1096661
1096661
عمان اليوم

48 فريقا متنقلا للتحصين ضد مرض الحصبة بـالداخلية

29 أغسطس 2017
29 أغسطس 2017

تستهدف أكثر من 151 ألف شخص -

نزوى – سيف بن زاهر العبري -

تستهدف الحملة الوطنية للتحصين ضد مرض الحصبة في محطتها الثالثة على مستوى السلطنة بمحافظة الداخلية خلال الفترة من العاشر حتى السادس عشر من شهر سبتمبر المقبل قرابة 151 ألفًا و511 شخصًا من الفئة العمرية من 20 إلى 35 عامًا، حيث نظمت المديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة الداخلية صباح أمس بقاعة المحاضرات بمستشفى نزوى لقاءا حضره عدد من المدعوين، وذلك للتعريف بأهداف الحملة الوطنية للتحصين ضد مرض الحصبة.

وقد ألقى الدكتور سالم بن حمد البوسعيدي القائم بأعمال مدير عام الخدمات الصحية بمحافظة الداخلية كلمة استعرض فيها الاستعدادات القائمة لانطلاق الحملة في ولايات محافظة الداخلية بعد ظهور حالات مستوردة للحصبة بلغ عددها في عام 2016م 114 حالة على مستوى السلطنة، كما تم اكتشاف بؤرة لهذا المرض في ولاية إزكي بمحافظة الداخلية، وبلغت عدد الحالات هذا العام على مستوى السلطنة حتى 20 أغسطس الحالي 89 حالة معظمها حالات مستوردة لعدد من الوافدين.

وقال البوسعيدي: «إن الحملة سوف تقام بالتعاون مع المؤسسات المختصة بالقطاعات المدنية والعسكرية والأهلية، حيث إن الجهود المبذولة من قبل وزارة الصحة جاءت بهدف تدارك خطورة المرض وأهمية تحصين الفئة المستهدفة، باعتبار السلطنة واقعة في إقليم البحر المتوسط الذي يضم عددا من الدول ينتشر فيها المرض بما في ذلك اليمن الشقيق»، منوها إلى أن التحصين للفئة المستهدفة مجاني للمواطنين والوافدين، وهناك 48 فريقًا متنقلًا تم تشكيله بمحافظة الداخلية سوف يغطي جميع ولايات المحافظة، إلى جانب العمل بالمؤسسات الصحية التي سوف تقوم بعملها في هذا الجانب.

وأضاف البوسعيدي: إن خطورة المرض تكمن في سرعة العدوى حيث ينتشر المرض قبل 4 أيام من ظهور الطفح الجلدي خاصة عند كبار السن، وبالنسبة للفئة المستهدفة من 20 إلى 35 عاما جاء نتيجة البيانات الموجودة لدى وزارة الصحة بأن هذه الفئة أقل مناعة وعرضة للإصابة بشكل أكبر من غيرها؛ لذلك يتطلب أخذ الاحتياطات اللازمة، مؤكدًا على أهمية أخذ المعلومات من مصادرها الحقيقية وعدم الالتفات إلى الشائعات كما ورد عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن لقاح الحصبة يسبب العقم وهذه معلومة عارية عن الصحة، كذلك بالنسبة لبنوك الدم سوف تواصل عملها باستقبال المتبرعين بالدم كالعادة.

كما تضمن اللقاء التعريفي محاضرة ألقاها الدكتور سراج عبدالحليم حو مرض الحصبة، قال فيها: «إن الحصبة مرض شديد العدوى ينتج عن فيروس يصيب الخلايا المبطنة للحلق والجهاز التنفسي وينتقل بعد ذلك إلى باقي أجزاء الجسم. ولا تزال الحصبة من الأسباب الرئيسية لوفاة صغار الأطفال في جميع أنحاء العالم، فقد شهد عام 2015 وقوع 134200 حالة وفاة بسبب هذا المرض في جميع أنحاء العالم، علما أن معظم تلك الوفيات طالت أطفالا دون سن الخامسة، وقد تتضمن المشكلات الصحية التي تسببها الحصبة الإسهال وعدوى الأذن والالتهاب الرئوي والنوبات وعدوى المخ والجهاز العصبي. وفي بعض الحالات قد تسبب الحصبة الوفاة في النساء الحوامل، وقد تسبب الحصبة الإجهاض والولادة المبكرة، وتكون الحصبة أكثر خطورة في الأطفال والنساء الحوامل والأشخاص ذوي الجهاز المناعي الضعيف والبالغين من العمر 20 عامًا أو أكثر، مضيفًا إن السلطنة تعد في مرحلة القضاء على مرض الحصبة والحصبة الألمانية حيث طبقت العديد من الاستراتيجيات التي تضمنت خطط التقصي الوبائية والإجراءات الوقائية لبلوغ هذه المرحلة التي تم من خلالها الوصول إلى معدلات منخفضة للحالات المسجلة خلال الأعوام السابقة، حيث أدخلت السلطنة التطعيم الثنائي للحصبة والحصبة الألمانية في عام 1994م، وهو الذي شكلت نسبة التغطية أكثر من 95%، وفي نفس العام تم عمل حملة تطعيمات وطنية استهدفت الفئة العمرية من 9 أشهر إلى 18 سنة، وفي عام 2006م تمت إضافة الجرعة الثانية عند الشهر الثامن عشر الذي تشكل نسبة الاستجابة المناعية فيه أكثر من 95%.

