1095345
1095345
العرب والعالم

البابا فرنسيس يطالب باحترام حقوق المسلمين الروهينجا

27 أغسطس 2017
27 أغسطس 2017

نزوح الآلاف إلى الحدود البنجلاديشية بسبب أعمال العنف في بورما -

عواصم - (أ ف ب): أبدى البابا فرنسيس امس تضامنه مع أقلية الروهينجا المسلمة وطالب باحترام حقوقها، في أعقاب أعمال العنف التي حصلت في الأيام الأخيرة، فيما ينوي القيام برحلة الى بورما وبنجلاديش أواخر نوفمبر، كما تقول الصحافة.

وقال البابا أمام آلاف المؤمنين الذين احتشدوا ظهر امس في ساحة القديس بطرس للمشاركة في صلاة التبشير، إن «أخبارا حزينة قد وصلت حول اضطهاد الأقلية الدينية لإخواننا الروهينجا»، وأضاف «ارغب في ان اعبر لهم عن كامل تعاطفي معهم. وجميعا نطلب من الرب أن ينقذهم ويلهم ذوي الإرادة الحسنة من الرجال والنساء لمساعدتهم على ضمان احترام حقوقهم».

وذكر عدد كبير من وسائل الإعلام المتخصصة، أن وفدا من الفاتيكان زار في الفترة الأخيرة كلا من بورما وبنجلاديش تمهيدا لزيارة البابا. ولم يؤكد الفاتيكان هذه المعلومات على الفور.

وفي فبراير، ندد البابا بمعاملة الروهينجا «الذين يتعرضون للتعذيب والقتل بسبب تقاليدهم وإيمانهم» في بورما، وتحدث عندئذ عن «شعب طيب ومسالم يعاني منذ سنوات».

وفي سياق متصل، اعتقلت بنجلاديش 90 شخصا من الروهينجا وأجبرتهم على العودة الى بورما بحسب ما أعلنت الشرطة امس، بعد ساعات على إطلاق القوات البورمية المنتشرة على الحدود النار على أشخاص حاولوا الفرار من البلاد.

واعتقلت الشرطة الروهينجا المسلمين في ساعات متأخرة من السبت بعد ان عبروا «خط الصفر» في المنطقة الحدودية، حيث استخدمت القوات البورمية مدافع الهاون والأسلحة الرشاشة ضد قرويين كانوا يحاولون الهروب من ولاية راخين في شمال بورما الى بنجلاديش.

وتم العثور على القرويين بعد أن عبروا حوالي أربعة كيلومترات داخل أراضي بنجلاديش متوجهين الى مخيم للاجئين في كوتوبالونغ التي تأوي آلافا من الروهينجا يعيشون في ظروف بائسة، بحسب قائد الشرطة في المنطقة.

وقال القائد ابو الخير لوكالة فرانس برس «تم اعتقال الأشخاص السبعين جميعا وقام حرس الحدود في ما بعد بإعادتهم الى بورما».

وأعلن شرطي طلب عدم كشف اسمه «كانوا يحاولون إقناعنا بعدم إعاذتهم الى بورما»، وقال قائد لحرس حدود بنجلاديش عارف الإسلام إن عشرين آخرين أوقفوا امس وارسلوا عن طريق نهر ناف الذي يشكل حدودا طبيعية بين بورما وبنجلاديش.

وأعلنت الشرطة أن عددا من أولئك الذين تم اعتقالهم كانوا دخلوا بنجلاديش عبر منطقة غومدوم الحدودية حيث أطلقت القوات البورمية قبل ساعات وابلا من النيران.

وتعد ولاية راخين مهدا للعنف الديني وللاضطهاد الذي تعاني منه بشكل خاص أقلية الروهينجا المسلمة التي لا تعترف بورما بأفرادها مواطنين بورميين وتعدهم مهاجرين غير مرغوب بهم في البلد ذي الغالبية البوذية. واكد منظر الحسن خان الضابط في حرس الحدود أيضا امس إن إطلاق نار جديدا سمع في القرى على حدود راخين. وعلى الرغم من سنوات الاضطهاد، تجنب الروهينجا المسلمون بشكل كبير اللجوء الى العنف.

إلا انه في أكتوبر هاجم مسلحون يعتقد أنهم ينتمون إلى «جيش أراكان لإنقاذ الروهينجا» مراكز لقوات الأمن البورمية، ما استدعى شن الجيش حملة عسكرية خلفت قتلى وأجبرت 87 ألف شخص على الهروب الى بنجلاديش. واندلعت احدث موجة من أعمال العنف الجمعة الماضية بعد أن هاجم أفراد من «جيش أراكان لإنقاذ الروهينجا» مراكز للشرطة البورمية، مسلحين بالسكاكين وبعض البنادق ومتفجرات يدوية الصنع، فقتلوا عشرة منهم على الأقل.

وتشهد القرى الحدودية بين بنجلاديش وبورما مذّاك معارك عنيفة بين مقاتلين وقوات الأمن البورمية. وبلغت حصيلة المعارك منذ الجمعة اكثر من مائة قتيل وأرغمت آلاف المدنيين من الروهينجا المسلمين ومن سكان راخين الآخرين على الهرب. وأمس الأول السبت، تجمع نحو ألفين من النساء والأطفال الروهينجا على الحدود مع بنجلاديش لكن السلطات رفضت السماح لهم بالدخول. وأمرت حكومة بنجلادش المسؤولين في منطقة كوكس بازار الولاية المتاخمة لبورما والتي تضم عددا من مخيمات اللاجئين، بعدم السماح بأي «دخول غير شرعي» للروهينجا، بحسب ما اعلن لفرانس برس مسؤول كبير في الحكومة. وتستقبل بنجلاديش حوالي 400 ألف لاجئ من الروهينجا. إلا أن قادة في الروهينجا ووسائل الإعلام المحلية ومراسل لفرانس برس يقولون انه بالرغم من تشديد الرقابة الحدودية، تمكن منذ الجمعة ثلاثة آلاف لاجئ من الروهينجا من دخول بنجلاديش حيث وجدوا ملاذا في مخيمات اللاجئين وفي القرى.

والروهينجا في بورما من اكبر الأقليات المحرومة من جنسية في العالم وتفرض السلطات البورمية قيودا مشددة على تحركاتهم.