1093783
1093783
آخر الأخبار

الطلبة العمانيين يشيدوا بالاستفادة الكبيرة في منتدى لندن الدولي للعلماء الشباب

26 أغسطس 2017
26 أغسطس 2017

اختتم عدد من طلبة مؤسسات التعليم العالي مشاركتهم في منتدى لندن الدولي للعلماء الشباب في دورته 59 لهذا العام بدعمٍ من مجلس البحث العلمي، وشركة بي بي عمان، والطيران العُماني الناقل الرسمي للمشاركين، حيث تعتبر هذه المشاركة الثانية على التوالي، وذلك عبر ابتعاث وفد طلابي مكون من ستة طلاب من بعض مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة.

ويُعدّ منتدى لندن الدولي للعلماء الشباب من المنتديات الفريدة من نوعها التي تسعى إلى تمكين فئة الشباب من عمر 16 – 21 عاماً في مجال البحوث والعلوم والتكنولوجيا والابتكار، كما يعد منتدى لندن الدولي للعلماء الشباب متميزا من حيث جودة الباحثين والمراكز البحثية والمرافق العلمية التي يتم زيارتها، حيث يستضيف المنتدى سنوياً طلبة وطالبات من أكثر من 75 دولة في العالم في العاصمة البريطانية لندن لحضور سلسلة من حلقات العمل والفعاليات العلمية والثقافية والتي يتم تنظيمها بالتعاون مع عدد من الجامعات المرموقة في بريطانيا كجامعة امبريال وأوكسفورد وكامبردج إضافةً إلى احتضان المؤتمر من منظمة اليونسكو والجمعية الملكية البريطانية للجغرافيا.

و قالت ميعاد بنت يوسف البلوشية، أخصائية تسويق وترويج بدائرة التسويق وتعزيز الهوية من مجلس البحث العلمي جاءت المشاركة من مجلس البحث العلمي للطلبة في هذا العام لتحقيق عدد من الأهداف منها تعزيز العلاقات مع الجهة المنظمة للمنتدى لزيادة عدد المشاركين العُمانيين سنوياً، وابتكار مشاريع علمية جديدة وفريدة من نوعها لربط المؤسسات التعليمية البريطانية المرموقة بالسلطنة، والتعريف بدور المجلس على الصعيد الدولي لخلق فرص جديدة للتعاون في المجالات العلمية.

وأضافت البلوشية "تم ترشيح المشاركين بعد فتح باب التسجيل لجميع الطلبة والطالبات في مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة من التخصصات العلمية وممن لديهم مشاريع وابتكارات مميزة، حيث تمت عملية الفرز لأكثر من 135 متقدما من مختلف الكليات والجامعات بالسلطنة، وقامت لجنة التقييم التي تتكون من ممثلين من المجلس والطيران العماني وبي بي عُمان باختيار 6 متقدمين لتمثيل السلطنة وهم 4 طالبات وطالبان من الكلية التقنية العليا، وجامعة السلطان قابوس، والكلية التقنية بصلالة، وكلية صور الجامعية بالإضافة إلى الطالبة المشاركة بالمنتدى العام الماضي حيث شاركت في منتدى هذا العام ضمن اللجنة التنظيمية للمنتدى، وبذلك يكون قد ارتفع عدد المشاركين من ثلاثة طلاب العام الماضي إلى سبعة طلاب في هذا العام مع توسيع فئة المشاركين من العديد من المحافظات والولايات بالسلطنة للتعريف بدور مجلس البحث العلمي في نقل المعرفة وبناء القدرات البحثية والتمكين العلمي ودعم الشباب العُمانيين في مجال الابتكار، وتؤكد ميعاد البلوشية أن هذا النجاح في مشاركة الطلبة في هذا المنتدى العالمي ينعكس على المجلس بالإيجاب، حيث تجري الاستعدادات لتحضيرات المشاركة في الدورة الستون من المنتدى للعام القادم، والذي سيحتفل فيه المنتدى بستين عاما من الإنجازات العلمية على الصعيد العالمي.

وأشارت إلى أن الطلبة العُمانيين المشاركين بالمنتدى وجدوا بأن معظم المحاضرين الأكاديميين بجامعات المملكة المتحدة المشاركة بالمنتدى لديهم خبرة صناعية في المجالات العلمية العملية، ويرون من الضروري عكس ذلك في البرامج التعليمية بالسلطنة في المرحلة الجامعية حيث يعدّ الجانب العملي أقل من النظري من خلال دراستهم، كما يمكن النظر في إمكانية توسيع قاعدة المشاركين العمانيين لضم طلبة المدارس ليسهل عليهم اختيار الجانب الذي يرغبون اكمال دراستهم فيه، ويسهل اتخاذ قرارتهم للدراسة في المرحلة الجامعية حين يتواجدون في بيئة علمية محفزة، وكذلك دعوة بعض الطلبة من الجامعات البريطانية المرموقة للعمل على أبحاثهم في البيئة التي تتميز بها السلطنة في مجال الجغرافيا وعلم الآثار ليتمكنوا من التعرف على موارد السلطنة وبالتالي تشجيع التبادل العلمي في السلطنة.

