1098155
1098155
الرئيسية

السلطنة تحتفل اليوم مع سائر الدول الإسلامية بأول أيام عيد الأضحى المبارك

31 أغسطس 2017
31 أغسطس 2017

وسط المحافظة على التقاليد والعادات العمانية المتوارثة -

العمانية: تحتفل السلطنة اليوم مع سائر الدول الإسلامية والمسلمين في جميع بقاع العالم بأول أيام عيد الأضحى المبارك وسط محافظة على التقاليد والعادات العمانية الأصيلة المتوارثة التي انطلقت منذ دخول الأيام العشر الأولى من ذي الحجة.

واستهل العمانيون احتفالاتهم باستقبال عيد الأضحى المبارك بإقامة هبطات العيد في عدد كبير من ولايات السلطنة وهي أسواق تقليدية تقام بهذه المناسبة على مساحات مفتوحة من الأراضي أو تحت ظلال أشجار النخيل والمانجو والغاف أو بالقرب من القلاع والحصون أو تحت مظلات الأسواق العامة وتستمر حتى التاسع من ذي الحجة وتشهد إقبالا كبيرا من المواطنين والمقيمين والسياح.

وتعتبر هبطات العيد التي تأخذ عمليات بيع وشراء الأضاحي حيزا كبيرا من مساحاتها وفعالياتها إرثا حافظت عليه الأجيال المتعاقبة ومن التقاليد العمانية العريقة التي يسبق إقامتها الاحتفاء بالعيد وتحقق عوائد اجتماعية واقتصادية ويحرص كثير من العمانيين على التوافد إليها مع أطفالهم استعدادا للعيد وللتزود باحتياجاتهم من متطلباته إضافة الى مشاهدة عروض الخيل والهجن التي تقام في بعض الولايات خلالها، ويتنقل الكثيرون منهم من هبطة إلى أخرى في الولايات القريبة للبحث في أسواقها عن الأفضل خاصة من اللحوم الحية أو الاستمتاع بالأجواء المصاحبة للهبطات ومنها (المناداة) وهي عملية بيع الأغنام والأبقار والإبل في مزاد علني.

ورغم ان الكثير من ولايات السلطنة أيامها محددة لبدء الهبطات فيها إلا أن بعضها يستمر يومين متتاليين خاصة تلك التي تشهد عادة ازدحاما وكثافة في مرتاديها وتوسطها لولايات وقرى قريبة.

ويقول سعادة الشيخ عوض بن عبدالله المنذري والي جعلان بني بو حسن بمحافظة جنوب الشرقية الذي أقيم تحت رعايته يوم السابع من ذي الحجة وسباق ركض العرضة للهجن والخيل: إن هذه الفعالية تأتي امتدادا لفعاليات أخرى يشهدها عدد كبير من ولايات السلطنة خلال الأيام العشر الأولى من ذي الحجة من كل عام استعدادا لعيد الأضحى المبارك حيث شهدت ولاية جعلان بني بوحسن إقامة عروض تقليدية وشعبية لرياضات الخيل والهجن ويعد يوما تراثيا لأهالي الولاية.

وأضاف: إن أهالي الولاية كغيرهم من أبناء السلطنة يحرصون على المحافظة على التقاليد العمانية الأصيلة وإقامة العديد من الفعاليات والأنشطة التي يتوافد إليها جمع كبير من المواطنين والمقيمين وزوار السلطنة ومحبي رياضات الهجن والخيل، مشيرا الى ان هبطات العيد تعد تجمعا شعبيا في أسواق تقليدية تشهد إقبالا مستمرا وترسيخا لعادات أصيلة حافظت عليها الأجيال، وهي مناسبة مهمة تسهل للناس شراء احتياجاتهم من أضاحي العيد والاحتياجات الأخرى خاصة ما يفرح الأطفال بهذه المناسبة وكذلك مستلزمات شي اللحم والوجبات العمانية التقليدية التي تواكب الاحتفال بالعيد المبارك وتستمر عدة أيام.

