1094906
1094906
الاقتصادية

تكثيف الفعاليـات الاستعراضيــة على أرض المهرجان

27 أغسطس 2017
27 أغسطس 2017

كتب – عامر بن غانم الرواس -

اشتمل مهرجان صلالة السياحي على محطات أساسية رسمت أبعاده وآفاقه الثقافية والتراثية والفنية والترفيهية والسياحية والاقتصادية وكانت بداياتها تفعيلا وتنشيطا لجوانبها المختلفة على مدى أيام المهرجان. وكانت روعة البداية تعبيرا صادقا عن أهمية الحدث وروعة المكان بصلالة العامرة وقد عكس مهرجان صلالة السياحي 2017م في جانبه الدولي اهتمام السلطنة وسعيها المتواصل والحثيث للتضامن الدولي والتمازج الثقافي والحضاري بين كافة الشعوب والأمم من خلال المهرجانات والمعارض التي هي مرآة عاكسة لثقافات وفنون وتاريخ هذه الشعوب ووسيلة وصل وتقارب وتفاهم بين مختلف الأمم بصرف النظر عن جنسها أو دينها أو لونها، وهذه الفنون تعتبر لغة عالمية تقرب بين الشعوب وتجمع بين طموحاتها وأهدافها في الرخاء والاستقرار والتقدم.

فقد تضمنت قاعة المعارض للقطاع العام والخاص حوالي 35 جناحا من مختلف الجهات الحكومية والقطاع الخاص، أما خيمة التسوق العالمي فقد شاركت فيها أكثر من 300 شركة عرضت منتجاتها المتعددة والتي لاقت إقبالا كبيرا من قبل الزوار الذين اكتظ بهم المعرض طوال فترة المهرجان كما عودنا مهرجان صلالة السياحي خلال دوراته السابقة الناجحة وفق الإشادة الإعلامية العربية والخليجية وإلى جانب ذلك استمتع الزوار من مختلف الدول العربية ومن مختلف أنحاء المعمورة العامرة عمان بعروض الفرق التقليدية على المسرح الدائري بالقرية التراثية ومسرح الساحة العامة للمهرجان بالإضافة إلى مشاركة الفرق التقليدية من الدول الشقيقة والصديقة.

فعاليات ثقافية وفنية ودينية

وقد كان للأطفال نصيب كبير من هذه العروض والألعاب المختلفة التي تدخل البهجة والسرور إلى نفوسهم، كما شهدت ساحت مركز البلدية الترفيهي أيضا العزف البديع للفرق الموسيقية العسكرية، وكذلك فرق الفنون الشعبية العمانية التي شدت إليها الجمهور برقصاتها وألحانها الشجية طوال أيام المهرجان.

وعلى مدى فترة المهرجان تواصلت الندوات الدينية والأمسيات الثقافية الشعرية بالإضافة للنقد والفكر بشكل عام لعدد من المفكرين والنقاد العرب والعمانيين وفي مجالات شتى من الشؤون الفكرية والثقافية والأدبية والفنية بشكل عام بالإضافة الى مسابقة الشلات التي تقام لأول مرة وكذلك مسابقة البرعة التي تحظى بإقبال جماهيري كبير كما أصبحت مسابقة الولايات من اهم فعاليات مهرجان صلالة السياحي التي كان لها دور كبير في إبراز التراث العماني في مختلف المجالات إلى جانب أن المهرجان شهد طوال أيامه نشاطات ثقافية واجتماعية وفنية أخرى على المسارح الرئيسية مثل مسرح المروج والمسرح الرئيسي لمركز البلدية الترفيهي، حيث تم عرض العديد من المسرحيات الهادفة المحلية والخليجية بالإضافة الى جلسات السمر التي عودنا عليها المهرجان على مسرح الولايات.

القرية التراثية

وأمام ساحة البيت القديم بالقرية التراثية بمركز البلدية الترفيهي كان الجمهور على موعد مع أجمل العروض للفرق التقليدية التي قدمت الفلكلور التقليدي في قالب متطور مع الطرب التقليدي الأصيل في أمسيات فنية راقية أبدعتها الفرق التقليدية المتعددة والتي تتميز بها محافظة ظفار بالإضافة الى الحضور الكبير والمتذوق لهذه الفنون.

كما شكلت القرية التراثية التي تعتبر من أهم وأميز الفعاليات لمهرجان صلالة السياحي في كافة الأعوام السابقة إحدى أهم المحطات في المهرجان الذي يستقطب حضورا جماهيريا واسعا سواء من قبل العمانيين أو الوافدين لما لها من أهمية في الذاكرة العمانية وعبق الماضي الأصيل. واستمر عبق التاريخ يفوح منها طوال أيام المهرجان نظرا لتجسيدها بشكل يوحي بأنها قرية تراثية نابضة بالحركة والنشاط وحياة الأجداد الماضية، وفي بيئات مختلفة من الواقع العماني الساحلية والزراعية والبدوية ومختلف الفنون التقليدية والحرف اليدوية والمهنية التقليدية.

