كلمة عمان

أبناؤنا .. وإعدادهم من أجل مستقبل أفضل

27 أغسطس 2017
27 أغسطس 2017

من نحو تسعمائة طالب وطالبة على مقاعد الدراسة، في ثلاث مدارس فقط، ونحو 50 معلمًا على مستوى السلطنة، عندما أعلن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم –حفظه الله ورعاه– انطلاق مسيرة النهضة العمانية الحديثة، وبزوغ فجر جديد على عمان وشعبها الأبي، إلى 588 ألفًا و339 طالبًا وطالبةً، انطلقوا أمس إلى مقاعدهم وصفوفهم الدراسية في ألف ومائة وتسعة وعشرين مدرسة، وبعدد معلمين يصل إلى نحو ستة وخمسين ألف معلم ومعلمة، وأكثر من عشرة آلاف إداري وفني، هذا هو حجم النهضة التعليمية التي حرص جلالة السلطان المعظم على إطلاقها، وسخر لها كل الإمكانات المتاحة، ليكون التعليم هو السبيل إلى بناء المستقبل على هذه الأرض الطيبة، للمواطن والمجتمع، والدولة والوطن، ومن أجل أن يبني المواطن العماني حاضره ومستقبله، على النحو الذي يريد، وبمشاركة كبيرة ومتواصلة منه، وباستفادة كاملة أيضًا من التاريخ والتراث العماني، ومن القدرة على التفاعل النشط مع مختلف التطورات الجارية، والاستفادة كذلك بالتطورات العلمية والتعليمية والتقنية التي يتم التوصل إليها لبناء حاضر مشرق ومستقبل واعد، وبأيد وعقول أبنائنا وبناتنا، في كل المواقع وعلى كافة المستويات أيضًا.

وبينما انطلق أبناؤنا وبناتنا إلى مدارسهم، مع بدء العام الدراسي (2017 /‏‏ 2018) أمس، تحدوهم الأماني، وتراودهم الآمال الطيبة، وتحفهم عيوننا وتصحبهم قلوبنا وترافقهم دعواتنا لهم بالتوفيق والنجاح، حتى ولو كانوا في بداية الصفوف التعليمية، فإنه من المؤكد أن ما تقوم به حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- في مجال التعليم، سواء التعليم العام، أو الجامعي، أو ما بعد الجامعي، هو جهد ضخم ومتواصل أيضًا، وينطلق من رؤية محددة محورها هو بناء المواطن العماني وتعليمه وإعداده وتدريبه، ليكون يد الوطن وعقله، وليكون بانيه وحارسه أيضًا، ليس فقط كشريك، ولكن أيضًا كصاحب مصلحة مباشرة، فبالعلم تبنى الأوطان وتزدهر الأمم، وتنطلق الشعوب نحو غاياتها المنشودة.

غير أنه من المهم والضروري أن ندرك حقيقةً مهمةً، هي أن بناء وتعليم أبنائنا وبناتنا وإعدادهم كمواطنين صالحين، يتطلع الوطن للاعتماد عليهم، ونعلق عليهم نحن الكثير من الآمال، هو أمر لا تقوم به المدارس والجامعات وحدها، ولكنه مهمة وطنية أوسع، وأكبر، وتتسع بالقطع للدور الحيوي الذي تقوم به الأسرة حيال أبنائها، ويقوم به الإعلام، بمؤسساته المتعددة، وبالتعاون مع مختلف المؤسسات الثقافية والفكرية والدينية والفنية وغيرها في المجتمع، فأبناؤنا وبناتنا يكبرون، وتتشكل رؤاهم وإدراكاتهم لكل ما يحيط بهم، وتكبر معهم، من خلال الأسرة والمدرسة ووسائل التنشئة الأخرى، ومن هنا فإن دورنا داخل الأسرة حيال أبنائنا وبناتنا، يتطلب ضرورة التعاون مع المدرسة والكلية والجامعة ومعهد التدريب، حتى يشب أبناؤنا عن الطوق، ونضعهم على الطريق الصحيح، للاعتماد على أنفسهم واعتماد الوطن على عطاءاتهم له، كمواطنين صالحين، بالمعنى الكامل لذلك.