العرب والعالم

تقرير :فصل عنصري في الخليل واحتفالات بمرور 50 عاما على الاستيطان

03 سبتمبر 2017
03 سبتمبر 2017

رام الله - عمان - نظير فالح:-

منحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الجيب الاستيطاني في وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، سلطة إدارة شؤونه البلدية في خطوة خطيرة تشرع من خلالها «لفصل العنصري»، في مدينة الخليل المحتلة التي يسكنها 250 ألف فلسطيني حيث عززت سلطات الاحتلال وضع 800 مستوطن يستوطنون في قلب مدينة الخليل عبر إدارة شؤونهم اليومية من خلال مجلس يمثل إدارة محلية له صفة قانونية.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان له، إنه «بموجب هذا الأمر، سيتم تشكيل مجلس يمثل سكان الحي اليهودي الاستيطاني في الخليل، ويوفر خدمات بلدية لهم في مجالات مختلفة».

من جانبه قال وزير الجيش الإسرائيلي افيجدور ليبرمان إنه أمر بإحداث التغيير في وضع مجلس المستوطنين وتعهد بأن يفعل المزيد من أجلهم. وأضاف في بيان صادر عن مكتبه: «إن تقوية المجتمع اليهودي في الخليل هو بالنسبة له في غاية الأهمية وأنه مصمم على مواصلة تطوير الاستيطان حتى ينمو ويزدهر».

وقد جاء الإعلان الإسرائيلي بالتزامن مع زيارة أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى الأراضي الفلسطينية، وبعد مرور شهر على قرار منظمة اليونيسكو اعتبار الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة في الخليل موقعًا تراثيًا وتاريخيًا فلسطينيًا مسجلًا على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.

وفي سياق التصعيد الاستيطاني أجرت دولة الاحتلال الإسرائيلي احتفالا تحت عنوان «أضواء اليوبيل» بمناسبة مرور 50 عامًا على «الاستيطان في الضفة الغربية»، والذي نظم في المنطقة الصناعية «بركان»، وحضره آلاف المستوطنين وعدد من السياسيين، حيث قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو: إنه لن يكون هناك أي إخلاء للمستوطنين بعد اليوم ولن يكون هناك أي اقتلاع لمستوطنات في «أرض إسرائيل».

وقال نتانياهو: «هذا ميراث آبائنا، وهذه أرضنا،عدنا إلى هنا كي نبقى للأبد. وهناك سبب ثان لكي نحافظ على هذا المكان. السامرة (الضفة الغربية) هي ذخر إستراتيجي لدولة إسرائيل. وهي مفتاح مستقبلها،لأنه من هذه المرتفعات العالية، والمرتفعات العالية في جبل حتصور، نشاهد البلاد من الطرف إلى الطرف». وخلال الاحتفالات التي شارك فيها وزير المعارف ، ورئيس حزب «البيت اليهودي»، نفتالي بينيت»، قال رئيس المجلس الإقليمي «شومرون» الاستيطاني، يوسي دغان «عدنا إلى هنا إلى أبد الآبدين. وهذا يوم احتفالي ليس فقط في السامرة، وإنما لكل شعب إسرائيل». وتوجه دغان في حديثه إلى نتانياهو، وقال: «أعطنا القوة لتحقيق الحلم الصهيوني. أرض السامرة تطلب مستوطنات جديدة. والاستيطان يستدعي البناء مجددا في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)». كما طالب بإعادة المستوطنين إلى المستوطنات التي تم إخلاؤها قبل 12 عامًا.

وقال ليبرمان انه منذ سنوات الالفين لم يكن مثل هذا الزخم ببناء المستوطنات كما في هذه السنة موضحا ان هذا العام شهد بناء 3400 وحدة، وإقرار 7.000 أخرى وهي الان في مراحل التخطيط المختلفة ، وتناول أيضا مسألة تنظيم البؤر الاستيطانية السبعين، مؤكدًا أن وزارته تعمل على تعزيز تنظيم هذه البؤر وتحويلها إلى قانونية من خلال قانون التسوية. وجدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، التزامه ببناء 300 وحدة استيطانية في مستوطنة بيت إيل قريبا. جاء ذلك خلال كلمة مسجلة له في احتفال بمناسبة مرور 40 سنة على إنشاء مستوطنة بيت إيل . في حين دعا نفتالي بينيت وزير التعليم في الحكومة الإسرائيلية وزعيم حزب البيت اليهودي، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لإعلان فرض السيادة الكاملة على الضفة الغربية.

بينيت قال خلال مشاركته في احتفال أقيم بمستوطنة بيت إيل بمرور 40 عامًا على إنشائها، بمشاركة شخصيات سياسية إسرائيلية إنه لن تقام دولة فلسطينية. وقال بينيت موجها كلامه لنتانياهو «أدعو رئيس الوزراء إلى فرض السيادة على الضفة، رؤيتنا أن يكون هنا في الضفة الغربية مليون مستوطن». وأضاف «هناك من يحلم بإقامة دولة فلسطينية، أعدكم لن يكون ولن تكون هناك دولة اسمها فلسطين». متعهدًا بإقرار بناء 300 وحدة استيطانية جديدة في بيت إيل الشهر المقبل، من جهته، أكد رئيس الكنيست يولي ادليشتاين أنه سيقف مع سكان المستوطنة حتى إتمام بناء 300 وحدة سكنية التي وعدت بها.

وفي السياق نفسه قالت وسائل إعلامية إسرائيلية إن «الحكومة ستقر خلال جلستها الأسبوعية استئناف أعمال البناء في مستوطنة «عميحاي» الجديدة التي تقام لإعادة توطين المستوطنين الذين تم اخلاؤهم من البؤرة الاستيطانية «عمونا». أنه «كجزء من القرار المرتقب للحكومة، ستقوم وزارة المالية بتحويل 55 مليون شيكل إلى وزارة الداخلية لنقلها إلى المجلس الإقليمي، «ماطيه بنيامين»، في الضفة الغربية المحتلة. كما وستقر حكومة الاحتلال في جلستها «تحويل 5 ملايين شيكل إضافية لوزارة الأمن»، وذلك من أجل «البدء بالعمل على الأرض وتمويل إقامة المباني المؤقتة في المستوطنة الجديدة»، وتعتزم الحكومة الإسرائيلية، المصادقة على تخصيص 60 مليون شيكل، للشروع ببناء مستوطنة «عيمحاي» جنوب نابلس، لإيواء مستوطنين جرى إخلاؤهم من بؤرة «عمونا»، قبل أشهر. من المقرر أن تضم المستوطنة ما لا يقل عن مائة وحدة استيطانية، وفي المرحلة الأولى ستقام بيوت متنقلة، إلى أن تقر لجنة التخطيط خطة البناء، وبعد ذلك يبدأ العمل بالبناء الثابت.