المنوعات

«سابربيكون» فيلم قاتم حول العنصرية في أمريكا الخمسينات

03 سبتمبر 2017
03 سبتمبر 2017

البندقية، (إيطاليا)، (أ ف ب): عرض المخرج الأمريكي جورج كلوني في مهرجان البندقية فيلمه «سابربيكون» البوليسي القاتم الذي يعكس العنصرية التي كانت متفشية في الولايات المتحدة في خمسينات القرن الماضي وتجد صداها الآن في أحداث شارلوتسفيل.

وسار جورج كلوني ببزة رسمية مع زوجته أمل التي ارتدت فستانًا طويلًا ليلكي اللون على السجادة الحمراء أمام قصر السينما في البندقية لحضور العرض الرسمي للفيلم.

وتحت أضواء الكاميرات، سار وراء الزوجين أبطال الفيلم، ومن بينهم مات دايمن وجوليان مور التي ارتدت فستانا طويلا ذهبي اللون مع تقويرة كبيرة.

وتبلورت فكرة الفيلم من خلال الاستماع إلى خطابات دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية «حول بناء الجدران وحول الأقليات» على ما كشف جورج كلوني قبل ذلك أمام الصحفيين الذين أتوا للاستماع إلى النجم المفضل في البندقية.

ففي هذه المدينة الإيطالية تزوج كلوني قبل ثلاث سنوات من أمل علم الدين وأنجب منها في يونيو طفلين توأمين.

ويروي الفيلم قصتين متوازيتين في ضاحية يغلب عليها البيض في نهاية الخمسينات تجسد الحلم الأمريكي للطبقات المتوسطة ويفترض أن تكون آمنة.

إلا أن عائلة بيضاء (جوليان مور ومات دايمن) ستتورط في سلسلة من الجرائم الدرامية-الكوميدية. وستتعرض عائلة سوداء وهي الأولى التي تنتقل للعيش في هذه الجنة لمضايقات مقلقة من قبل سكان مستعدين لسحلها.

وجرعة الأمل الوحيدة تأتي من صبيان العائلتين الذين يلعبون معا البيسبول لإبعاد قتامة العالم وخداعه.

والفيلم مستوحى من وقائع سجلت عام 1957 في ليفيتاون (بنسيلفانيا) حيث أصبح وليام ودايزي مييرز أول أسودين يقيمان في البلدة.

وفي أولى مشاهد «سابربيكون» الخلابة، يظهر ساعي البريد وهو على اقتناع بان دايزي مييرز هي الخادمة ويسرع لإبلاغ الجيران المذهولين بهذا التوغل المقلق في عالمهم الأبيض بامتياز.

وخلط كلوني بين هذه القصة الحقيقية وبين سيناريو فيلم بوليسي قديم خارج عن المألوف للشقيقين كوين، يوفر لمات دايمن شخصية معقدة «شريرة» تحت غطاء أمريكي متوسط الحال.

وأوضح كلوني «عندما نسمع خطابات تركز على الحاجة إلى «إعادة أمريكا إلى عظمتها» الجميع يفكر بحقبة ايزنهاور في الخمسينات» في إشارة إلى شعارات دونالد ترامب.

ومضى يقول: «هذا الأمر كان رائعا شرط أن يكون الشخص أبيض وذكرا ويحب الجنس الآخر». إلا أن كلوني أكد أن الفيلم «ليس فيلما عن ترامب» بل عن الأمريكيين «الذين لم يعالجوا يوما بشكل كامل الأفكار المسبقة والعنصرية «الناجمة عن العبودية «إذ لا يزال بعض البيض يعتبرون انهم يخسرون من امتيازاتهم».

وقال المخرج والممثل الأمريكي «ثمة غيمة سوداء فوق بلادي في هذه المرحلة». ويصدر فيلمه في أجواء مشحونة بسبب أعمال العنف التي شهدتها شارلوتسفيل حيث قتلت متظاهرة مناهضة لأنصار تفوق البيض في أغسطس.

وأكد كلوني «نحن غاضبون من أنفسنا ومن التوجه الذي تذهب فيه البلاد والعالم» مشددا على انه سعى الى فيلم «شرير ومضحك» إلا انه مفعم بـ«الغضب كذلك». وكان جورج وأمل كلوني تبرعا في أغسطس بمليون دولار لمكافحة «الحقد ولجم التطرف العنيف في الولايات المتحدة» بعد أيام على أحداث شارلوتسفيل.

واعتبر مات دايمن أن هذه الأحداث لم تكن متوقعة إلا أن «الفيلم انجز في الوقت المناسب».

وهو سادس فيلم روائي من إخراج جورج كلوني (56 عاما) ويشارك في المسابقة الرسمية للدورة الرابعة والسبعين لمهرجان البندقية الى جانب 20 فيلما آخر.