1099148
1099148
عمان اليوم

محافظات السلطنة تبتهج بـ«الأضحى المبارك» مع تجمع الأهالي وأداء بالفنون الشعبية

02 سبتمبر 2017
02 سبتمبر 2017

العيد يتزين بوجبات العرسية والشواء والمشاكيك -

كتبت- مُزنة بنت خميس الفهدية -

تتميز السلطنة في عيد الأضحى المبارك بالعديد من الطقوس الاحتفالية الرائعة، التي تزين العيد وتضفي عليه طابع البهجة وسرور، ويتميز عيد الأضحى المبارك بمظاهر وعادات تقليدية لها طابعها الخاص، وتختلف في كل محافظة ولكن تبقى العادات الأساسية ثابتة لا تتغير، حيث يستعد الجميع لاستقبال العيد بكامل جاهزيتهم، من خلال تجهيز كافة المتطلبات الخاصة بالعيد سواء أكان ذلك من حيث شراء الأضاحي وتجهيز الملابس، إضافة إلى شراء وتجهيز الحلويات التي يتم تقديمها في أيام العيد.

وحول مظاهر العيد تحدث عبدالرحيم بن سيف القصابي قائلا: «للعيد مظاهر كثيرة وعادات وتقاليد تختلف من محافظة إلى أخرى، حيث نلمس الفرحة والبهجة في نفوس الصغار والكبار» وأضاف القصابي: إن في أول أيام عيد الأضحى المبارك يجتمع الأهالي كبارا وصغارا منذ الصباح الباكر؛ لتبادل التهاني وتناول العرسية أوالهريس أو القبولي في جو أسرى تتخلله الفرحة والمحبة والتعاون فيما بينهم، مشيراً إلى أن هذه العادة تعد من العادات القديمة التي يحرص على إحيائها والحفاظ عليها الآباء والأبناء أثناء المناسبات والأعياد. والعيدية والعيود فرحة وبهجة خاصة لدى الأطفال، حيث ترتسم البسمة والفرحة على وجوههم وهم مبتهجون بالعيد،حيث يتجه الأطفال في أول أيام العيد إلى مكان العيود بعد أن يأخذوا العيدية من آبائهم وأهلهم ليشتروا بها مختلف الألعاب والهدايا والحلويات وغيرها من احتياجاتهم الخاصة التي تناسب أعمارهم، ويستمر وجود الأطفال في العيود عادةً حتى ثالث أيام عيد الأضحى.

وحول ذلك قال الطفل فارس بن فهد الفهدي «كل عيد أنتظر لحظة الحصول على العيدية من آبائنا وأقاربنا، ومن ثم نذهب إلى العيود مع الأصدقاء لشراء مختلف الألعاب والهدايا والحلويات»، مضيفا أن للعيد نكهة وطعما خاصا بوجود الأصدقاء.

يشتهر العمانيون بإعداد العرسية في مختلف المناسبات، ويتميز العيد بالعرسية ذات المذاق الشهي، حيث يختلف إعدادها وتحضيرها من محافظة إلى أخرى، فالبعض يعدها باللحم والبعض الآخر بالدجاج، إلا أنها تتشابه في المذاق المتأصل، ويتم تناولها مع «الترشة»، أو مع «صلصة اللحم»، كلاً حسب رغبته.

ذبح الأضاحي

وتعد ذبح الأضاحي سنة إسلامية تتم في عيد الأضحى، وبعد الانتهاء من صلاة العيد وتبادل التهاني يتجه الجميع إلى منازلهم استعدادا لذبح الأضاحي، وبعض الأقارب يجتمع مع بعضهم في مكان مخصص لذبح الأضاحي في القرية في جو يسوده التعاون والألفة، أما البعض الآخر فيذبح في المسالخ أو في أماكن مخصصة للذبح في بيوتهم.

وأكد أحمد بن عبدالله المنجي أن من مظاهر عيد الأضحى المبارك ذبح الأضاحي بعد تأدية صلاة العيد، حيث نقوم بالتعاون مع الأقارب والأصدقاء في ذبح الأضاحي واحدة تلو الأخرى، مشيراً إلى أن هذه العادة توجد التعاون والألفة فيما بينهم.

وفي جانب آخر تقوم النساء عادةً بإعداد المقلاي التي تعتبر من الوجبات المفضلة والأساسية في أول أيام العيد، وتستمر الزيارات بين الجيران والأقارب وتبادل أكلات العيد المتنوعة بعد الانتهاء من ذبح الأضاحي.

