عمان اليوم

كاتبة عمانية تناقش المنجز الفكري للمرأة العمانية في محافظة ظفار

02 سبتمبر 2017
02 سبتمبر 2017

المعوقات والتساؤلات لإيجاد بحوث جادة -

صلالة – أحمد بن عامر المعشني -

قدمت الدكتورة جميلة بنت سالم بن عبود الجعدية أستاذ مساعد بكلية العلوم التطبيقية بصلالة ورقة عمل في الملتقى الأدبي والفني للشباب الثالث والعشرين الذي أقيم في مدينة صلالة بمحافظة ظفار خلال الفترة من 21 إلى 23 أغسطس الحالي، بعنوان المنجز الأدبي والفكري للمرأة العمانية في محافظة ظفار (النشأة والتطور).

وأشارت في بدايتها إلى أن الشروع في الكتابة عن المنجز الأدبي والفكري للمرأة العمانية في محافظة ظفار يضعنا أمام عدد من المعوقات والتساؤلات التي تحتاج إلى بحوث جادة؛ لإيجادها وسبر أغوارها، فعندما نتجه بحثا عن إبداعها نجدها قد بدأت قريبا شق طريقها نحو البوح عن فكرها وإبداعها، ولعل أسباب بزوغ نجمها متأخرة بكثير عن مثيلاتها في مناطق ومحافظات السلطنة هي نفسها الأسباب التي أخرت ظهور أدب المرأة العمانية بشكل عام مقارنة بمثيلاتها في الخليج العربي أو العالم العربي، فتجربة المرأة في محافظة ظفار تجربة حديثة نسبيا في سياق الأدب والفكر والكتابة بكافة أشكالها، بحيث لا يصل عمر نشأتها العقدين من الزمان. وتساءلت حول تحديد المرأة العمانية في محافظة ظفار بالذات.

وقالت أن محافظة ظفار ظلت ولفترة طويلة (إذا استثنينا الكاتب أحمد الزبيدي) تهتم بالشعر فحسب كواجهة أدبية لمثقفيها، وظلت المرأة بعيدة عن كتابته أو إصدار دواوين خاصة بها، ولعل الشعر ليس بغريب عن المرأة الظفارية فهي شاعرة شاركت أخيها الرجل في قرض الشعر قبل النهضة المباركة بأشواط عديدة، ولكن اللغة الجبالية ظلت حبيسة الذاكرة والرواية فضاعت معظم النصوص، ومات بعضها بموت أصحابها، والذي قادنا للكتابة عن المنجز الأدبي والفكري للمرأة الظفارية بالذات عدد من الأسباب، منها أنها تعيش في محافظة بعيدة عن العاصمة الأمر الذي أبعدها عن معظم الفعاليات والاهتمامات، وتركيز الإعلام على الوجوه المتعارف عليها والتي أثبتت كفاءة في مجال الفكر والأدب وضعف البحث عن الإبداع الجديد، ومعظم الفعاليات تتم بين فئات المثقفين المعروفين فيقل الإعلان عن الفعالية، وبالتالي المشاركة فيها.

وأشارت الدكتورة إلى أسباب تأخر ظهور المرأة الأديبة والباحثة والمفكرة في محافظة ظفار، منها العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية التي وقفت عائقا أمام اتخاذ الخطوة الأولى لكل منهن، وغياب الوعي بأهمية الإبداع والكتابة في المجتمع بشكل عام، وسيطرة الفكرة القديمة بأن ما تطرحه المرأة يخصها مباشرة وهي تحكي عن تجربتها الخاصة، ورفض الرجل سواء أكان أبا أم أخا أم زوجا انتسابها إلى المجال الأدبي أو الفكري، والانشغال بأمور الأسرة والأبناء والاهتمام بالأسرة كرسالة سامية أولى للمرأة، والتطور الفكري والثقافي لم يبدأ إلا في عصر النهضة المباركة ومع افتتاح المدارس وظهور طبقة قارئة متعلمة، وهذا ما أخر ظهور المبدعين لحين الوصول لمرحلة النضج الفكري، وضعف الإعلام في تبني وإبراز المواهب الجديدة، وتأخر وجود حاضنات أدبية للفكر في المحافظة، وهذا قد ينسحب على المنجز الأدبي والفكري في المحافظة أجمع.

