العرب والعالم

مخطط لبناء 3 مستوطنات في تجمع استيطاني جنوب بيت لحم

24 أغسطس 2017
24 أغسطس 2017

الاحتلال الإسرائيلي يهدم مدارس فلسطينية بالضفة الغربية -

رام الله - عمان - نظير فالح :-

شهدت الأيام الأخيرة تسارعا في مخططات لبناء 3 مستوطنات جديدة في منطقة التجمع الاستيطاني «غوش عتصيون» جنوب مدينة بيت لحم، بتعاون وثيق بين شركة «تنمية وتعمير جبال الضفة الغربية» ومجلس مستوطنات «غوش عتصيون».

وبحسب ما كشف موقع صحيفة «معاريف» العبرية أمس الخميس فإن هذه المخططات يجري إعدادها بالتنسيق مع الوزارات المعنية في حكومة نتنياهو، وهذا التنسيق ما زال في مراحل وضع هذه الوزارات في صورة هذا المخطط والنقاش، في حين شهد المخطط الاستيطاني الجديد مراحل متطورة من ناحية المخططات التي يجري إعدادها من قبل الشركة الإسرائيلية ومجلس التجمع الاستيطاني.

وأشار الموقع إلى أن هذا المخطط الاستيطاني الجديد تجد فيه شركة «تنمية وتعمير جبال الضفة الغربية» حلا لما تسميه مشكلة الإسكان في مدينة القدس، بحيث يجري بناء 3 مستوطنات جديدة إحداها سيتم بناؤها على أراض تخضع اليوم لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهي التي جرى بحث إخلائها مع وزير الجيش الإسرائيلي السابق موشيه يعلون وأبدى الاستعداد المبدئي لإخلاء هذه الأرض، ويمكن بناء 500 إلى 1000 وحدة استيطانية في هذا الموقع، في حين سيتم بناء مستوطنة جديدة على منطقة يدعي الموقع أنها كانت بيد اليهود قبل حرب عام 1948، وقد سقطت في الحرب بيد الجيش الأردني، والمستوطنة الثالثة في نفس التجمع الاستيطاني، ما يعني توسعا استيطانيا كبيرا في حال وصلت هذه المخططات إلى مراحل اقرارها من قبل الحكومة الاسرائيلية. من جهة أخرى هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة مرافق تعليمية للأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة قبل أقل من أسبوعين فقط على عودة الأطفال إلى المدرسة بعد انتهاء العطلة الصيفية، حسبما أفاد المجلس النرويجي للاجئين.

وأضاف المجلس في بيان أن المرافق التي هدمت تشمل «روضة الأطفال الوحيدة للمجتمع البدوي في جبل البابا التي دمرت في الساعات الأولى من يوم 21 أغسطس، بالإضافة إلى مدرسة ابتدائية في جبة الذيب تم هدمها في ليلة 22 أغسطس. كما قامت السلطات الإسرائيلية أيضا بتفكيك ومصادرة الألواح الشمسية -وهي المصدر الوحيد للطاقة- في المدرسة الابتدائية في أبو نوار».

واستطرد البيان: «كما تعرضت المدرسة ذاتها للهجوم مرتين في العام الماضي، حيث تم هدم أجزاء منها ومصادرة معداتها. وأدى ذلك إلى أخذ طلاب الصف الثالث حصصهم الدراسية في صالون الحلاقة المحلي لأنه تم منع المجتمع من بناء مرافق التعليم الأساسية». ونقل البيان عن مدير السياسات في المجلس النرويجي للاجئين، إيتاي إبشتين، الذي زار جبة الذيب أمس الأول، قوله: «كان من الصعب أن نرى الأطفال ومعلميهم يحضرون ليومهم الأول من المدرسة تحت أشعة الشمس الحارقة، دون أن يجدوا غرفا صفية أو أي مكان يلجؤون إليه، بينما يستمر العمل مباشرة في توسيع المستوطنات غير القانونية في المنطقة المجاورة دون انقطاع». وأوضح بيان المجلس النرويجي للاجئين أن آخر موجة من عمليات هدم المدارس والمصادرة في الضفة الغربية تشكل «جزءاً من هجوم أوسع على التعليم في فلسطين»، مشيرا إلى أنه في الوقت الراهن، هناك 55 مدرسة في الضفة الغربية مهددة بالهدم و«وقف العمل» من قبل سلطات الاحتلال، والعديد منها يتم تمويلها من قبل المانحين، بما في ذلك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وأوضح المجلس أن الاحتلال الإسرائيلي يرفض غالبية طلبات التصاريح الفلسطينية في المنطقة «ج»، ما يضطر الفلسطينيين إلى إعادة البناء والتطوير بدون تصاريح، «في حين تستمر المستوطنات الإسرائيلية في التوسع».

وأحصى المجلس 24 حالة هجوم مباشر على المدارس الفلسطينية في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، بما في ذلك حوادث أطلقت فيها قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية على الطلبة وهم في طريقهم إلى المدرسة أو منها. وأضاف أنه في العام الماضي، هدمت أو صودرت أربع منشآت تعليمية تعود للمجتمعات المحلية، وتم توثيق 256 انتهاكا يتعلق بالتعليم في الضفة الغربية، مما أثر على أكثر من 29000 طالب. من جهته قال مدير المجلس النرويجي اللاجئين في فلسطين، هانيبال أبي وركو: «فقط عندما يعود الأطفال الفلسطينيون إلى الفصل الدراسي، يكتشفون أن مدارسهم تتعرض للتدمير»، وتساءل: «ما التهديدات التي تشكلها هذه المدارس على السلطات الإسرائيلية؟ ما الذي يخططون لتحقيقه من خلال حرمان آلاف الأطفال من حقهم الأساسي في التعليم؟».

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، منذ عام 2011، هدد بحجب التصاريح والتمويل للمدارس التي لا تطبق المناهج الإسرائيلية، والتي أزيلت فيها الإشارة إلى الهوية والثقافة الفلسطينية والاحتلال والمستوطنات الإسرائيلية وغيرها من جوانب التاريخ الفلسطيني.