الشواء والمشاكيك من أهم مظاهر العيد والعادات التي يحرص الجميع على القيام بها أثناء الأعياد هي عمل «الشواء»، حيث تعد من العادات الجميلة التي يتوارثها العمانيون منذ قديم الزمان، ويعتبر «الشواء» من أفضل الأكلات التقليدية التي تقدم خلال الأعياد. وقال ماجد بن خميس الفهدي: «نستعد للشواء قبل العيد بفترة؛ من خلال تجهيز التنور وشراء المستلزمات التي نحتاجها لعمل الشواء، حيث يتم خلط اللحم بالتبزيرة المكونة من الثوم والفلفل الأحمر وغيرها من البهارات ووضعه في حاوية مصنوعة من سعف النخيل ويتم إدخالها في التنور»، مؤكدا أن «الشواء» من الوجبات المتميزة التي يتميز بها العمانيون في أعيادهم وغيرها من المناسبات.

وأضاف الفهدي في بعض الأسر يجتمع الأقارب في مكان مخصص للتنور، ويتم رمي اللحم في تنور واحد، والتأكد من جاهزيته الكاملة لاستقبال كمية كبيرة من اللحم، ويترك إلى اليوم الثاني ويتم فتح التنور ومن ثم تأخذ كل أسرة اللحم الخاص بها.

وبالنسبة لوجبة «المشاكيك» تعتبر من الوجبات المحببة لدى الجميع في أيام العيد، حيث يتم تقطيع اللحم إلى قطع صغيرة، وتبهيره وشكه في الأعواد المخصصة له، ويتم تناوله مع الخبز العماني «الرخال» والعسل العماني.

ويفضل البعض تناول «المشاكيك» في أول أيام العيد، والبعض الآخر في ثاني أو ثالث أيام العيد كل حسب عادته وبرنامجه.

زيارة الأهل والأصدقاء

وتعد صلة الأرحام وزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء من أهم السمات والعادات التي تميز العيد، وفرصة لتوثيق العلاقات الاجتماعية والترابط الأسري والاجتماعي، لذلك يحرص العمانيون على زيارة الأقارب والأصدقاء طوال أيام العيد وتبادل التهاني والتبريكات وتوطيد أواصر المحبة والألفة والعلاقات الأسرية، كما أن زيارة الأقارب والأصدقاء تعتبر عادة اجتماعية ترسخت منذ القدم وأوصى بها ديننا الإسلامي الحنيف وأصبحت راسخة في أذهان الجميع.

الحلوى العمانية

وللحلوى العمانية أهمية وتعد رمزا لكرم الضيافة العمانية، نظرا لجودتها وتميزها بين مختلف أنواع الحلويات التي تقدم أثناء المناسبات، ولا يخلو أي بيت عماني من وجودها خاصة أثناء مناسبات الأعياد وتختلف في صناعتها وجودتها من مصنع لآخر، حيث يوجد في مختلف المحافظات عدد من المصانع للحلوى العمانية وجميعها تتنافس على صناعة أجود الأنواع. وقال حمد بن محمد الفهدي: «تتنوع الحلوى العمانية وتختلف من حيث المكونات حيث توجد الحلوى المزعفرة، والحلوى الخاصة بأجود المكونات، والحلوى السوداء والبيضاء، والحلوى التي تدخل في صناعتها أنواع التمور العمانية وعسل النخيل وعسل النحل» مضيفا أن هناك حلوى حمراء يدخل في صناعتها السكر الأحمر العماني بدلاً من السكر الأبيض.

الفنون التقليدية

ويعبّر العمانيون عن فرحتهم بالعيد من خلال الفنون التقليدية المتنوعة كالرزحة والعازي والبرعة وغيرها من الفنون التقليدية المشهورة، وتتميز كل محافظة بفن تقليدي أكثر من غيره، على سبيل المثال فن البرعة ينتشر في محافظة ظفار أكثر من غيره، وفن العازي أكثر انتشارا في محافظة مسندم.

ويتم ممارسة هذه الفنون عادةً في ساحات العيود الخاصة بكل ولاية، ويذهب الجميع لمشاهدة العروض والفنون التقليدية المتنوعة، وقضاء أجمل الأوقات خلال أيام العيد.

الجدير بالذكر، أن لعيد الأضحى المبارك عادات وتقاليد مميزة، ويعد فرصة لتوطيد العلاقات والتعاون والتكافل الوثيق وربط الأواصر بين أفراد المجتمع، حيث يسعى الجميع التمسك على العادات القديمة وإحيائها وغرسها في نفوس الصغار، كما أن في العيد تتجلى كل معاني الإنسانية والعطاء، وتسمو مشاعر الرحمة والإخاء في نفوس الجميع.