المنجز الأدبي والفكري

وأضافت الدكتورة جميلة في ورقة العمل حول ببليوجرافيا المنجز الأدبي والفكري للمرأة الظفارية قائلة: لتأريخ المنجز الأدبي للمرأة في محافظة ظفار لا بد بداية أن نبحث عن كل المنجز الفكري منذ عام 1970 إلى يومنا، وضمه ضمن ببليوجرافيا منظمة، بحيث يتم تحديد وتصنيف وعمل ببليوجرافيا بسيطة له، عبر تحقيبها بحسب الفترات الزمنية التي ظهرت بها تعتمد البدء بالأقدم وصولا إلى الأحدث، وعليه فقد قامت الباحثة بالتواصل مع معظم الكاتبات والأديبات الظفاريات لجمع معظم المنجز، وسيسير التنظيم وفقا للأسس الآتية: سنعتمد كل ما تم إنجازه منذ عام 1970 إلى 2017، سنعتمد كل المنجز الذي تم إصداره في ديوان أو إصدار أو نشر في جريدة رسمية أو مجلة لها اعتبارها الثقافي والعلمي أو كل إصدار جاء بناء على مهمة رسمية كلفت بها الكاتبة، سيتم إدراج كافة المنجزات الأدبية والفكرية للكاتبات ومن ثم تحويله إلى محاور حسب النوع الذي ينتمي له، بالنسبة للمنجز العلمي فقد ارتأينا أن يكون له مجال آخر وليس في ورقة العمل الحالية؛ لحاجته إلى وقت أطول وجهد أكبر في جمعه وتصنيفه، وهذا ما يتنافى مع الوقت المخصص لإنجاز العمل.

والهدف من عمل هذه الببليوجرافيا حفظ حقوق الأديبات والكاتبات هو إعداد مرجع لكافة الكتابات الأدبية والفكرية والنقدية للكاتبات الظفاريات، وإيجاد مرجع يسهل العودة إليه عند التأطير أو التأريخ لمراحل الأدب العماني في المحافظة أو في السلطنة، وتحديد المراحل الزمنية المختلفة التي مر بها الأدب والكتابة في المحافظة ، وسهولة الرجوع إلى أية كتابة؛ وذلك بتحديد مكان الإصدار والسنة، وتيسير رجوع النقاد والباحثين إلى مثل هذا المنجز، وتشجيع المرأة في محافظة ظفار على الكتابة والاستمرار في الإبداع دون توقف.

