1094367
1094367
العرب والعالم

القوات العراقية تسيطر على مركز مدينة تلعفر وقلعتها التاريخية

26 أغسطس 2017
26 أغسطس 2017

فرنسا تتعهد بمواصلة دعم السلام وإعادة البناء في العراق -

بغداد - عمان - جبار الربيعي - (أ ف ب):

استعادت القوات العراقية امس السيطرة على مركز مدينة تلعفر وقلعتها التاريخية الواقعة وسط هذه المدينة في يومها السابع من بدء الهجوم على واحد من آخر معاقل المتشددين، في الوقت الذي يزور وزيرا الدفاع والخارجية الفرنسية العراق لبحث القتال ضد تنظيم داعش وإعادة الأعمار.

وانطلقت المعركة الجديدة فجر الأحد الماضي بعد أكثر من شهر من طرد التنظيم من الموصل، ثاني مدن العراق، إثر تسعة أشهر من المعارك الدامية.

وخلال سبعة أيام فقط أعلن جهاز مكافحة الإرهاب الذي دخل مركز المدينة من المحور الجنوبي انتهاء مهامه القتالية، فيما أعلنت الشرطة الاتحادية التي تتولى المحور الشمالي الغربي مع الحشد الشعبي انتهاء مهامها القتالية كذلك.

وقال قائد عمليات «قادمون يا تلعفر» الفريق قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يار الله أن «قوات مكافحة الإرهاب حررت حي القلعة وبساتين تلعفر وترفع العلم العراقي أعلى بناية القلعة».

وتوشك القوات العراقية المتقدمة من كل المحاور الانتهاء من معركة تلعفر بعد استعادة معظم أحياء بشكل سريع بضمنها قلعة تلعفر التاريخية.

لكن الفريق يارا الله اكد أن «العمليات العسكرية مستمرة لحين إكمال ناحية العياضية والمناطق المحيطة».

وتقع ناحية العياضية على بعد 15 كلم شمال مدينة تلعفر واليها انسحب معظم عناصر التنظيم أمام تقدم القوات العراقية وفصال الحشد الشعبي التي تقاتل إلى جانبها بمساندة جوية من التحالف الدولي بقيادة أمريكية.

وردد القادة العسكريون في الجبهة أن استعادة السيطرة على تلعفر ستكون أسرع بكثير من الموصل، ووعدوا بإمكانية الاحتفال بالنصر قبل عيد الفطر الذي يحتفل به العراق في الثاني من سبتمبر.

وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية، حاكم الزاملي، أن القوات المسلحة العراقية حررت 90% من قضاء تلعفر، وقال الزاملي في بيان له على هامش زيارته إلى قضاء تلعفر، إن «القوات المسلحة العراقية بمختلف صنوفها وتشكيلاتها تقترب شيئاً فشياً من تحرير كامل قضاء تلعفر»، مبيناً أن «الساعات القادمة ستشهد تحرير القضاء بالكامل».

وأضاف، أن «القطعات العسكرية حررت ما نسبته 90% من القضاء»، لافتاً إلى «انهيار دفاعات عصابات داعش الإرهابية أمام بسالة وشجاعة المقاتلين العراقيين».

ولا تقارن مدينة تلعفر بالموصل من الناحية الرمزية ولا من حيث المساحة، لكن استعادتها تمثل ضربة كبيرة للمتشددين في العراق وسوريا، لأنها ستقطع بحسب السلطات العراقية والتحالف الدولي، الطريق على طرق إمدادهم بين العراق وسوريا.

وفر القسم الأكبر من أهالي تلعفر بعد سيطرة المتشددين عليها في 2014. وكانت المدينة تضم 200 ألف نسمة غالبيتهم من الشيعة التركمان.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان امس بعد أن أجرى محادثات مع مسؤولين عراقيين في بغداد إن فرنسا سوف تساعد في جهود إعادة البناء والمصالحة في العراق فيما يخرج من الحرب مع تنظيم داعش.

وفرنسا شريك رئيسي في التحالف بقيادة الولايات المتحدة الذي يساعد بغداد في قتال التنظيم المتشدد الذي سيطر على مساحات كبيرة من العراق وسوريا في عام 2014. وقدم التحالف دعما جويا وبريا أساسيا للقوات العراقية في حملة استمرت تسعة أشهر لاستعادة السيطرة بالموصل المعقل الأساسي لداعش في العراق.

وقال لو دريان في مؤتمر صحفي في بغداد مع وزيرة الدفاع فلورنس بارلي ووزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري «نحن موجودون في الحرب وسوف نكون موجودين في السلم»، وأضاف «حتى إذا لم تنته معركتنا المشتركة ضد داعش فإنها تدخل مرحلة الاستقرار.. المصالحة.. وإعادة البناء.. مرحلة السلام».

وترغب فرنسا ايضا في المشاركة في إعادة إعمار العراق التي تقدر كلفتها بما بين 700 وألف مليار دولار.

ومن المقرر أن يلتقي الوزيران الفرنسيان بقادة أكراد عراقيين في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق شبه المستقل التي لعب مقاتلو البشمركة منها دورا أساسيا في الحرب ضد داعش.

وتتخوف فرنسا ودول غربية أخرى من أن استفتاء تخطط حكومة كردستان لإجرائه على الاستقلال الشهر المقبل يمكن أن يشعل صراعا جديدا مع بغداد ودول جوار تضم أعدادا كبيرة من الأكراد خاصة إيران وتركيا.

وقال دبلوماسي مطلع على السياسة الفرنسية إن لو دريان وبارلي سينقلان موقف باريس لرئيس كردستان العراق مسعود البرزاني وهو أن فرنسا تؤيد‭ ‬إقليم كردستان العراق شبه المستقل على أن يبقى جزءا من الدولة العراقية.

ولم يذكر الوزيران العراقيان والجعفري مصير عائلات مواطنين فرنسيين حاربوا في صفوف داعش وعثر عليهم في الموصل ومناطق أخرى استعادتها القوات العراقية من المتشددين. ويعتقد أن مئات الفرنسيين انضموا للتنظيم المتشدد.

وتقول باريس، أن البالغين سيحاكمون مع نسائهم، بتهمة الإرهاب أمام المحاكم العراقية، لكن الأطفال يجب أن يستفيدوا من برامج التأهيل الاجتماعي في فرنسا.

ووفقا لإحصائية للسلطات الفرنسية لا يزال نحو 600 إلى 700 مواطن فرنسي في العراق وسوريا، ويقدر مقتل نحو 300 مواطن فرنسي منذ عام 2014 في معارك مع الجماعات المتطرفة.