1093538
1093538
العرب والعالم

الأمم المتحدة: التحالف العربي قتل 42 مدنيا في اليمن خلال أسبوع واحد

25 أغسطس 2017
25 أغسطس 2017

16 قتيلا أغلبهم من «الأطفال والنساء» بغارة جوية جنوب صنعاء -

صنعاء - عمان - جمال مجاهد -(أ ف ب):-

اتهمت الامم المتحدة التحالف العربي بقيادة السعودية بالتسبب بمقتل 42 مدنيا يمنيا خلال اسبوع من الضربات الجوية، في وقت قتل 16 شخصا بينهم اطفال في غارة جديدة أصابت امس حيا سكنيا جنوب صنعاء. ودمرت الغارة مبنيين تسكنهما عائلات في حي فج عطان الواقع عند الاطراف الجنوبية للعاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة انصار الله، بحسب ما افاد شهود ومصور وكالة فرانس برس.

واتهم انصار الله عبر قناة «المسيرة» الناطقة باسمهم التحالف العربي بشن الغارة، الا ان متحدثا باسم التحالف قال لوكالة فرانس برس ان قيادة العمليات العسكرية تقوم حاليا بالتحقيق في المسألة وستعلن عن النتائج في وقت لاحق.

في موقع الغارة، قال محمد احمد الذي يسكن احد المبنيين لفرانس برس «أخرجناهم من تحت الأنقاض الواحد تلو الاخر، بعضهم أطفال من اسرة واحدة».

وأفادت وكالة الأنباء اليمنية «التي يديرها أنصار الله» بمقتل 16 شخصاً وإصابة 22 آخرين جرّاء استهداف مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية فجر أمس منطقة عطّان بمديرية الوحدة بالعاصمة صنعاء.

وأوضحت الوكالة على لسان مصدر محلّي أن الطيران السعودي استهدف بغارة عمارة سكنية في منطقة عطّان ما أدّى إلى مقتل 16 شخصاً بينهم ثمانية أطفال وأربع نساء وإصابة 22 آخرين من ساكني العمارة التي سوّيت بالأرض.

وأشار المصدر إلى أن الطيران شنّ أربع غارات عنيفة أخرى على منطقة عطّان أحدثت أضراراً بالغة بمنازل المواطنين والممتلكات العامة والخاصة.

من جهته، افاد مصور وكالة فرانس برس ان المبنيين المؤلف كل منهما من ثلاثة طوابق، دمرا بالكامل. وأظهرت صور التقطها المصور انقاضا في موقع الضربة.

وكانت الجرافات لا تزال تعمل على ازالة الانقاض بعد ساعات على وقوع الضربة، بينما يقوم مسعفون وسكان في الابنية المجاورة بالبحث عن مفقودين. وجلس ناجون من المبنيين فوق انقاض يتابعون بحسرة عمليات البحث ونقل المصابين في سيارات الاسعاف.

وبين الألبسة المتقطعة والمحترقة، والمفروشات الخشبية المتضررة، سار رجل مرتديا ثوبا ابيض تغطيه الدماء وهو يشرح لسكان الابنية الأخرى كيف نجا من الضربة.

وعلى بعد امتار قليلة منه، جلس محمد احمد بعدما انهكته عمليات البحث ونقل القتلى والمصابين. وقال احمد لفرانس برس «عندما ضرب الصاروخ، دمر احد المبنيين فورا فأدى ذلك الى تدمير المبنى المجاور له ايضا. بعض السكان نجوا، وآخرون علقوا تحت الانقاض، بينهم من استشهد، وبينهم من اصيب».

ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا بين انصار الله وقوات صالح من جهة والقوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي من جهة اخرى. وقد سقطت العاصمة صنعاء في أيدي انصار الله في سبتمبر من العام نفسه. وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس 2015 بعدما تمكن انصار الله من السيطرة على مناطق واسعة في البلد الفقير. والمدنيون هم من يدفع الثمن الاكبر للحرب. فمنذ بداية تدخل التحالف العربي، قتل اكثر من ثمانية آلاف شخص بينهم آلاف الأطفال والنساء، وجرح 47 ألف شخص آخرين على الأقل، بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية. كما نزح مئات آلاف اليمنيين من منازلهم.

ووقعت غارة امس بعد يومين من مقتل 30 شخصا على الاقل بينهم مدنيون في سلسلة غارات استهدفت صنعاء ومحيطها ونسبت الى التحالف العربي بينها غارة في مديرية ارحب شمال العاصمة.

وسبق ان اتهم التحالف بالوقوف خلف ضربات جوية تسببت في مقتل مدنيين. وأمس، ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان ان ضربات جوية شنها التحالف ادت الى مقتل 42 مدنيا خلال الأسبوع الماضي، بينهم عدد من الاطفال.

وقالت الناطقة باسم المفوضية ليز ثروسل للصحفيين في جنيف انه «في الاسبوع الذي يمتد من 17 الى 24 اغسطس، قتل 58 مدنيا بينهم 42 بأيدي التحالف الذي تقوده السعودية»، مشيرة الى ضربات استهدفت مواقع غير عسكرية.

وتناولت المفوضية تفاصيل بعض الضربات التي وقعت خلال الاسبوع الماضي، وقالت ان 33 شخصا قتلوا في ضربة ارحب التي ذكرت أنها اصابت فندقا يقع على مقربة من نقطة تفتيش لأنصار الله استهدفت قبل اصابة الفندق بدقائق ولم تؤد الى وقوع اصابات.

لكن العقيد ركن طيار تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف، قال لفرانس برس ان جميع من قتلوا في الضربة التي استهدفت «هدفا عسكريا مشروعا» هم «عناصر انقلابية مسلحة». وعن غارة امس، أفاد بأن التحالف يحقق في المسألة.

وأوضح «ستقوم قيادة التحالف بمراجعة كافة عملياتها في المنطقة المحددة والوقت المحدد وستعلن حالما تنتهي مراجعتها ما تصل اليه من نتائج».

ومن بين الغارات الاخرى التي نسبتها الامم المتحدة الى التحالف، ضربة استهدفت منزلا في العاصمة الاربعاء وقتل فيها ستة مدنيين، وضربة اخرى الثلاثاء اصابت منزلا قرب صعدة شمال العاصمة وقتل فيها امراة وطفلان. وكان تقرير للأمم المتحدة نشر في الشهر الحالي أفاد بأن عدد الضربات الجوية في اليمن خلال النصف الأول من عام 2017 تخطى عدد الضربات الجوية التي شهدها العام الماضي بالكامل.

ودعت مفوضية حقوق الانسان التحالف العربي الى «ضمان احترام القانون الانساني»، مطالبة بتحقيقات موضوعية في الغارات التي وقعت خلال الايام الماضية.

من جهته شدد العقيد المالكي على ان التحالف يتبنى «قواعد الاشتباك طبقاً لقواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني»، وانه ملتزم «بواجب حماية المدنيين وتجنيبهم آثار الصراع».

وتزامن تكثيف الضربات مع توتر بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح وانصار الله المسيطرين على العاصمة والتي شهدت الخميس احتشاد مئات آلاف مناصري صالح في الذكرى الـ35 لتأسيس حزبه «المؤتمر الشعبي العام».

ويخوض الحلف بين صالح وانصار الله منذ نحو عامين ونصف حربا ضارية ضد السعودية وحلفها العسكري.

ويضع النزاع مدن اليمن وبينها صنعاء على حافة المجاعة. كما يشهد اليمن انتشارا للكوليرا ما ادى الى وفاة اكثر من ألفي شخص وسط تدهور كبير في القطاع الصحي.