واعتمادا على الببليوجرافيا السابقة فإننا إذا عدنا إلى كل المنجز المكتوب والمنشور إما من خلال الإصدارات المستقلة أو من خلال المنشور في الجرائد والمجلات فإنه يمكننا أن نقول أن عدد الإصدارات والمنشورات التي جاءت مطبوعة بشكل عام للأديبة والكاتبة الظفارية بلغت 324 عملا ، إذا استثنينا ما تم نشره كمشاركات فردية في الجرائد والمجلات كتغطيات صحفية أو تقارير، وبلغت الأعمال التي صدرت في كتاب مستقل 58 كتابا، تناول المجالات السردية المختلفة كالرواية، والشعر، والمجموعات القصصية، والمسرحية، والمقال كما تناول جوانب الفكر الأخرى كالجانب السياسي، والثقافي، والتربوي، والاجتماعي، والنقدي، وبلغت الإصدارات في مجال السرد وحده 26 مؤلفا مستقلا. كانت الانطلاقة الأولى لكاتبة ظفارية كانت في العام 1999م، وهي خديجة علوي الذهب من خلال كتابها : الأكلات الشعبية العمانية من ظفار. وأول خاطرة نشرت كانت في عام 2000، بعنوان: أنا لست آسفة عليك، د. يسرية آل جميل. وفي 2000 جاء أول مقال لكاتبة ظفارية ل: د. يسرية آل جميل ، بعنوان: بين الموظف والمراجع يفتح الله . وفي عام 2002 صدرت أول دراسة تربوية، د. جميلة الجعدي بعنوان: تقويم أداء معلمي اللغة العربية في تدريس النحو بالمرحلة الإعدادية في سلطنة عمان(محافظة ظفار) وفي عام 2005 صدر أول كتاب في الحكايات الشعبية لخديجة الذهب حمل عنوان: حكايات جدتي «حكايات شعبية من ظفار»، كما صدرت أول دراسة نقدية لكاتبة ظفارية وهي الأديبة والناقدة د.آمنة الربيع بعنوان: البنية السردية للقصة القصيرة في سلطنة عمان (1980- 2000). عام 2008 أصدرت د.آمنة الربيع أول مسرحيتين بعنوان: «المحب والمحبوب :مدونة عشق الديك» و «عابر أقل». وفي 2009 نشرت أول قصة قصيرة بعنوان نديم نجد ل: د. يسرية آل جميل. أما في عام 2012 صدر أول كتاب سياسي من تأليف أديبة ظفاريه بعنوان: الربيع العربي وتداعياته لمنى سالم جعبوب. كما صدر في العام نفسه أول مجموعة قصصية لإيمان فضل بعنوان : رأسي مستعار . وجاءت رواية وردة السلطان للكاتبة منى النجار كأول رواية لأديبة ظفارية في العام 2014م، وهي العمل الأدبي الوحيد لها. أما الشعر فنجد أن شرارة الكتابة الأولى في مجاله كانت في العام 2016 مع أول ديوان شعري لامرأة ظفارية، وكان للشاعرة أسماء مقيبل، بعنوان: جرأة المحاولة أتبعته بـ«البحر يغرق في عينيها». أكثر السنوات غزارة في الإنتاج الأدبي والفكري للمرأة الظفارية كان خلال العام الحالي 2010 والذي وصل فيه المنجز إلى 69 عملا؛ تليها 2017 بـ67 منشورا ، رغم أن العام لم ينته بعد ؛ وقد يعود هذا إلى وجود كوادر ومؤسسات بدأت العمل على نهضة المرأة الأدبية والفكرية في المحافظة، وتنوع المناشط والفعاليات التي أصبح وجود المرأة فيها فاعلا ومؤثرا. أقل السنوات في الإنتاج الأدبي والفكري كانت في عامي 2001 ، و2003 حيث لم نستطع أن ندرج عملا واحدا فيها. السنوات التي كانت الإنجازات الأدبية والفكرية فيها ضعيفة ولكنها غير منعدمة كانت 1999، 2002، 2007 حيث كانت تضم عملا أو عملين فحسب. ومن الجدير بالملاحظة التذبذب في عدد المنجزات بحسب السنوات، وهذا ينبئ عن التخبط الذي كانت تعيشه المثقفة الظفارية بحثا عن الطريق الصحيح والمكان المناسب لإيداع إبداعها.

كتب وكاتبات

بلغ عدد الكاتبات والأديبات والمفكرات الظفاريات 25 كاتبة في مختلف مجالات الأدب والفكر، وهن (مرتبات أبجديا): أسماء مقيبل، وإشراق النهدي، و د. أمل سعيد الشنفري، وأمل عبدالرحمن اليربوع، و د.آمنة الربيع، وإيمان فضل، وثمنه الجندل هوبيس، و د.جميلة سالم الجعدي، وخديجة علوي الذهب، وخير الشحري، وزبيدة عبدالله العريمي، وسارة عمر الشنفري، و د.شريفة عبدالله اليافعي، وشيماء خالد بامخالف، وعائشة السريحي، وعبير عبدالصمد المنذرية، ود.فاطمة عبدالله اليافعي، وفوزية عبدالله العريمي، ومنى النجار، ومنى سالم جعبوب، وميزون سعيد السعدوني، ود.نسيمة بنت محمد سعيد قطن المشيخي، ونعيمة المهري، ونور الشحري، ويسرية آل جميل. إضافة إلى عدد من القاصات المبتدئات اللائي كتبن قصصا قصيرة في أبجدية أولى (وهو عمل مشترك بتدريب وإشراف من أ.سامي نصر، والأديبة والقاصة إشراق النهدي، وهن: فاطمة المهري في قصتيها: «الصدمة، وحكاية ميزون»، وأمينة المعلم في: «محيسون»، وذهب هبيس في: «الحجرة»، وسلمى المعشني في: «مراد» و «الكاتب».

