المنوعات

الرباط.. المدينة الخاوية في العيد «الكبير»

01 سبتمبر 2017
01 سبتمبر 2017

الرباط- الأناضول: قبيل عيد الأضحى، تخف حركة شوارع العاصمة المغربية الرباط وتقل السيارات، ويوم العيد تتحول إلى مدينة خاوية على عروشها، فسكانها اختاروا تمضية العيد خارجها لهذا السبب أو ذاك. التجار المنحدرون من مدينة أغادير، وسط المغرب، يغلقون محالهم التجارية خلال أيام العيد ويعتبرونها عطلتهم السنوية، الطلاب يختارون دفء العائلة ويغادرون باكرًا، المدينة التي تضم أكبر نسبة من موظفي القطاع العام تفقد عمالها بسبب عاداتهم، التي تأبى التغيير، بقضاء العيد كل في مسقط رأسه.

وتحظى الرباط بأكبر عدد من موظفي القطاع في المغرب، فضلًا عن وجود أغلب الوزارات والمؤسسات العمومية، والأحياء الإدارية، بها. وخلال أيام العيد يختار جزء كبير منهم مغادرة المدينة لقضاء العيد بمدنهم الأم. ويبلغ عدد الموظفين بجهة الرباط (تضم المغرب 12 جهة كل جهة تتوفر على عدد من المدن والأرياف) أكثر من 127 ألف موظف، بنسبة 21.9 في المائة من إجمالي موظفي المغرب، مقارنة مع جهة الدار البيضاء (تضم أكبر تجمع سكاني بالمغرب) بنسبة 15.8 في المائة، وجهة فاس 12 في المائة.

يقول علي الشعباني، أستاذ علم الاجتماع، للأناضول، إن مغادرة العديد من الأفراد للعاصمة بالرباط خلال عيد الفطر، يرجع إلى حفاظ المغاربة على تقاليدهم ودينهم، الذي يحث على صلة الرحم خلال هذه الأيام. ويضيف أن هناك أسبابًا أخرى تجعل من أغلبية سكان الرباط تغادر إلى مدنها الأصلية، فالرباط تضم نسبة كبيرة من موظفي القطاع العام، والذين يحرصون على قضاء أيام العيد مع عائلاتهم. وقال الشعباني: إن «إقامة العديد من الأفراد بشقق صغيرة بالرباط، لا تسمح بقضاء العيد في ظروف ملائمة، عكس العودة إلى مدنهم الأصلية حيث الفضاءات الأوسع». جزء كبير من عمال القطاع الخاص، خاصة العاملين بالميكانيكا والبناء، يختارون هذه الفترة من السنة كإجازة سنوية.

ينحدر جزء كبير من تجار الرباط من مدينة أغادير (وسط)، وتعتبر أيام العيد إجازة سنوية بالنسبة لهم، لذلك يغلق هؤلاء التجار محالهم التجارية خلال هذه الفترة من السنة حيث تختلف المدة حسب كل تاجر. ويختار الكثير من سكان العاصمة، مغادرة المدينة، لتمضية العيد الكبير (الأضحى)، بمدنهم الأصلية. يقول «الحسين»، تاجر بحي يعقوب المنصور، (أكبر حي شعبي بالرباط) للأناضول: إنه يغلق متجره نحو 15 يومًا خلال هذا العيد. ويضيف الحسين، المنحدر من مدينة أغادير، أن «هذه الفترة تعتبر إجازة بالنسبة له مثل بقية التجار المنحدرين من مدينته الأصلية»، ويوضح أنه بعد عام من العمل المستمر من الساعات الأولى من الصباح حتى ساعة متأخرة من الليل، فإنه «بحاجة إلى الراحة». ويمتهن المواطنون المنحدرون من أغادير والنواحي، التجارة حيث يمتلكون أغلبية المتاجر بالرباط، والعديد من المدن الأخرى، كما يتابع الآلاف من الطلبة دراستهم بمدينة العرفان (تجمع كبير للكليات والمدارس العليا في عدد من التخصصات الأخرى وتوجد وسط العاصمة الرباط).

وقبيل العيد يغادر هؤلاء الطلبة المدينة لتمضية العيد بمدنهم الأصلية، مما يجعل خلية نحل داخل هذا الفضاء، تتحول إلى جمود يعم المكان، وينعكس ذلك على الأحياء المجاورة.

كما يختار المتدربون من أطباء ومهندسين وطلبة قضاء العيد مع أسرهم رغم قصر مدة الإجازة التي لا تتجاوز 3 أيام. ورغم أن الرباط غيرت عادات وسلوكيات القادمين إليها كثيرًا. لكن تبقى تمضية العيد بالمدينة الأصلية عصية على التغيير إلى حين.