1092160
1092160
الرئيسية

الاستعداد لإطلاق المرحلة «2» من الحملة الوطنية للتحصين ضد الحصبة

23 أغسطس 2017
23 أغسطس 2017

تستهدف مليوناً و660 ألفا من المواطنين والمقيمين -

السعيدي: 57% من الأدوية الأكثر استخداما بدول المجلس أرخص بالسلطنة -

كتب – عامر بن عبدالله الأنصاري

أكد معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة أن الوزارة وبالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية مستعدة لإطلاق الحملة الوطنية للتحصين ضد الحصبة في مرحلتها الثانية والتي تشمل كافة محافظات السلطنة باستثناء محافظتي ظفار والوسطى اللتين انتهتا من حملة التطعيم في المرحلة الاولى، وقال معاليه: «مليون و 660 ألف شخص على مستوى السلطنة من مواطنين ووافدين تستهدفهم الحملة الوطنية للتحصين ضد الحصبة».

جاء ذلك في اجتماع اقامته وزارة الصحة لمناقشة الاستعدادات للحملة الوطنية للتحصين ضد الحصبة والتي ستطلقها خلال الفترة ما بين العاشر وإلى السادس عشر من سبتمبر 2017.

 

وقال معاليه: «مع الأسف تفشى مرض الحصبة في بعض محافظات السلطنة خلال السنتين الماضيتين، وقامت الوزارة بدراسة الوضع في السلطنة، وبينت الدراسة أن هناك فجوة فعلا في التطعيم في الفئة العمرية ما بين 20 إلى 35 سنة، وبناءً على التنسيق مع منظمة الصحة العالمية والجهات الاخرى قررت السلطنة القيام بحملة وطنية لتطعيم هذه الفئة العمرية، وقد انتهينا ولله الحمد وبكل نجاح من الحملة في محافظتي ظفار والوسطى».

وحول الاجتماع قال معاليه: «الاجتماع جاء للتأكيد على استعداد السلطنة، ولا اقصد فقط وزارة الصحة وإنما كل القطاعات، للقيام بحملة وطنية موسعة تغطي بقية محافظات السلطنة والتي ستبدأ بإذن الله في العاشر من الشهر المقبل، كما أن الجهود والتنسيق بين كافة الجهات أتت بنتائج ممتازة جدا في محافظتي ظفار والوسطى، ونؤكد على استمرارية هذه الجهود بين مختلف القطاعات وبشكل مكثف، كما نؤكد على أن الحملة لا تشمل المؤسسات الصحية الحكومية بل كافة المؤسسات الصحية ومنها الخاصة».

واسترسل بقوله: «ذكرت في مناسبات سابقة أنه ومع الأسف مرض الحصبة، رغم خطورته القليلة على البالغين، يشكل خطورة كبيرة على الاطفال، والخطورة الاخرى تتمثل في كون مرض الحصبة يُلغي كل التطعيمات السابقة ضد غيرها من الامراض، لذا كان من الأهمية بمكان القيام بهذه الحملة، كما تجب الإشارة إلى أن الحملات الوطنية ضد الحصبة لا تشمل السلطنة فقط، وإنما العديد من دول العالم قامت بحملات ضد مرض الحصبة، كما أود التنويه والتأكيد أن الوافدين المقيمين على أرض السلطنة يُقدم لهم التطعيم مجانا سواء أكان في المؤسسات الحكومية أو القطاع الخاص، أي أن التطعيم المجاني لا يشمل المواطنين فقط إنما كافة المقيمين على أرض السلطنة».

وتابع: «عدد الحالات التي تم تسجيلها في السلطنة إلى هذا اليوم منذ بداية العام الحالي لم تتجاوز 77 حالة وفي العام المنصرم 111 حالة، وهو ما أدى إلى اكتشاف فجوة في التطعيم بهذه الفئة العمرية، والمعروف عن مرض الحصبة أنه من أكثر الأمراض سرعة في العدوى، لذلك إن وجدت اعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين ليسوا محصنين، فإن احتمالية انتقال العدوى لهم من شخص مصاب وارد بشكل كبير».

وحول التحصين أشار معاليه إلى أن الفئة العمرية المستهدفة من المحتمل أن يكون جزءا منهم قد تم تطعيمه مسبقا في أيام الدراسة، مؤكدا أن هذا الامر لا يتعارض مع أخذ التطعيم الآن، وهذا الأمر لا يُشكل خطورة، كما أن الكثير من الدول تقوم بحملة التطعيم ضد الحصبة كل 10 سنوات، نافيا معاليه المزاعم القائلة بأن التطعيم السابق دون فعالية، قائلا: «التطعيم ضد الحصبة أثبت فعاليته منذ عقود، ويجب على كافة الوسائل دحض مثل هذه الشائعات، كما أن المنظمات الدولية الصحية توصي بإعادة التطعيم ضد الحصبة بين كل عدة سنوات، كما أن المناعة ضد الحصبة تأتي على شاكلتين، إما الاصابة بالمرض سابقا أو بالتحصين، أي أن المناعة ضد الحصبة من المؤكد أنها موجودة لدى كثير من الفئة العمرية المستهدفة، ولكن التطعيم زيادة في الخير».

واختتم معاليه قائلا: «لا ننسى أن نوجه شكرنا لكافة وسائل الاعلام بما فيهم رواد وسائل التواصل الاجتماعي، لمساهمتهم في التوعية والترويج لهذه الحملة الوطنية المهمة والتي تضمن سلامة كافة المقيمين على أرض السلطنة».

حضر الاجتماع سعادة السيد سلطان بن يعرب البوسعيدي مستشار وزارة الصحة للشؤون الصحية، وسعادة الدكتور علي بن طالب الهنائي وكيل وزارة الصحة لشؤون التخطيط وعدد من مديري العموم والمسؤولين.

