1093026
1093026
العرب والعالم

الأمم المتحدة تدعو لهدنات في الرقة لتمكين المدنيين من الفرار

24 أغسطس 2017
24 أغسطس 2017

الجيش السوري يطوق «داعش» في البادية -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

دعت الأمم المتحدة أمس الى هدنات في القتال ضد تنظيم (داعش) في مدينة الرقة السورية لإفساح المجال للمدنيين للخروج منها هربا من المعارك الطاحنة.

وصرح يان ايغلاند رئيس بعثة الشؤون الانسانية الدولية في سوريا، للصحفيين في جنيف «الان هو الوقت المناسب للتفكير في الاحتمالات والهدنات او غيرها من الامور التي يمكن ان تسهل فرار المدنيين».

وذكرت منظمة العفو الدولية ان سكان الرقة يواجهون حالة من «التيه القاتل» بسبب تعرضهم لإطلاق النار من جميع الجهات، مع استمرار ارتفاع عدد قتلى الضربات الجوية التي يشنها التحالف وقصف قوات سوريا الديمقراطية.

وقال ايغلاند ان اية هدنة انسانية لن تشمل بالطبع تنظيم داعش الذي يفعل «كل ما بوسعه لاستخدام المدنيين دروعا بشرية». وأضاف «لقد دعت الامم المتحدة جميع منظمات الإغاثة والمنظمات الانسانية الى ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لتمكين السكان من الفرار من الرقة». وقال ايغلاند «لا يمكن تعريض الأشخاص الذين يتمكنون من الخروج للقتل بالغارات الجوية». وأضاف ايغلاند «لا استطيع أن اتخيل مكانا أسوأ من ذلك المكان على وجه الارض الان».

في السياق، قالت دوناتيلا روفيرا، كبيرة المستشارين لمواجهة الأزمات في منظمة العفو الدولية، في بيان «مع اشتداد المعركة للاستيلاء على الرقة من (داعش)، يحاصَر آلاف المدنيين وسط حالة من التيه القاتل، حيث تنهال عليهم القذائف من جميع الجهات».

وأضافت روفيرا «يتعين على قوات سوريا الديمقراطية وقوات الولايات المتحدة، التي تعرف أن (داعش) يستخدم المدنيين كدروع بشرية، مضاعفة جهودها لحماية المدنيين»، مشددة على ضرورة «تجنب الهجمات غير المتناسبة والقصف العشوائي، وفتح طرق آمنة لهم للابتعاد عن نيران القصف».

وانتقدت منظمة العفو الدولية اساليب التحقيق التي يعتمدها التحالف الدولي حول سقوط الضحايا المدنيين، مشيرة الى ان تحقيقاته لا تتضمن زيارات ميدانية او مقابلات مع شهود.

وأوضحت ان «الاعتماد على منهجية محدودة تؤدي بالتحالف الى اعتبار تقارير كثيرة فاقدة للمصداقية او غير حاسمة»، ما يدفعه الى القول ان المدنيين لا يمثلون «سوى 0,31 في المائة» من قتلى غاراته.

ووثقت منظمة العفو الدولية مقتل 12 شخصا على الاقل بينهم طفل نتيجة عشرات القذائف التي استهدفت منطقة سكنية في حي الدرعية غرب المدينة.

ونقلت عن شاهد قوله «كانت القذائف تنهال على البيوت، واحداً تلو الآخر. كان الوضع لا يوصف، بدا كأنه نهاية العالم». ودعت منظمة العفو الدولية الى وضع آلية تحقيق مستقلة وحيادية للتدقيق في التقارير حول القتلى المدنيين. ونقلت منظمة العفو الدولية عن محمود، احد سكان منطقة الدرعية الذين تمكنوا من الفرار، «كان الوضع رهيباً... لم يسمح لنا داعش بالمغادرة. ولم يكن لدينا طعام، ولا كهرباء، وكان القناصون يحاصروننا».

وخلصت دوناتيلا روفيرا «يواجه المحاصرون في الرقة وحشية مروعة على أيدي (داعش)، وليس ثمة شك في ذلك»، مضيفة «لكن الانتهاكات التي يقترفها تنظيم (داعش) لا تقلل من الالتزامات القانونية الدولية لأطراف القتال الأخرى في أن تحمي المدنيين».

