عمان اليوم

«العيد فرحة» يرسم الابتسامة على أطفال ولاية القابل بحديقة السلام

03 سبتمبر 2017
03 سبتمبر 2017

عادات شامخة يتوارثها الأهالي أبًا عن جد -

القابل - راشد بن محمد الحارثي -

نظمت بلدية القابل بحديقة السلام الحفل الترفيهي للأطفال وبالتعاون مع جمعية المرأة العمانية بولاية القابل بمحافظة شمال الشرقية بعنوان «فرحة عيد»، واشتمل الحفل على فقرات ترفيهية ومسابقات ثقافية شارك فيها عدد كبير من الأسر ومرتادي الحديقة من مختلف ولايات المحافظة.

وشملت المسابقات الرسم والتلوين إلى جانب أسئلة في الشعر والنثر والتعرف علي تراث المحافظة وأماكنها السياحة مثل ولاية وادي بني خالد وولاية بدية وولاية دماء والطائيين.

وقالت صفية بنت محمد الحارثية رئيسة الجمعية «إن هذه الفعاليات الثقافية والترفية هي بمثابة تحفيز معنوي لأبنائنا وبناتنا المقبلون على بداية عام دراسي جديد وهي فرصة أيضا لتجديد معلوماتهم الثقافية خاصة وهم يلتقون بمختلف الأطفال والطلاب من ولايات متعددة، وأن الجمعية بصدد إعداد خطة لأنشطتها للأشهر المتبقية من هذا العام وعرضها على المسؤولين لإبداء بعض المداخلات وبالتالي التواصل مع مختلف المؤسسات الحكومية والأهلية لتنفيذ مجمل هذه الفعاليات».

وتعد هذه الفعالية مظهرا من مظاهر التكافل الاجتماعي الذي يحرص عليها أبناء ولاية القابل والمؤسسات الاجتماعية بالولاية، إلى جانب السمات والعادات والتقاليد التي لا تنفك في ولاية القابل، حيث تبدأ الاحتفالات بمناسبة عيد الأضحى المبارك وسط جو مفعم بالفرحة والبهجة مصحوبة بالأهازيج الشعبية المغناة باعتبارها جزءا من التراث العماني الأصيل والذي يتوارثه العمانيون أبا عن جد والذي تمتزج فيه روح الأصالة والتاريخ فبعد نهاية مراسم صلاة العيد تتوجه جموع المواطنين إلى بعض المجالس العامة التي تستمد من التاريخ والتراث العماني الأصيل أصالتها من بين مجالس الولاية حيث يتبادل الجميع التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الجليلة داعين الله عز وجل بأن يعود هذه المناسبة وأمثالها على المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم –حفظه الله ورعاه- بموفور الصحة والعافية مجددين العهد والولاء والطاعة لجلالته -حفظه الله ورعاه.

وبعد هذه المراسم التقليدية يتوجه الجميع إلى نحر الأضاحي استعدادا لإعداد الوجبات مثل المقلي والمضبي والشواء التي يتم تناولها خلال أيام العيد.

وذلك لما يتخللها من أيام مباركة وعادات أصيلة يلتزم بها كل أفراد العائلة الواحدة حيث يبدأ الاستعداد لهذا اليوم في أواخر شهر ذي القعدة بشراء الملابس وحياكتها والتوابل والحلوى العمانية كما تقوم بعض النساء بشراء الحلي والزينة وبقية الاحتياجات اللازمة للبيت حتى يكون مهيأ لاستقبال الضيوف من الأهل والأقارب الذين يتوافدون من كل حدب وصوب للاحتفال معا بهذه المناسبة السعيدة.

وأن أهم ما يميز هذه الأيام المباركة هو سعة الصدور التي تجدها بين كل المسلمين حيث تصفو القلوب وتسود المحبة والألفة ويلاحظ أن صلة الرحم هي أكثر ما يحافظ عليه الإنسان العماني اتباعا للمنهج التربوي الإسلامي ومن مظاهر العيد أيضا التسابق الكبير في شراء الحلوى ذات الجودة العالية والتي يحرص كل بيت عماني على اقتنائها خاصة في أيام العيد حيث تعد هذه الظاهرة من مظاهر الكرم والجود والتي تعتبر من أساسيات سفرة العيد في كل بيت عماني.

ومن أكثر العادات المميزة في أول أيام العيد تجمع العائلة الواحدة لتناول وجبة العيد الرئيسية والتي تختلف باختلاف العادة المتبعة ومن أهم هذه الوجبات العرسية وهي الأكثر شيوعا عند أبناء الولاية إضافة إلى وجبات القبولي والهريس وغيرها من المأكولات المختلفة وفي اليوم الثاني من أيام العيد يقوم المواطنون بإعداد مختلف الأكلات والأطباق من اللحوم في تشكيلات رائعة ومتنوعة حيث يتم توزيع المهام بين أفراد العائلة التي تعمل كفريق واحد تحت قيادة رب الأسرة حتى تنتهي عملية الإعداد ويتم بعدها توزيع لحوم الأضحية على الجيران والفقراء والمحتاجين كنوع من الصدقات ولتقريب العلاقات الإنسانية بين فئات المجتمع التي يحرص أهالي الولاية على المحافظة عليها وتعليمها للأجيال القادمة كتكافل اجتماعي.

أما عن اليوم الثالث والأخير هو قيام المواطنين في هذا اليوم بإعداد وجبة الشواء وهي الوجبة المعروفة لدى أبناء الولاية والخاصة باليوم الثالث وهي عملية تمر بعدة مراحل تبدأ بتحضير التوابل ومن ثم حشو اللحوم بها بطرق مختلفة منها ورق القصدير أو ورق الموز بعد ذلك يتم إدخال اللحوم داخل وعاء خاص غالبا ما يكون مصنوعا من سعف النخيل تمهيدا لوضعها داخل التنور باعتباره المرحلة النهائية لهذه العملية حيث تبدأ عملية الدفن ما بعد الظهيرة في جو من البهجة والمرح حيث يقوم الشباب والأطفال ويشاركهم بعض كبار السن بتأدية بعض الشعارات والأناشيد التي من شأنها جذب كل المشاركين في إلقاء الشواء في الحفرة على أن يستخرج في صباح اليوم التالي من دفنه.وتختتم هذه العادات السنوية الحسنه بالقيام بزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء في مختلف ولايات ومناطق السلطنة حيث تعتبر أيام العيد فرصة لنقاء القلوب والمصافحة بين المتخاصمين كما أنه فرصة للتواصل والترابط بين الأهل بالإضافة إلى زيارة المرضى المرقدين في المستشفيات والذين حالت حالتهم الصحية دون المشاركة في هذا اليوم السعيد كجزء من التكافل الاجتماعي الذي دعا إليه إسلامنا الحنيف.