صحافة

القبرصية: التقسيم يترسَّخ في قبرص

02 سبتمبر 2017
02 سبتمبر 2017

تقوم الجمهورية القبرصية حالياً بفتح الباب أمام مناقشات سياسية لأجل إقرار سبل استخدام الممتلكات السكنية التي تخلَّى عنها القبارصة الأتراك أو هجروها مرغمين بعد حرب العام 1974.

هذه الممتلكات كان يجب عملياً أن توضع فقط بتصرف القبارصة اليونانيين الذين تركوا القسم الشمالي من الجزيرة في الفترة ذاتها.

الآن بدأت تقارير تكشف أنَّ فساداً مالياً منع تنفيذ هذا التوافق.

جريدة «بوليتيس» القبرصية تعتبر أن القبارصة اليونانيين ارتكبوا أخطاء جمَّة و خطرة بحق القبارصة الأتراك، وتطلب الجريدة من مواطنيها أن يتَّعظوا ويواجهوا ماضيهم.

فإنَّ الشؤون القبرصية السياسية العامة المتعلقة بالتقسيم، باتت شديدة التعقيد لدرجة لا تترك أي مجال لتنمية عقلانية سياسية.

هذه هي التعقيدات التي يجب أن تُزال بسرعة لأنها كالجراثيم تفتك و تضر بكل محاولة توحيدية للجزيرة و تمنع حصول أي حلٍ مشرِّف لهذه الأزمة المستمرة منّذ خمسين عاماً.

تضيف اليومية القبرصية أنَّ حركة «الشعب القبرصي اليوناني المناضل» ارتكبت عدداً كبيراً من الأخطاء لدرجة بات فيها من الصعب عليها أن تقبلها أو تعلن بعدها عن نواياها الحقيقية بالنسبة للعيش المشترك على الجزيرة.

وتختم جريدة «بوليتيس» بأنَّ الأغلبية الساحقة من الشعب القبرصي لم تشارك بما قامت به الحركة الثورية القبرصية اليونانية.

لكن هذه الأغلبية بالذات لم تقم بما يلزم لمنع الإساءة و السرقات ولم تكترث كثيراً لتصرفات القادة السياسيين في تلك الحقبة المرَّة.

لقد وصل إلى سدة الرئاسة في قبرص سبعة رؤساء خلال ثلاثة و اربعين عاماً و توالت على الحكم سبع حكومات كان في كلٍ منها وزير مختص بهذه القضايا، و الكل كان يعلم ببواطن الأمور، فلِمَ لم يهتم أحد في الوقت المناسب؟ القضية على ما يبدو ليست فقط قضية فساد بل هي سياسية بامتياز.