وخلال الأعوام الثلاثة السابقة سجلت السلطنة عددا من حالات مرض الحصبة في مختلف محافظات السلطنة، وبلغ إجمالي عدد الحالات المسجلة في السلطنة في العام المنصرم 114 حالة إيجابية تضمنت ثلاث حالات في محافظة جنوب الشرقية ومحافظة ظفار، هذا وقد استمر ظهور حالات المرض في بعض محافظات السلطنة حيث بلغ إجمالي عدد الحالات المسجلة 84 حالة حتى يوليو من هذا العام.

تحليل الوضع الوبائي

وبعد دراسة وتحليل الوضع الوبائي لمرض الحصبة ومطابقته لنتائج الدراسة المصلية التي نفذتها الوزارة في عام 2015/‏‏ 2016م بهدف معرفة مدى حصانة المجتمع من مرض الحصبة والفجوات المناعية، وكان عدد العينات المفحوصة قرابة 2000 عينة من مختلف الفئات العمرية التي شملت مختلف محافظات السلطنة، وأشارت النتائج إلى وجود فجوة في المناعة لمرض الحصبة للفئات العمرية الأصغر من سنة وكذلك للفئات العمرية من 20-35 سنة، حيث إن هذه الفئة العمرية هي أكثر الفئات عرضة للإصابة بالمرض ونقله إلى الفئات الأصغر سنًا، وبناء عليه فقد رفعت التوصيات من قبل اللجان الفنية والخبراء المعنيين من منظمة الصحة العالمية بضرورة تنفيذ حملة وطنية للتطعيم ضد مرض الحصبة للمواطنين والمقيمين في الفئة العمرية من 20 إلى 35 سنة، بلقاح الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف «MMR».

خطة استرشادية شاملة

بعد ذلك أشار سعود بن سعيد الجامودي إلى خطة تنفيذ الحملة الوطنية للتحصين بمحافظة الداخلية إلى أن الفئة المستهدفة من المواطنين والمقيمين من الفئات العمرية ما بين 20 و35 سنة، مواليد 1982 حتى 1997م 20 عامًا فما فوق وما دون 36 عامًا، وقد قامت المديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض بإعداد خطة استرشادية شاملة تتضمن استراتيجيات التخطيط لمراحل الحملة للمحافظات، كما قامت جميع المحافظات بإعداد خطة تفصيلية توضح آلية تنفيذ الحملة، وذلك بما يتناسب مع ظروف ومقومات وخصائص المحافظة، مضيفًا إنه تم حصر الفئة المستهدفة «المواطنين والمقيمين» لجميع المحافظات، وذلك عن طريق المركز الوطني للإحصاء، وقد تم تحديد الكميات المطلوبة من اللقاح واختيار الشركات الموردة وتاريخ التوريد الأنسب بالتعاون مع المديرية العامة لتموين الطبي، كذلك تم تحديد الكميات المطلوبة من أدوات سلسلة التبريد والمستلزمات الطبية الأخرى للحملة، وتم تشكيل فرق عمل تعنى بالإشراف والتنفيذ للحملة الوطنية ضد مرض الحصبة على المستوى المركزي والمحافظات، كذلك تمت دراسة السعة التخزينية للمخزن المركزي والمخازن الفرعية، ووضع بدائل للتخزين في حالة عدم توفر السعة اللازمة.