وسقط قتلى مدنيون أمس ، جراء تجدد القصف الذي شنه طيران التحالف الأمريكي ضد تنظيم (داعش) في ريف دير الزور الشرقي. ونقلت وكالة (سانا) عن مصادر أهلية قولها ان « طيران التحالف شن غارات جوية على الأحياء السكنية في مدينة الميادين بالريف الشرقي ما تسبب بمقتل 7 مدنيين معظمهم نساء وأطفال من عائلة واحدة». وأشارت المصادر إلى أن «عدد ضحايا العدوان مرشح للازدياد لوجود مصابين تحت الأنقاض نتيجة الدمار الكبير». وبعثت وزارة الخارجية السورية، رسالتين إلى مجلس الأمن دعته فيهما لوقف قصف التحالف الدولي، مؤكدة أن طيرانه يستهدف مدنيين سوريين ويدمر البنية التحتية، وينتهك بذلك ميثاق الأمم المتحدة.

ميدانيا، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان «المعارض» قيام الجيش السوري وحلفائه أمس بتطويق تنظيم (داعش) بشكل كامل في البادية السورية وسط البلاد تمهيدا للبدء بالمعركة من اجل طرده منها.

وتمكن الجيش بذلك من قطع خطوط امداد التنظيم. وسيقوم بطرد المتطرفين من هذه المناطق قبل ان يطلق معركته المصيرية في دير الزور (شرق)، التي تشكل القسم الاخير من هذه المنطقة الصحراوية وآخر محافظة تخضع لسيطرة التنظيم.

وذكر المرصد «أن قوات الجيش السوري تمكنت من تحقيق تقدم استراتيجي لتفرض حصارها الأكبر على تنظيم داعش في البادية وبخاصة في محافظة حمص.

ويرى خبراء ان الجيش عليه طرد التنظيم بشكل كامل من وسط الصحراء قبل ان يشن معركة دير الزور وإلا فإن قواته ستكون مكشوفة. وأشار الخبير في الجغرافيا والشؤون السورية فابريس بالانش الى انه في حال تمكن الجيش من طرد التنظيم بشكل كامل من هذا القطاع فإنه سيكون قد سيطر على أكثر من نصف مساحة الأراضي السورية.

وبموازاة معارك البادية، يخوض الجيش السوري عملية عسكرية ضد التنظيم المتطرف في ريف الرقة الجنوبي، وهي عملية منفصلة عن حملة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة امريكيا لطرد المتطرفين من مدينة الرقة، معقلهم الأبرز في سوريا. ويهدف الجيش السوري من خلال عملياته هذه الى استعادة محافظة دير الزور من المتطرفين عبر ثلاثة محاور: جنوب محافظة الرقة، والبادية جنوبا، فضلا عن المنطقة الحدودية من الجهة الجنوبية الغربية.

وأفاد مصدر عسكري لـ (عمان) أن الجيش السوري وحلفاءه يحكمون سيطرتهم على «جبل الضاحك» و «خربة الطلاع» و«وادي أبو قلة» في ريف حمص الشمالي الشرقي ويوقعون قتلى وجرحى في صفوف تنظيم داعش وباتت المساحة التي يسيطرون عليها تقدر بحوالي 2000 كم، والتقائهم بالقوات المتواجدة شمال مدينة السخنة، كما بسط الجيش السوري والحلفاء سيطرتهم الكاملة على بلدة جنى العلباوي والتلال المحيطة بها بريف حماة الشرقي، على النقطتين 7و9 على محور خط البترول جنوب شرق قرية عقارب بريف السلمية الشرقي.

واستهدف سلاحا الجو السوري والروسي مقرات وتجمعات داعش في كل من كازية الايمان - المجبل - مدرسة السواقة - محيط البانوراما - محيط تل البروك - غرب جامعة الجزيرة وقرى عياش والخريطة والبغيلية، ودمرت مقرات ومواقع محصنة للتنظيم الإرهابي في حويجة صكر وعين بوجمعة وحي العمال في دير الزور .

وجرت اشتباكات عنيفة على جبهة «البحوث العلمية» غرب حلب وسط قصف مدفعي وصاروخي يستهدف تجمعات المسلحين . وفي شأن آخر، يتواصل ممثلو القوات الروسية والأمريكية، ما بين 10و12 مرة في اليوم، عن طريق خط هاتفي ساخن لمنع وقوع حوادث في أجواء سوريا، حسبما ذكرت وكالة رويترز نقلا عن مسؤولين أمريكيين لم تسمهم.

وشدد المسؤولون على أن هذه الاتصالات تساعد الولايات المتحدة وروسيا على تفريق طائراتهما في سماء سوريا وتمنع حوادث محتملة بينها.

علاوة على ذلك، تواصل موسكو وواشنطن اتصالاتهما المنتظمة في الشأن العسكري بخصوص سوريا..ونقلت الوكالة، عن مصادرها، أن هذه الاتصالات لم تتوقف أبدا طوال الأشهر الأربعة الأخيرة التي أعقبت الهجوم الصاروخي الذي شنّه الأمريكيون على القاعدة الجوية السورية في مطار الشعيرات بمحافظة حمص.