الاقتصادية

حركة «خمسة نجوم» الإيطالية: الاستفتاء على اليورو «ملاذ أخير»

03 سبتمبر 2017
03 سبتمبر 2017

تشرنوبيو (إيطاليا)- (رويترز: قال مشرع بارز ينتمي لحركة خمسة نجوم الإيطالية المناهضة لعضوية بلاده في العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) إن إجراء استفتاء على بقاء إيطاليا في العملة الموحدة «ملاذ أخير» فقط إذا لم تحصل إيطاليا على أي ميزات مالية من الاتحاد الأوروبي. وقال لويجي دي مايو الذي يعتقد على نطاق واسع أنه سيكون مرشح الحركة لمنصب رئيس الحكومة في الانتخابات المقرر إجراؤها في مايو 2018 إن اقتراح الاستفتاء «أداة مساومة».

وقال دي مايو ذلك ساعيا لطمأنة مصرفيين ورجال أعمال كبار خلال مؤتمر. وقال خلال المؤتمر «سياسات التقشف لم تنجح، وفيما يتعلق بالسياسة المالية نستحق أن ينسب لنا فتح باب مناقشة... هذا هو السبب في أننا أثرنا أمر إجراء استفتاء على اليورو كأداة مساومة، وملاذ أخير وطريق خروج في حالة عدم الاستماع لصوت دول البحر المتوسط» الأعضاء في الاتحاد.

وكان «يوسف شتيغليتس» عالم الاقتصاد الأمريكي الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد قد توقع تفكك منطقة العملة الأوروبية الموحدة المكونة حاليا من 19 دولة خلال السنوات القليلة المقبلة، معتبرا عملية تفكك هذه المنطقة بدأت بالفعل بإيطاليا التي تعاني أزمة اقتصادية عميقة، وتوقف اقتصادها منذ عشر سنوات عن النمو، وعزا شتيغليتس سيناريو أسود رسمه لمنطقة اليورو، إلى افتقاد دولها الإرادة السياسية لإجراء إصلاحات جذرية وللحسم والتضامن فيما بينها.

وقال إن حل منطقة اليورو أو تجزئتها لاثنتين، واحدة لدول شمال اليورو الغنية وأخرى لجنوبه الفقير، يعد الإمكانية الوحيدة لتحريك الاقتصاد المشلول بالقارة العجوز، واعتبر أن السياسة الأوروبية الحالية عاجزة عن إنقاذ المنطقة المهتزة لعملتها الموحدة. وأوضح أن السياسيين الأوروبيين يتفقون على ما يتوجب اتخاذه من قرارات مهمة، ثم يعطلون هذه القرارات أو يسوفون تنفيذها كسبا للوقت “مثلما جرى مع مسألة إقامة اتحاد بنكي أوروبي أو تأسيس آلية جماعية أوروبية لضمان المدخرات”.

ورجح عالم الاقتصاد تمزق منطقة اليورو نهاية صيغتها الراهنة خلال عشر سنوات. وقال إنه يمكنه التوقع بسهولة من سيغادر المنطقة، لكنه يجد صعوبة بتحديد من سيبقى فيها. وتوقع أن تكون إيطاليا المثقلة بجبل هائل من الديون يزيد عن تريليوني يورو أول المرشحين للخروج، ورجح عدم بقاء منطقة اليورو بوضعها الراهن خلال سنوات قليلة، مؤكدا أن عدد الدول الأعضاء بالمنطقة سيتقلص ولن يكون من بينها إيطاليا اذ تعاني أزمة عميقة لتوقف اقتصادها منذ أكثر من عشر سنوات عن النمو، ومكافحة بنوكها تداعيات حجم ضخم من قروضها المعدومة. وأوضح أن انطباعه من أحاديث كثيرة مع الإيطاليين أنهم باتوا مصدومين بشدة من اليورو، وأشار أستاذ الاقتصاد بجامعة كولومبيا الأمريكية أن هذه الصدمة بين الإيطاليين باتت منتشرة على نطاق واسع، خاصة بين العلماء والقادة السياسيين الذين تقبلوا الآن بصعوبة حقيقة فشل بلدهم مع اليورو التي تجاهلوها طويلا.

واتفق البروفسور سباستيان دولين رئيس لجنة خبراء الاستثمار بالاتحاد الأوروبي مع شتيغليتس بتحميل سياسة التقشف الحاد التي تصر ألمانيا على إلزام الدول الأوروبية المأزومة بتنفيذها، مسؤولية المشكلات الاقتصادية بالاتحاد الأوروبي، وقال: إن هذه السياسة أطالت الأزمة الراهنة وأسهمت بتراجع تأييد الشعوب الأوروبية لليورو، ورأى أن خروج دول أخرى من الاتحاد الأوروبي كالمجر مثلا لن يوجد مشكلة كبيرة، مشيرا إلى أن المشكلات الكبيرة التي تواجهها بريطانيا بعد تصويت مواطنيها على الخروج من الاتحاد، صعبت على دول أوروبية أخرى أن تقدم على خطوة مماثلة.