ومن جانبه قال الطالب أحمد بن مسعود بن أحمد الكثيري، طالب هندسة ميكانيكية من الكلية التقنية بصلالة" شاركت بمشروع عن استعمال الطائرات (درون) لتنظيف الشواطئ والتقاط المخلفات ذاتيا، حيث تتعرف على المخلفات باستعمال الكاميرا السفلية، وكيف يمكن أن نشحنها لاسلكيا وتحديد نطاق التنظيف بوحدة تحكم مركزية، ويشير إلى أن المشاركة في منتدى لندن الدولي للعلماء الشباب كان رائعا جدا، وفرصة فريدة للتعرف على أحدث الابتكارات والاختراعات في كافة المجالات العلمية، وإلقاء نظرة على مشاريع وبحوث الطلبة في كافة دول العالم، وشكّل فرصة لي لحضور المحاضرات مع الباحثين الذين أبدعوا في مجالاتهم، فالمحاضرات التي اخترتها كانت ذات علاقة قوية بتخصصي وميولي مثل الذكاء الاصطناعي، ومحركات الطائرات الحديثة وأيضا الصواريخ الفضائية ورحلاتها المستقبلية، والى جانب الزيارات الميدانية الى مصانع طائرات الايرباص وجامعات بريطانيا العريقة كامبريدج وأوكسفورد كانت ذات أثر كبير ودافع قوي لعدم الاكتفاء بدرجة علمية واحدة بل التقدم والمثابرة في التعلم والبحث في كافة المجالات".

وأضاف "من الرائع التعرف على تقاليد وثقافات المشاركين في الملتقى من دول وحضارات مختلفة وتعريفهم بدولتك وثقافاتك، ومن الطريف في الأمر أنني صرت استطيع قول التحية بأكثر من 25 لغة من ضمنها الاسبانية واليابانية والصينية والايطالية والفرنسية و الهندية وغيرها".

وقالت حنان بنت سالم المرهوبية، من كلية العلوم بجامعة السلطان قابوس، " شاركت بمشروع السماد العضوي السائل؛ الذي يتميز بأنه مصنوع من مواد طبيعية مستخلصة من البيئة العمانية كمخلفات النخيل وروث الحيوانات وكونه سائل يغني الشخص عن إضافة الماء للنبتة حيث أنه يكتفي بوضع السماد، ومن خلال هذا المنتدى قمت بزيارة جامعتي أوكسفورد وكامبردج وتجولت في مبانيها، وأتاحت لنا هذه المشاركة التعرف على الثقافات الاخرى كما أنها تساعد على صقل المهارات وبناء ثقة الشخص بنفسه".

ومن جانبه قال الطالب سعود بن محمد المخيني من كلية صور الجامعية، تخصص الهندسة الميكانيكية" شاركت بمشروع نظام التحذير من مخاطر الأودية عن طريق شبكة الانترنت، وهو مشروع يندرج تحت فئة مشاريع انترنت الأشياء، والمشروع عبارة عن وحدات منفصلة يتم تثبيتها في مناطق مختارة بعد الدراسة الجغرافية، وتعمل هذه الوحدات على قياس كمية هطول الامطار بالمليلتر، ومعدل الهطول، وكذلك الوقت والتاريخ، ورقم تعريف القيمة المسجلة، والنسبة المئوية لاحتمالية نزول الوادي المثبت به الجهاز، ويتم تخزين جميع البيانات على قواعد بيانات خاصة بالمشروع، والاحتفاظ بها كأرشيف علمي لفهم طبيعة المنطقة المثبت بها الجهاز، وفكرة المشروع تقوم على تثبيت عدة أجهزة في مناطق تشكل الأودية وربطها عن طريق البوابة الالكترونية وعرض المعلومات بشكل مباشر على الموقع في حال تسجيلها.