وكانت القرية التراثية واجهة رائعة لمفهوم الهوية الوطنية والخصوصية وشكلت مرجعية تاريخية نابضة لكل زوار المهرجان الذين يستقرئون من خلالها دلالات الإرث الإنساني والمنابع الأصيلة للموروث الاجتماعي العماني، كما أن إيقاعية المهرجان نفسها تحرك هذا الاستشراف الباحث عن التميز والتفرد لأنه إيقاع يرتبط بطبيعة المكان نفسها وإنسان هذا المكان في اتساق جميل مع سماته التي أخذت من الأصالة والمعاصرة مكوناتها وحافظت على روافدها القيمة الأصيلة، وتواصلت بوعي مع معطيات العصر الحديث.

الفعاليات الرياضية

وتضمن المهرجان أيضا في فعالياته الفعاليات الرياضية المختلفة بالتعاون مع دائرة الرياضة والشباب بمحافظة ظفار خلال فترة المهرجان والتي تحظى كل عام بحضور جماهيري كبير خاصة دوري كرة القدم خاصة في أوساط الشباب، الذين يتفاعلون مع مختلف الفعاليات الرياضية في هذا الجو البديع والاستثنائي الذي يشجع وله اثر كبير على الممارسة لهذا النشاط والاشتراك في هذه المسابقات الرياضية المختلفة في وسط أجواء الفرحة والبهجة التي تعم الجميع.. والتي تتناغم مع أجواء الخريف البديع ومرح الشباب وبراءة الأطفال ودهشة الجميع.

ومشاهد الألعاب النارية التي أضاءت سماء مهرجان صلالة السياحي في يوم الافتتاح على تشكيلات ألوان الأضواء المبهرة المنعكسة على مركز البلدية الترفيهي أضافت لمسة جمالية رائعة من تشكيل الإنسان والطبيعة .. كما أضاءت الألعاب النارية كل يوم أحد وخميس حتى يشبع رغبة كل من يحب هذه الفعالية خاصة الأطفال مع عوائلهم وتعتبر الألعاب النارية من أهم فعاليات مهرجان صلالة السياحي كما احتضن مسرح المروج الذي قام عليه أجمل حفلات الطرب المبهرة لكبار الفنانين العمانيين والخليجيين والعرب طوال أيام الإجازات الأسبوعية التي رافقت أسابيع مهرجان صلالة السياحي 2017م من خلال برنامج ليالي المهرجان.

مسارح المهرجان الفنية

ونظمت مجموعة من سهرات السمر الفنية من خلال البرنامج الجماهيري ليالي المهرجان التي شدت إليها جمهورا كبيرا من محبي الطرب والسمر مع الألحان الشجية البديعة التي رددت أنغامها على مسرح المروج المتميز بشكله الجميل المزود بأحدث التقنيات الفنية، من ديكور وإضاءة وتنظيم متقن يتناسب مع روعة هذه السهرات الفنية التي سهر معها جمهور مهرجان صلالة السياحي إلى وقت متأخر من الليل، وقد حظيت دورة مهرجان صلالة السياحي 2017م على تجاوب كبير بين جمهور متذوق وأصوات عذبة تألقت على مسرح المروج ومسرح البلدية الرئيسي وجاءت العديد من الدول الشقيقة والصديقة شاركت في إحياء ليالي مهرجان صلالة السياحي 2017م.

800 فعالية للتواصل الحضاري

ويعتبر مهرجان صلالة السياحي الذي تنظمه بلدية ظفار بالتعاون مع بعض الجهات الحكومية في بعض الفعاليات مثل المديرية العامة للسياحة بمحافظة ظفار وشرطة عمان السلطانية والعديد من الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص ليخرج كظاهرة حضارية كبيرة تهتم بكل ماهو سياحي وترفيهي وثقافي وفني وأدبي الذي يهدف إلى إبراز دور السلطنة في هذه المجلات وعلى مدى فترة انطلاق مهرجان صلاله السياحي تضمن أكثر من 800 فعالية جسدت التواصل الحضاري والثقافي بين الشعوب والأمم ومزجت بين الثقافة والفن والرياضة والتسلية والمرح والبهجة لكافة أذواق الأسر، صغارا وكبارا ويعتبر مهرجان صلالة السياحي واحدا من الإنجازات الهامة المتحققة التي تثير الفخر والاعتزاز؛ لذا فإن التحدي يتزايد مع كل دورة من دوراته.

مساحة واسعة للطفل

وإذا كانت المهرجانات تمثل أحد المداخل الشاملة للتواصل بين شعوب العالم وإبراز هوياتها التاريخية والحضارية فقد دأبت بلدية ظفار على تنظيم مهرجان صلالة السياحي السنوي ليكون لقاء يتحاور فيه عقل المواطن والمقيم والسائح والزائر، مع الموروث الحضاري العماني بفنونه وحرفه وتقاليده، وكذلك مع الموروث الحضاري العالمي، الذي جرى العمل على تحقيق حضوره في المهرجان منذ بداية الدورات السابقة التي أقيمت بمركز البلدية الترفيهي ومتجددا في كل دورة من دوراته بمزيد من التألق والإبداع وقد كانت لثقافة الطفل في مهرجان صلالة السياحي مكان خاص بها، لإعطاء مساحة واسعة وكبيرة للأطفال لقضاء أوقات ممتعة وتعود عليهم بالنفع والفائدة وتغرس لديهم حب الاطلاع والقراءة وتعلم مهارات عديدة توفرت لهم في قرية دنيا الطفل ومسرح الطفل في قرية الطفل.