1097826
1097826
العرب والعالم

غوتيريش: الانقسام يدمر القضية .. و«يحلم» بالعودة إلى غزة وفلسطين موحدة

30 أغسطس 2017
30 أغسطس 2017

الخارجية الفلسطينية: محاولات نتانياهو تزوير الآثار تعكس عقلية استعمارية -

رام الله - عمان - نظير فالح:

وصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، امس، قطاع غزة، في زيارة لساعتين فقط.

واعترض أهالي الأسرى موكب الأمين العام للأمم المتحدة لدى دخوله غزة عبر مغبر «بيت حانون» ايرز وذلك بعد أن رفض أن يلتقيهم على الرغم من انه التقى بتل أبيب بعائلات جنود الاحتلال الأسرى لدى حركة حماس والتقي ايضا عائلات الأسرى الفلسطينيين في الضفة الغربية .

وقال غوتيريش لدى وصوله غزة : «حلمي أن أرى دولة فلسطينية تعيش بسلام إلى جانب «إسرائيل» مطالبا بعملية سياسية من أجل حل الدولتين».

وتابع «أحلم بالعودة إلى غزة وفلسطين موحدة وهي جزء من الدولة الفلسطينية مؤكدا أن الانقسام الداخلي يُدمر القضية الفلسطينية، وأنه لا بد من إنهائه والعمل تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.

وأعرب عن أمله في أن ينتهي الانقسام، وأن تقوم دولة فلسطينية تعيش إلى جانب إسرائيل بسلام وأمان، حسب قوله .

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة إطلاق عملية سياسية ذات مصداقية لتطبيق حل الدولتين وإزالة جميع العقبات على الأرض والالتزام بقرارات الأمم المتحدة وعدم اتخاذ أي إجراءات تدمر الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وتابع حديثه: «ولكن بهذه العملية السياسية جميعا نريد أن يكون هناك برنامج مخطط من أجل تحسين حياة الشعب الفلسطيني وهو أمر مهم جدا».

وأعرب عن سعادته لوجوده بغزة التي قال أنها للأسف تعيش في أزمة إنسانية حادة ومعاناة حقيقية يشعر بها.

وقال غوتيريش: «غزة تريد حلولًا لمشاكلها وحل مشاكلها ليس انسانيا، ورغم ذلك أطالب المجتمع الدولي بالدعم الإنساني لغزة» معلنا عن أنه سيدفع بمبلغ 4 ملايين دولار لبرنامج الطوارئ ولموظفي الأونروا بغزة، رغم الاستجابة الدولية الضعيفة للمشاريع الطائرئة للأونروا.

فيما قالت هيئة تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية أمس الأول: إن الأمين العام للأمم المتحدة التقى في رام الله مع عدد من عائلات المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية حيث وعد بالعمل على وقف معاناتهم.

وأضافت هيئة شؤون الأسرى في بيان أن العائلات طالبت غوتيريش «خلال اللقاء بضرورة التحرك الجاد والحقيقي لإنقاذ حياة أكثر من 6500 أسير وأسيرة فلسطينية يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي».

وتابع البيان أن التحرك مطلوب لما «يتعرضون (المعتقلون) له من انتهاكات كبيرة وخطيرة على أيدي إدارة مصلحة سجون الاحتلال كالإهمال الطبي والاعتقال الإداري واعتقال النساء والأطفال والنواب واحتجاز جثامين الشهداء وغيرها وأن في ذلك مخالفة خطيرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».

وأوضح البيان أن من بين العائلات التي التقى الأمين العام معها «لطيفة أبو حميد والدة كل من الأسير ناصر أبو حميد المحكوم 7 مؤبدات و20 سنة، وشريف المحكوم 5 مؤبدات، ومحمد المحكوم مؤبدين و30 سنة، ونصر المحكوم بخمسة مؤبدات».

وجاء في بيان الهيئة أن رئيسها عيسى قراقع طالب خلال اللقاء «بضرورة عقد جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص الأسرى الفلسطينيين والانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل السلطات الإسرائيلية ومصلحة سجونها».

