1092702
1092702
عمان اليوم

أبراج حصـينة وواحــات خضـراء - بلدة الروضة .. أرض زراعية خصبة ترويها 4 أفلاج على مدار العام

25 أغسطس 2017
25 أغسطس 2017

استطلاع وتصوير: علي بن خلفان الحبسي -

بلدة الروضة واحدة من أجمل قرى ولاية المضيبي، حيث الأشجار الوارفة الظلال وجوها البارد خلال الصيف وموقعها المتميز، جاءت تسميها بهذا الاسم من هذه الميزات التي حباها الله بها، تقع الروضة شمالا من نيابة سمد الشأن وتتبعها إداريا، تجاورها من الشمال قرى العلو والمعيدان والسعداء والوارية، ومن الجهة الشرقية وريد، ومن الغرب وادي عندام.

موقع الروضة الجغرافي المتميز ساهم في توفر المياه العذبة في أفلاجها وآبارها، حيث تشهد الروضة سنويا هطول الأمطار الغزيرة وجريان الأودية بها باستمرار، وقد ساهم ذلك في انتعاش مياهها العذبة وتدفق أفلاجها وهي ميزة تتميز بها الروضة عن سائر القرى بولاية المضيبي.

وتعد الروضة بأشجارها وأفلاجها المتدفقة العذبة ذات موقع سياحي طبيعي نظرا لتعدد أوديتها الشرقي والغربي، فالوادي الشرقي يقسم الروضة إلى نصفين وهو يضم أكثر من مائة وادٍ تلتقي في هذا الوادي من الوارية، كما أنه يجرى وعلى جانبيه العديد من الأشجار، ويعتبر الوادي الغربي أكبر أودية الروضة، ويقضي أهالي الروضة فيه خلال المساء جلسات ولقاءات شبه يومية خاصة عند جريانه وقت هطول الأمطار.

المعالم التاريخية

تحتضن الروضة معلما تاريخيا بارزا على مستوى ولاية المضيبي، حيث تقع بها قلعة الروضة الواقعة فوق قمة جبل بركاني، والتي تعتبر من المعالم التاريخية والسياحية البارزة في القرية، حيث جرى ترميم القلعة من قبل وزارة التراث القومي والثقافة (سابقا) عام 1988م، ويعود تاريخ القلعة لسنوات تمتد إلى 350 سنة، ويزورها سنويا عدد كبير من السياح، وهناك أثار أخرى كالحارات التي كانت سكنا للأهالي قديما، وهي حاليا مندثرة، بجانب أبراج الصاروج والبرج الغربي الواقعة في قمم الجبال. أما حارة خزيم فتعتبر قديما هي الحارة السكنية المهمة بالروضة، وتضم العديد من المساكن والخدمات التي كانت متوفرة في تلك الفترة التاريخية. كما توجد في الروضة كذلك العديد من الأبراج الدفاعية الحصينة والتي تقع في قمم الجبال حول القلعة التي تستمتع من علوها بمشاهدة واحات الروضة الخضراء من أشجار النخيل، كما توجد في الروضة كذلك العديد من البيوت الأثرية القديمة التي تعبر عن الحقبة التاريخية لهذه القرية من ولاية المضيبي، وتتميز الروضة بوجد معظم بيوتها بين أشجار النخيل، حيث يسكنها الأهالي على مدار العام، وفي الوقت الحديث ومع التطور الذي شمل مختلف المجالات بدأ العمران في التوسع وأخذ الأهالي في الانتقال للمخططات الحديثة وبناء مساكن حديثة ومتطورة بها.

مياه عذبة ومحاصيل متنوعة

تشتهر الروضة بوجود أكبر الأفلاج، حيث توجد بها أربعة أفلاج أكبرها فلج أبو ناقة والثاني الخطم ثم الدريز والفليتي، وتسقي هذه الأفلاج أكثر من 16 ألف نخلة أكثرها نخلة الفرض، وهذه الأفلاج غزيرة ولا تتأثر كثيرا بالظروف المناخية خاصة خلال الصيف، كما أن هناك أفلاجا اندثرت مثل فلج العذب وفلج العلو والغزيلي والشارق والأفلاج الحالية تغذي جميع مزارع القرية، كما تكثر المياه بغزارة في آبار الروضة، مما ساهم في اتساع مزارعها وإنتاج محاصيل زراعية متعددة، حيث تقع معظم هذه المزارع على الشارع العام.

وبطبيعة الحال فإن خصوبة أراضي الروضة ووفرة مياهها العذبة المنسابة كانت ركيزة أساسية لنجاح مختلف المحاصيل الزراعية بها، حيث المساحات الكبيرة من أشجار النخيل أهمها الفرض بجانب الأنواع المتعددة الأخرى بجانب الحمضيات والأعلاف الحيوانية، ويعد محصول العنب الذي تنجح زراعته في الروضة من أهم المحاصيل الزراعية، وحظيت الروضة بشهرة زراعته على مستوى السلطنة، حيث ينتج المزارعون منه كميات كبيرة خلال العام، وتوجد منه العديد من الأنواع والأصناف كالعنب الأبيض والأسود ويكاد لا يخلو منزل في الروضة، إلا ويزرع به العنب هذا إلى جانب التنوع في زراعة المحاصيل الأخرى كالأمبا.

كما توجد في الروضة العديد من الأشجار خاصة على الوادي كأشجار القرط التي لها استخدامات عديدة، وأشجار النيناس والسوقم واللثم بجانب بعض الشجيرات المتنوعة التي رسمت جميعا لوحة خضراء على امتداد الوادي الشرقي.

الحركة التجارية

السوق الحالي الموجود بالروضة حاليا هو سوق حديث وتوجد في هذا السوق العديد من المحلات التجارية التي تم ترميمها في الوقت الحاضر وأصبحت توفر مستلزمات المواطنين وغيرهم من مختلف السلع استهلاكية، كما تقام في سوق الروضة الهبطات خلال عيدي الفطر وعيد الأضحى المباركين لبيع مختلف السلع فيها. أما السوق القديم فهو في حارة الجوابر وكانت تباع فيه مختلف السلع التجارية التي كانت تجلب في سنوات غابرة بواسطة الهجن، أما السوق القديم فبدأ الأهالي أخيرا ممارسة التجارة فيه في محاولة لإعادة الحياة إليه.

خدمات التنمية

كغيرها من قرى ومناطق ولاية المضيبي فقد حظيت الروضة بخدمات النهضة الحديثة، حيث تغطي خدمات الكهرباء الروضة ويجري توسعتها باستمرار كما يوجد بالروضة مقسم للهاتف يتضمن عددا كبيرا من الخطوط الهاتفية، هذا بجانب وجود مدرستين بها، واحدة للبنين وأخرى للبنات، كما يربط الروضة بالولاية وباقي مناطق السلطنة الشارع العام الذي يمر عليها من جهة الشرق، وتشهد الروضة خلال السنوات الأخيرة تطورا عمرانيا ملحوظا من خلال بناء المنازل الحديثة الواقعة على الشارع العام ليمتد العمران حتى منطقة النبع شمالا.