ومن خلال تعداد الكتب والكاتبات نلاحظ الآتي: أكثر الكاتبات إنتاجا كانت منى سالم جعبوب 93 منجزا في المقالات (معظمها سياسية) والكتب. قدمت د. يسرية آل جميل 85 عملا منشورا بين مقال وخاطرة وقصة قصيرة وكتب . تليها إيمان فضل بـ42 منجزا منشورا في مجال المقال والقصة القصيرة والمجموعة القصصية والخاطرة. وتأتي بعدهن د. أمل الشنفري بـ27 عملا في مجال المقال والرواية والكتب الثقافية والاجتماعية. هناك بعض الأديبات والمفكرات اللائي لهن العديد من المشاركات المنشورة كخير الشحري ونور الشحري وعائشة السريحي، وبعض الكاتبات في مجال الدراسات التربوية، ولكن لم يتمكنن من رفدنا بالمنجز. الشاعرة جميلة عرفة شاركت في ألبوم «ملتقى الأحبة الثالث» راعي القيم والمبادئ، وغنى شعرها الوطني عدد من مطربي السلطنة، ونشرت بعض القصائد في جريدة الرؤية، وكذلك فقد نشرت الشاعرة د. صفاء آل جميل في عدد من الجرائد والمجلات . هناك عدد من الصحفيات الواعدات منهن أمينة الزوامري، وإسراء باعقبة، ومنة الغافري اللائي بدأن العمل الصحفي عبر بعض التغطيات الصحفية والتقارير والأخبار نشرت لهن في غمان والشبيبة والرؤية

أول كتاب كان في عام 1999

وأوضحت الدكتورة جميلة بنت سالم الجعدية بأنه على الرغم من أن انطلاقة أول كتاب كان في عام 1999 إلا أن المنجز بعد هذا العام لم يكن قويا بدرجة كافية فتوقف إلا ما كتبته د. يسرية آل جميل في عام 2000م، وكان المنجز 4 خواطر ومقالا واحدا، ليتوقف تماما بعد ذلك لمدة 3 أعوام عدا دراسة تربوية لـ:د. جميلة الجعدي في عام2002، لتنطلق مرة أخرى في عام2004م في عدد من المقالات والخواطر، أما في 2005 فقد كان الموعد مع حكايات شعبية ودراستين: (نقدية وتربوية)، ومقالات، وخواطر، بدت الحركة الأدبية والفكرية للمرأة الظفارية منذ 2004مستمرة في التطور من خلال زيادة المشاركات عاما بعد عام ولكنها وصلت إلى مشاركتين فقط في عام 2007م، أما في عام 2009 فقد صدر ونشر 17عملا تناول المجالات: الثقافي والمقال والخاطرة والتربوي، كما جاء عام 2010 ليحصد المركز الأول في الأعوام الأكثر إنتاجا للمرأة الظفارية في 69 عملا أدبيا وفكريا تناول مجالات: القصة القصيرة والمقال وعلم الاجتماع التربوي والتربوي، وفي عام 2011 انخفض مرة أخرى ليصل مجموع الأعمال إلى 48 عملا تناولت مجالات الثقافي والخاطرة والمقال، وقلت الأعمال في العامين 2012 و2013م لتصل 18و8 أعمال على التوالي فحسب، وجاءت في مجالات : المسرحية وكتاب سياسي وثقافي ومجموعة قصصية ومقال ودراسة تربوية، جاء عام 2017 ليحصد المركز الثاني في سنوات غزارة الإنتاج الأدبي والفكري للمرأة الظفارية بـ67 عملا تناول المجالات: الثقافي والرواية والمقال والدراسة النقدية، في عام 2015 صدر ونشر 22 عملا ما بين مسرحية وكتاب تربوي اجتماعي وثقافي ومقال وخاطرة ودراسة نقدية وتربوية، أما عام 2016 فقد تميز بأن المجالات كانت منوعة أكثر في مجال الكتابة ما بين القصة القصيرة والرواية والثقافي والخاطرة والمجموعة القصصية والديوان الشعري والدراسة النقدية والتربوي والمقال، جاء عام 2014 بـ30عملا تناول مجالات الثقافي والرواية والمقال والدراسة النقدية، وفي عام 2015 صدر ونشر 22 عملا ما بين مسرحية وكتاب تربوي اجتماعي وثقافي ومقال وخاطرة ودراسة نقدية وتربوية، وتميز عام 2016 بأن المجالات كانت منوعة أكثر في مجال الكتابة ما بين القصة القصيرة والرواية والثقافي والخاطرة والمجموعة القصصية والديوان الشعري والدراسة النقدية والتربوي والمقال.