1091100
1091100
الرئيسية

الخليلي: العيد حدث عظيم فيه ما يدعو إلى الاعتبار

31 أغسطس 2017
31 أغسطس 2017

أيام مباركة علينا الاستزادة من مكتسباتها -

أوضح سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة في إحدى خطبه لصلاة عيد الأضحى المبارك أن هذا اليوم وهو يوم العيد يوم عظيم يودع به المسلمون الأيام المعلومات التي نوه الله سبحانه وتعالى بذكرها في كتابه العزيز وأقسم بلياليها العشر، ويستقبلون به الأيام المعدودات التي أمروا فيها بذكر الله سبحانه وهو آخر يوم من أشهر الحج العظام.. مشيرا إلى أن الله سبحانه وتعالى جعل هذه الأيام كلها أياما مباركة.. وهنا نص الخطبة:

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر كبيرا الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر تكبيرا الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد حمدا كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا

الله أكبر ما لبى الحجيج، الله أكبر ما سال بالخيف دم ثجيج، الله أكبر ما ارتفع في تلك العراص العجيج، الله أكبر ما لبى الملبون وكبروا، الله أكبر ما ذكر الذاكرون وشكروا الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد كما ينبغي لعظيم وجهه وجلال سلطانه.

الحمد لله الذي فرض على عباده حج بيته الحرام وجعله ركنا ركينا من أركان الإسلام وجعل من منافعه التعارفَ بين العباد والتآلف بين قلوبهم وإن تناءت بهم البلاد، سبحانه له الحمد كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلق فسوّى وقدّر فهدى وله الحمد في الآخرة والأولى، وأشهد أن سيدنا و نبينا محمدا عبده ورسوله أرسله الله هاديا وبشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد: فيا عباد الله إنكم في يوم عظيم تودعون به الأيام المعلومات التي نوه الله سبحانه وتعالى بذكرها في كتابه العزيز وأقسم بلياليها العشر، وتستقبلون به الأيام المعدودات التي أمرتم فيها بذكر الله سبحانه وهو آخر يوم من أشهر الحج العظام، ولا ريب أن الله سبحانه وتعالى جعل هذه الأيام كلها أياما مباركة ناهيكم بهذه العبادة المقدسة بعبادة الحج التي تجمع الشتيت من عباد الله الذين يأتون إلى حرم الله من ديار شتى قد ودعوا أهليهم وديارهم وخرجوا من مألوفهم وتجرد كل منهم في ثوبين وهم يلتقون في صعيد واحد يعجون بصوت واحد: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك» وفي ذلك ما يوحي بأنهم يتوجهون إلى الله سبحانه مستجيبين لندائه ممتثلين لأمره واقفين عند حدوده مبتغين مرضاته فما أجدر الإنسان، وهو يمن الله سبحانه وتعالى عليه بهذه النعمة العظيمة أن يقلب صفحة حياته من الشر إلى الخير ومن الفساد إلى الصلاح ومن الضلال إلى الهدى ومن الغي إلى الرشد، وما أجدر الذين يعايشون هذا الحدث العظيم أن يحرصوا كل الحرص على أن ينالوا من مكتسباته وأن يتأثروا بهذه المناسك التي تؤدى في تلكم المشاعر العظام.

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ولله الحمد

عباد الله: إنه يوم عظيم يذكركم باليوم الذي ابتلى الله سبحانه وتعالى فيه عبده الخليل عليه السلام إذ رأى في منامه أنه يذبح ولده إسماعيل وكانت هذه محنة عظيمة وابتلاء جسيما من الله سبحانه وتعالى لكلا الرجلين: للشيخ الكبير الحاني وللولد الصغير الناشئ ولكنهما استجابا لأمر الله وأذعنا لحكمه فكان من عاقبة أمرهما أن فرّج الله تعالى كربتهما ويسر أمرهما وخلّد ذكرهما بتخليد هذا اليوم في أعقابهما إلى أن تقوم الساعة، وقد أمرتم أن تقتدوا بأبيكم إبراهيم بحيث أن كل واحد منكم يؤمر ندبا أن يضحي في هذا اليوم بعد هذه الصلاة، وتؤمرون أن تختاروا الصفايا التي تتقربون بها إلى الله سبحانه وتعالى وهي غير متلبسة بأي عيب من العيوب على أن هذا النحر إنما يكون بعد الصلاة عملا بقوله سبحانه وتعالى (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)، وأما قبل الصلاة فإنها تكون شاة لحم ولا تكون من المناسك التي يتقرب بها إلى الله. الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ولله الحمد

عباد الله: إن الكيس من اتعظ بكل ما يجري حوله ففي تقلب هذه الأيام ودورانها المستمر ما يدعو الإنسان إلى الاعتبار والاستعبار، فالليل والنهار هما مطية الإنسان التي يمتطيها إلى لقاء الله سبحانه وما أحوج الإنسان أن يقف في كل موقف من هذه المواقف ليحاسب نفسه وينظر في أعماله فإنه في كل لحظة من لحظات العمر يكون أقرب إلى لقاء الله سبحانه وأقرب إلى الحساب وأقرب إلى الثواب أو العقاب، فما أجدر الإنسان أن يُحِاسب نفسه قبل أن يُحَاسب وأن يتزود التقوى.. (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ).