وتحفيز لكافة القائمين على دعم وإرساء الجهود التطوعية بمختلف مجالاتها لتكون تجربة السلطنة في إنشاء ودعم المؤسسات التطوعية نموذجا يحتذى به.

وتهدف الجائزة إلى ترسيخ ونشر ثقافة العمل التطوعي باعتبارها جزءا لا يتجزأ من ثقافة المجتمع العماني المتطور، بما تمثله من منظومة القيم والمبادئ والأخلاقيات والمعايير والرموز والممارسات التي تحث على المبادرة والعمل الإيجابي الذي يعود بالنفع العام على الآخرين، وإبراز دور الجمعيات والمؤسسات الأهلية التطوعية والأفراد الذين أسهموا بمشاريع مجيدة بالعمل التطوعي بإعطائهم الاهتمام والرعاية والعناية والتقدير، وإبراز روح التنافس البناء لخدمة المجتمع بين المؤسسات التطوعية الأهلية والأفراد، وإثارة الاهتمام لاستقطاب الأجيال الشابة إلى العمل التطوعي والعطاء النفعي العام، وتفعيل أوجه التعاون والمسؤولية الاجتماعية بين المؤسسات الأهلية التطوعية والحكومية ومؤسسات القطاع الخاص بما يترتب على ذلك من تكافل وتآزر وتعاون، كما تهدف لتشجيع مبادرات المؤسسات التطوعية والخاصة في زيادة مساهمتها بالمشاريع التطوعية النوعية المتميزة للمساهمة في العملية التنموية في 15 مجالا مختلفا شملت المجالات الاقتصادية، والبيئية، وتقنية المعلومات، والمجال الرياضي، والتراثي، والدفاع المدني، والاجتماعي، والصحي، والمعاقين، والطفولة والشباب، والإعلامي، والثقافة والفنون والآداب، والعمل الخيري، والتعليمي والتربوي، ومجال المرأة.