Oman Daily K O
Oman Daily K O
كلمة عمان

نافذة بحرية متحركة للتراث والنهضة العمانية

02 سبتمبر 2017
02 سبتمبر 2017

في الوقت الذي تزخر فيه السلطنة بالعديد من مقومات وعناصر الجذب السياحي الرفيعة، وفي مقدمتها التراث الحضاري العماني الضارب في التاريخ، ومقومات النهضة العمانية الحديثة، وما يتوفر لها من عناصر تتجاوب مع احتياجات ومتطلبات العولمة، والثورة في تقنيات الاتصالات، وسياحة التسوق الرفيعة، هذا فضلا عن مختلف المقومات التاريخية والثقافية والحرفية والبيئية الأخرى، التي تعزز فرص السياحة في السلطنة على مدار العام، فإنه من المؤكد ان العالم يحتاج الى التعرف بشكل أكبر وأعمق، وأكثر وضوحا، على تلك المقومات الجاذبة، وهو ما تسعى وزارة السياحة، ووزارة الإعلام ووزارة التراث والثقافة، وغيرها من الجهات المعنية، إلى القيام بكل ما هو ممكن للتعريف بالمقومات المتميزة التي تحظى بها السلطنة، في إطار خططها وأدوارها وبرامجها المختلفة، ولكن دون ضجيج، وبالطبع بعيدا عن أي مبالغات، سواء من خلال المعارض، والندوات، أو من خلال النشاطات الفنية والثقافية والإعلامية المتعددة، وهو ما يجد استجابات متزايدة، تعبر عن نفسها في الزيادة المطردة في أعداد السائحين والزائرين للسلطنة عاما بعد عام .

وإلى جانب ذلك كله فانه اتضح أن سفينة البحرية السلطانية «شباب عمان والثانية» – التي تواصل مهام وأدوار السفينة «شباب عمان الأولى» – تقوم بدور شديد الأهمية، باعتبارها بمثابة نافذة بحرية مفتوحة ومتحركة، تجوب بحار العالم، وتزور أهم موانيه، وتشارك في العديد من المسابقات البحرية للسفن الشراعية الطويلة، حاملة نماذج من التراث العماني، ومن الصناعات الحرفية العمانية، ومن عناصر التطور المعاصر الذي أحدثته مسيرة النهضة العمانية الحديثة، بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في كل المجالات، والأكثر من ذلك، وفي المقدمة منه الطاقة البحري للسفينة من أبنائنا وبناتنا بحارة عمان، الذين استطاعوا، بفضل التدريب الراقي لهم، وبفضل صفاتهم وسماتهم العمانية الأصيلة، تقديم نماذج مشرفة للمواطن وللشعب العماني، في كل زياراتهم للموانئ العربية والعالمية التي يزورونها في قارات العالم المختلفة، وهو أمر نسعد ونعتز به بالتأكيد .

وفي هذا الإطار فإنه لم يكن مصادفة أبدا أن تفوز السفينة السلطانية «شباب عمان الثانية»، من بين 30 سفينة مشاركة في المهرجان من مختلف دول العالم، بجائزة أجمل سفينة في المهرجان البحري لمدينة «لوهوفر» الفرنسية، والذي تشارك فيه السفينة «شباب عمان الثانية»، ضمن رحلتها الدولية الثالثة، التي تحمل شعار «شراع الصداقة والسلام». وقد جاء هذا الفوز لأسباب تتعلق بالسفينة ومظهرها وتنظيمها، وأخرى تتعلق بالطاقم وكياسته ومهارته في التعامل مع مختلف الأوساط الشعبية والرسمية، وقدرته أيضا على تقديم جوانب من التراث والحضارة العمانية، ومن التقدم والازدهار الذي تعيشه السلطنة الآن في ظل القيادة الحكيمة لجلالة القائد المفدى -حفظه الله ورعاه- خاصة عندما تم فتح أبواب السفينة أمام الزائرين ليطلعوا ويلمسوا بأنفسهم ما تحمله السفينة من نماذج، تصاحبها في العادة عروض موسيقية عمانية رائعة، وتترك أثرا طيبا وممتدا لدى أبناء الشعوب الأخرى .