ونقل البيان عن الأمين العام للأمم المتحدة قوله لعائلات المعتقلين «إننا نتفهم معاناة المعتقلين الفلسطينيين، وسنعمل مع الجهات المختصة وذات العلاقة لوقف معاناتهم».

من ناحية أخرى، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية،إن محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تزوير الآثار تعكس عقلية استعمارية معادية للسلام.

وأضافت الخارجية في بيان صحفي وصل عُمان» نسخة منه، أمس الأربعاء، أن حالة من التزاحم والتسابق في التطرف القائم على تزوير الحقائق التاريخية، لتبرير سرقة الأرض الفلسطينية واستعمارها وتهويدها بالقوة، غمرت الساحة السياسية في إسرائيل في الأيام القليلة الماضية، من خلال جُملة من التصريحات والمهاترات، التي أدلى بها كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ووزير حربه افيغدور ليبرمان، اللذان أعلنا تمسكهما بتعميق الاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة، ووعدا جمهورهما من اليمين ببناء المئات من الوحدات الاستيطانية في مستوطنة «بيت ايل»، وتصعيد عمليات الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة بكافة الأشكال.

وأشارت إلى أن نتانياهو الغارق في دوامة الملاحقات الجنائية، حاول التشبث بأكذوبة جديدة من خلال تزوير وتشويه عميق للحقائق التاريخية والعلاقة بالأرض، عبر نشره لصورة «عملة معدنية» وصفها بـ «الأثرية»، على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي، وقال: «هذه عملة معدنية عمرها آلاف السنين، وهي شهادة اخرى للعلاقة العميقة بين شعب إسرائيل وأرضه، أورشليم، الهيكل والتجمعات في يهودا والسامرة».

ولفتت إلى أن إبحار نتانياهو في خيال أكاذيبه لم يطل، حيث سارعت وسائل إعلام عبرية وبالاعتماد على شهادات لخبراء آثار من الإسرائيليين أنفسهم، إلى كشف أكذوبته الجديدة، مؤكدةً أن تلك العملة ليست سوى تذكار أصدره «متحف إسرائيل» ووزع على الأطفال الذين يقومون بزيارته، ما اضطر نتانياهو إلى إزالة المنشور. وقالت الخارجية إن هذه الأكذوبة التي حاول نتانياهو تمريرها والترويج لها، تعكس جزءاً من عقلية اليمين الحاكم في إسرائيل وأيديولوجيته الظلامية والعنصرية، التي تبرر احتلال أرض شعب آخر بالقوة، وتهجيره عن وطنه، وسرقة أرضه ومقدساته، من خلال اللجوء إلى عمليات واسعة النطاق من تزوير وتشويه الحقائق والتلاعب في الأدلة التاريخية والأثرية من جهة، وعبر إجراءات ميدانية متواصلة للتضييق على حياة الفلسطينيين وهدم منازلهم ومنشآتهم وممتلكاتهم، ومحاولة خلق وقائع جديدة بقوة الاحتلال، تسهل الترويج لأيديولوجية اليمين الحاكم ومواقفه، من جهة أخرى.

وأكدت الوزارة، أن الاحتلال وممارساته غير شرعي وغير قانوني، وهو عبارة عن عمليات استعمارية ليس لها أي سند قانوني أو تاريخي، وإنما تعتمد فقط على القوة الغاشمة والبلطجة المنفلتة من أي قانون، ولن تنطليَ على أي جهة كانت.

وأدانت الخارجية الفلسطينية الاستيطان بجميع أشكاله ومحاولات تسويقه وشرعنته، وطالبت المجالس والهيئات والمنظمات الأممية، بضرورة إعادة الاعتبار لدورها ومسؤولياتها وقراراتها الخاصة بالقضية الفلسطينية، ليس فقط من خلال ضرورة الإسراع في تنفيذ هذه القرارات وإجبار إسرائيل على احترامها، وإنما أيضا عبر محاسبة ومعاقبة إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال في فلسطين، على تعطيلها لتنفيذ تلك القرارات.