استئصال الحصبة

وبدوره قدم الدكتور سيف العبري المدير العام للمديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة عرضا أشار خلاله إلى أن الحملة الوطنية تأتي ضمن حملات دولية لاستئصال مرض الحصبة بدأت في عام 2010، وذلك بعد حملات التطعيم الهادف إلى الحد من انتشار العدوى والحد من الوفيات بسبب المرض، مشيرا الى أن مرض الحصبة من أشد الامراض قوة من ناحية العدوى، حيث يمكن للمريض الواحد نقل المرض إلى 18 شخصا.

مؤكدا بأن في سنة من السنوات ارتفع عدد الوفيات بسبب الحصبة إلى نصف مليون وفاة، وفي عام 2010 انخفضت الاعداد إلى 140 ألف وفاة وذلك بسبب مساعي التحصين.

وقد أشار الى أن معظم مرضى الحصبة لهم علاقة بالسفر، ووفقا للاحصائيات فإن من أكثر دول العالم انتشارا للحصبة هي دول للسلطنة علاقات كبيرة معها وعلى رأسها الهند، وباكستان، واندونيسيا، وتايلند، موضحا أن من الجهود المبذولة معرفة نوع الحصبة للمريض المقيم بالسلطنة لمعرفة البلد الذي أتى منه المرض، قائلا: «في عام 2015 كان لدى العمانيين المصابين بالحصبة نوعان منها الأول D8 ومصدره من اندونيسيا و الثاني D9».

كما تحدث الدكتور عن تاريخ بداية اجراء التحصينات ضد الحصبة بالسلطنة، مشيرا إلى أنها بدأت في عام 1994، ووصلت السلطنة في عام 2003 إلى انجاز كبير تمثل بخلو السلطنة من المرض نهائيا، وقبلها عام 2002 تم تسجيل 4 حالات فقط.

ومما اشار إليه الدكتور العبري أن جهود وزارة الصحة كبيرة في سبيل التغلب على المرض، حتى قبل اطلاق الحملة، تقوم الوزارة برصد أي حالات حمى مصحوبة بطفح جلدي للتأكد من خلو المريض من الحصبة، وقد يستمر الرصد حوالي شهرين، وفي العام الحالي تم رصد 198 حالة مشتبها بها، والتأكد من وجود 18 حالة من بينها مصابة بالحصبة.

خطة العمل

كما قدم بدر الرواحي رئيس قسم التحصين والامراض المشمولة بالتحصين عرضا بعنوان «الخطة للحملة الوطنية للتحصين ضد مرض الحصبة المرحلة الثانية»، وذكر خلال العرض أهمية وضع خطة العمل، والمتمثلة في ضمان الاستعداد والجاهزية قبل تنفيذ الحملة، وتحديد الإجراءات اللازمة والاشخاص المسؤولين عن التنفيذ، وتتبع التقدم المحرز في سير العمل بمستوياته المختلفة، وتسهيل الإشراف ومراقبة الأنشطة الخاصة بالحملة، وتسهيل التقييم المستمر وتذليل جميع المعوقات التي تواجه الفريق.

كما أشار إلى المرحلة النهائية للحملة «ما بعد الحملة»، مؤكدا أنه وفي ختام الحملة ستعمل الوزارة على إعداد التقرير النهائي للحملة لكل محافظة على حدة وذلك حسب النموذج المعد من قبل المديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض، إضافة إلى إعداد التقرير النهائي للحملة على المستوى الوطني من قبل المديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض، كذلك اجراء تقييم شامل للحملة لتحديد التحديات والصعوبات والدروس المستفادة، وأخيرا عمل مسح لنسب التغطية وذلك من أجل ضمان جودة ودقة البيانات المقدمة.

الاستعدادات الفنية

ومن جانبه قدم خالد الفارسي رئيس قسم اللقاح والأمصال بالمديرية العامة للتمويل الطبي عرضا حول الاستعدادات الفنية للحملة، متناولا الجوانب المتعددة منها النظافة والبرودة التي تحفظ سلامة الأمصال، وطريقة التعامل مع الأمصال قبل حقنها للمقيمين والمواطنين، مشيرا إلى أن وزارة الصحة وفرت أجهزة خاصة بقياس درجات الحرارة لضمان سلامة اللقاح خلال نقله للمحافظات والقرى التي يصعب الوصول إليها.

مشيرا إلى تعاون الوزارة مع سلاح الجو السلطاني في نقل الامصال إلى محافظة مسندم.

النقاش

وخلال الاجتماع تم فتح باب النقاش، ومن الموضوعات التي تطرق لها الحضور قصر الفترة الزمنية للحملة حيث ان بعض المؤسسات قد تمنح موظفيها اجازة خلال فترة الحملة، وتمت الاجابة على هذا التساؤل بأن على مديريات الصحة التنسيق لمتابعة أوضاع مثل هذه الحالات، وتلقيهم للتطعيم بعد رجوعهم إلى العمل أو أرض السلطنة بالنسبة للمسافرين، وتم التطرق كذلك إلى موضوع المتطوعين مع الوزارة في تنفيذ الحملة ومقترح تفريغهم من مؤسساتهم إلى حين الانتهاء من الحملة، وتم الرد على ذلك بأولوية العمل في المؤسسات، إلى جانب ذلك تطرق أحد الحضور إلى استغلال منابر خطب الجمعة وتقديم خطبة توعوية تحث على التوجه إلى التطعيم من المنظور الديني، وتم الرد على ذلك بوجود طلبات وتنسيق مع الجهات المختصة بهذا الجانب.