وتتميز هبطات العيد باعتبارها فرصة مواتية خاصة لمربي الاغنام والماعز العمانيين يحرصون على بيع افضل السلالات العمانية بأسعار جيدة، كما يحرص العديد من المواطنين على شراء صغار المواشي والمعروفة باسم (المواليد) لاستخدامها في الوجبة العمانية التقليدية والمعروفة بـ (العرسية) وهي وجبة تؤكل عادة قبل الذهاب إلى مصليات العيد وتتكون من الأرز واللحم ويضاف إليها السمن البلدي، كما يتوفر في تلك الهبطات السمن البلدي العماني والعسل واوراق الموز التي تستخدم في لف (لحم الشواء) قبل وضعها في (التنور) و(خصفة الشواء) المصنوعة من سعف النخيل التي يوضع فيها اللحم للشواء و(عيدان المشاكيك) المصنوعة من جريد النخيل إلى جانب الحطب إضافة الى الحلوى العمانية الاكثر شهرة في موائد العيد والتوابل والمكسرات.

كما تشهد العديد من الهبطات بيع الأسلحة التقليدية الخفيفة التي يتزين بها الذكور بمختلف أعمارهم مثل البنادق والخناجر والعصي والأحزمة التقليدية والسيوف والملابس العمانية مثل العمامة والكمة.

وفي بعض محافظات السلطنة تقسم ايام العيد التي عادة تستمر اربعة ايام الى ايام مخصصة لطهو اللحوم بطريقة محددة منها لحم الشواء ولحم المشاكيك وعرسية اللحم واللحوم المقلية، حيث لكل طريقة مستلزماتها وبهاراتها وطريقة اعدادها باستخدام وسائل تقليدية يشمل بعضها دفن اللحم لساعات طويلة في حفرة مخصصة لذلك (التنور)، واستخدام منتجات النخيل وأوراق الموز، إضافة الى طبخ اللحم على الحجر.

لقاءات وتهاني

ويحرص العمانيون على الالتقاء في المجالس العامة لتبادل التهاني، وزيارة الأرحام والأقارب وإقامة الفنون التقليدية في بعض الولايات، والمحافظة على ارتداء الملابس العمانية التقليدية، وتعتبر الحلوى العمانية جزءا مهما وأساسيا من واجبات الضيافة العُمانية سيما في الأعياد والمناسبات لما تمتاز به من جودة ومذاق شهي، وتزدحم محلات بيعها بالمواطنين والمقيمين لشراء أنواع الحلوى المختلفة قبل قدوم أول أيام العيد، ويستخدم في صناعة الحلوى العمانية حسب المواصفات القياسية الرسمية السمن الطبيعي والسكر ونشأ القمح والزعفران الطبيعي بمقادير محددة ويجب ان تكون خالية من المواد الصناعية الملونة حيث تعتبر الحلوى العمانية منتجا تقليديا يتوارث عبر الأجيال وينبغي الحفاظ على ميزاتها وخصائصها دون تغيير.

وتبقى أيام العيد المباركة أياما طيبة في السلطنة يحتفى بها في أجواء من الخصوصية العمانية التقليدية، ويفسح فيها المجال للطفولة بأخذ حقها من الفرحة والبهجة والسرور حيث يرتدي الأولاد أزهى ملابسهم العمانية التي تشمل الدشداشة والمصر والكمة والخنجر والمحزم والعصا والسيف والشال كل حسب اختياره، كما ترتدي البنات ملابسهن وحليهن الزاهية حسب الملابس والحلي التقليدية لمناطقهن، كما تشهد بعض ولايات السلطنة إقامة التهلولة للأطفال وهي عبارة عن مسير للأطفال في الأحياء السكنية يرددون خلالها العبارات الإيمانية المهللة والمكبرة لله عز وجل بمناسبة هذه الأيام المباركة.