وأشار لقد ناقش المنتدى محور البحث العلمي كمحور عالمي مهم كما وضح أساليب الدعم في عدة دول، وفتح الباب للنقاش بين الطلاب حول أهم الطرق لتعزيز دعم البحث العلمي، ومن وجهة نظري أهم المحاور الداعمة لثقافة البحث العلمي هو غرس هذه الثقافة في الطلاب المدارس وتشجيعهم على المنافسة في المسابقات المحلية والدولية وإقامة بعض الفعاليات والمنتديات التي تستهدف فئة صغار السن، كما أنه من المهم أن يطرح القطاع الخاص بعض المواضيع البحثية والابتكارية للطلبة الجامعيين والخريجين لتشجيع ثقافة البحث العلمي والابتكار.

وقالت الطالبة شيرين بنت كاظم بن محمد اللواتية من الكلية التقنية العليا، تخصص العلوم البيئية: شاركت بمشروع بعنوان مصفي المياه الصديق للبيئة الذي يستخدم قشور جوز الهند، والتي غالبا ما يتم حرقها وتساهم في تلوث الهواء، حيث أن قشر جوز الهند قادر على تطهير وتنقية المياه من الشوائب الغير المرغوب فيها مثل الأملاح والمعادن الثقيلة، ولا يستخدم المصفي أية مواد حافظة آو مواد كيميائية مضافة، وهو قادر على إنتاج مياه نظيفة ومتوازنة تتضمن معادن ضرورية في كميات صحية للاستخدام والاستهلاك المناسبين من قبل البشر، إلى جانب ذلك، فإنه يساعد في تجنب الأمراض الخطيرة مثل هشاشة العظام، وأمراض الكلى والقلب التي يمكن أن تكون نتيجة لاستهلاك المياه غير المتوازنة التي تفتقر إلى المعادن.

وأضافت مشاركتي في المنتدى فتحت لي أبواب عديدة في مجال العلوم، حيث أن المحاضرات والرحلات التي شاركت بها كانت تتعمق في العديد من مجالات العلوم مثل التجدد في الخلايا الجنينية، والفضاء، وقد شارك المحاضرون أبحاثهم التي تهتم في دراسة الكيمياء والادوية، وطرح حلول وتطعيمات لكثير من الأمراض، وحضرتُ الكثير من المحاضرات التي تتخصص في مجال دراستي، وكل هذا جعلني أدرك مدى عمق مجال العلوم ومدى أهميته في جعل حياتنا أفضل.

أما فردوس بنت محمد البروانية، من كلية العلوم بجامعة السلطان قابوس، تخصص الكيمياء، قالت "شاركت بمشروع التخرج بعنوان تصنيع بوليمرات طبيعية مستجيبة للتغير في درجة حموضة ‏المحيط، ويتلخص المشروع في أن التفاعل يتضمن إضافة الحمض الأميني إلى بوليمر طبيعي لتكوين البوليمرات الذكية التي تتصف بخصائص فيزيائية جديدة، كالذوبانية وقابلية الانتفاخ والانضغاط وكلاهما تعتمدان على درجة حموضة الوسط المحيط بالبوليمر، ويتم الاستفادة من البوليمرات الذكية في العديد من التطبيقات ومن أهمها التطبيقات الطبية كتوصيل الدواء (الأنسولين) عن طريق الفم حيث يمر البوليمر المحمل بالدواء على درجات مختلفة من الحموضة عبر الجهاز الهضمي دون أي تدهور أو تغير في وظيفته الى أن يصل الى الأمعاء الدقيقة، بحيث يخرج الأنسولين الى مجرى الدم مباشرة.

وتقول هجير بنت حمد بن صالح الهدابية طالبة في الكلية التقنية العليا تخصص هندسة كمبيوتر" شاركت بمشروع علمي بعنوان استخلاص الطاقة بواسطة البيزو الكتريك، والمشروع عبارة عن جهاز يقوم بتحويل حركة الماء داخل الأنابيب إلى طاقة كهربائية بواسطة استخدام البيزو الكتريك، ويتم تخزين الطاقة في بطارية حتى يمكن استخدام الطاقة في أي وقت وفي أي استخدام".

وأضافت" أنا مهتمة جدًا في علم الفيزياء والفضاء، والمنتدى أتاح لي فرصة عظيمة في ذلك من خلال حضور محاضرات متخصصة في المجالين، وقمت بزيارة مختبرات فيزيائية ومختبرات متخصصة في الفضاء وصناعة الأقمار الصناعية، ومن هُنا أسعى أن يكون لي دور المساهمة في نجاح توجه عُمان الجديد نحو علم الفضاء إن شاء الله، وأيضًا المنتدى أتاح لي فرصة عظيمة وهي أنني فهمت جيدًا قالب البحث العلمي وخطواته، والطريقة العلمية للتفكير الصحيح".