كلمة عمان

تقارير دولية وواقع نعتز به

30 أغسطس 2017
30 أغسطس 2017

إذا كان من المعروف أن تقرير «الحرية الدينية» الذي تصدره وزارة الخارجية الأمريكية سنويا ، يثير في العادة العديد من الملاحظات، وأحيانا المشكلات ، بالنسبة لبعض الدول ، بالنظر لما قد يتضمنه من ملاحظات حول أوضاع حقوق الإنسان ، والحريات فيها بشكل أو بآخر، وما قد يترتب على ذلك من نتائج ، خاصة وأن هذا التقرير ، أصبح واحدا من أدوات السياسة الخارجية الأمريكية التي باتت تعطي القضايا ذات الصلة بالحريات وحقوق الإنسان، أهمية كبيرة في علاقاتها مع الدول الأخرى، فان مما له دلالة كبيرة أن تقرير «الحرية الدينية» لعام 2016 ، الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا ، قد أكد على الجهود التي تقوم بها حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – على صعيد توفير وضمان الحرية الدينية ، وممارسة الشعائر والمعتقدات للمواطنين والمقيمين ، بحرية تامة وفي إطار القانون ، وبما يعمق ويرسخ قيم التفاهم والإخاء وقبول الآخر ، وبما يتمشى أيضا مع القيم الإسلامية النبيلة ، التي تتسم بالوسطية والاعتدال ونبذ العنف والإرهاب ، بكل صوره، وأيا كانت دوافعه وأسبابه .

وفي الوقت الذي أوضح فيه التقرير الأمريكي انه لم تكن هناك أية تقارير عن انتهاكات مجتمعية ، أو تمييز على أساس الانتماء الديني أو المعتقد أو الممارسة الدينية ، بما في ذلك سجناء أو محتجزون دينيون في السلطنة، وهو واقع نعيشه ونعتز به ، كثمرة من ثمار السياسة والقيم النبيلة، التي غرسها وتعهدها جلالة السلطان المعظم – أبقاه الله – بالرعاية دوما ، كامتداد للقيم الإسلامية وللتقاليد العمانية الأصيلة ، فإن مما له دلالة عميقة أن تقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول «الحرية الدينية» لعام 2016 أشار إلى جوانب على درجة كبيرة من الأهمية فيما يتعلق بحالة التسامح والتفاهم والاعتدال التي يعيشها المجتمع العماني بكل شرائحه ومكوناته والتي يلمسها ويعيشها الجميع على هذه الأرض الطيبة، بالرغم من تعدد وتنوع المعتقدات الدينية والفكرية للمواطنين والمقيمين فيها، والسائحين والزائرين .

جدير بالذكر أن التقرير الأمريكي أشار إلى النظام الأساسي للدولة الصادر في نوفمبر 1996، والذي يتضمن في أبوابه ومواده ما يضمن ممارسة الحريات والشعائر الدينية للمواطنين والمقيمين في إطار القانون ، فضلا عن توفر أماكن العبادة وممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين ، من كنائس ومعابد ، كما أشار التقرير أيضا إلى دور «مجلة التفاهم» التي تصدرها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ، كل ثلاثة أشهر ، في نشر ثقافة التسامح والاعتدال الإسلامي ، وتعزيز سبل وإمكانات التفاهم والحوار بين الأديان ، وهو ما يسهم فيه أيضا «مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم» ، هذا فضلا عن الإسهام الذي يقوم به معرض «التسامح الإسلامي في عمان» الذي زار على مدى السنوات الأخيرة العشرات من أهم وأكبر العواصم والمدن في العديد من دول العالم ، في كل القارات، للتعريف باعتدال الإسلام ، وبقيمه الإنسانية النبيلة، ومن ثم دحض محاولات التشوية التي يتعرض لها الدين الإسلامي الحنيف.

وباختصار شديد فإن الواقع الذي ينعم به المواطن والمقيم ، على امتداد هذه الأرض الطيبة ، فرض نفسه في الحقيقة، وفتح عيون الجميع على ما نجحت مسيرة النهضة العمانية الحديثة بقيادة جلالة السلطان المعظم في إرسائه وتعميقه على مدى السنوات والعقود الماضية.