1092148
1092148
العرب والعالم

مقتل وإصابة العشرات في غارات بصنعاء

23 أغسطس 2017
23 أغسطس 2017

تصعيد بين «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي العام» -

صنعاء-«عمان»- جمال مجاهد - وكالات -

أفادت محطة المسيرة التابعة «لأنصار الله» في اليمن ومسعف محلي إن 35 شخصا على الأقل قتلوا في قصف جوي أصاب فندقا صغيرا قرب نقطة تفتيش يسيطر عليها «أنصار الله» شمال العاصمة اليمنية صنعاء أمس الأربعاء، وحملا قوات التحالف الذي تقوده السعودية مسؤولية الهجوم.

وقال شاهد عيان: إن سقف الفندق انهار وتدلت جثتان على الأقل من المبنى الواقع بمنطقة أرحب التي تبعد حوالي 20 كيلومترا عن صنعاء.

وقالت المحطة: إن 41 «شهيدا» على الأقل قتلوا في الهجوم. ولم تشر بشكل مباشر إلى ما إذا كانوا مدنيين أو عسكريين.

وقال متحدث باسم التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، إن التحالف يجمع معلومات بشأن الواقعة. ولم يذكر مزيدا من التفاصيل.

وذكر عامل إغاثة في المنطقة أن الغارة استهدفت الفندق الذي كان به نحو 100 نزيل.

وقال: إن المسعفين عثروا على 35 جثة وعلى أشلاء. وأضاف «كان هناك قرابة 13 مصابا وبقية الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض».

وبحث رجال الإنقاذ وسط أنقاض الفندق في حين نقل آخرون جثة ملفوفة في بطانية إلى سيارة فان بيضاء.

وقال المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي عندما سئل عن الضربات «على التحالف أن ينتهي من المراجعة بعد العمل. سنجمع كل معلوماتنا خلال العملية».

كما ذكرت وكالة الأنباء «سبأ» الموالية «لأنصار الله» ان اكثر من 71 مدنيا قتلوا وأصيبوا في الغارات الى جانب أرحب، مديرية سنحان ومديرية بني حشيش في محيط العاصمة.

وأعربت شابيا مانتو المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلق المفوضية من أحداث أمس، مؤكدة ان النزاع في اليمن تكثف في 2017 وان المدنيين اكثر من يدفع ثمن ذلك.

ويقاتل «أنصار الله» الذين يسيطرون على صنعاء وشمال اليمن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمدعومة من التحالف العسكري بقيادة السعودية في حرب أودت بحياة ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص وتسببت في كارثة إنسانية.

وكان مسؤول كبير بالأمم المتحدة ندد هذا الشهر بتقارير وردت في الآونة الأخيرة عن وقوع ضربات جوية في اليمن منها على منزل يحوي أطفالا قائلا إنها أظهرت «استخفافا» بسلامة المدنيين. ونفى التحالف استهداف المنزل بعدما قال مسؤول صحي إن تسعة مدنيين قتلوا في الضربة الجوية.

وتقدم الولايات المتحدة وبريطانيا الأسلحة والدعم اللوجستي للتحالف في حملته. وأثارت هذه القضية جدلا في بريطانيا بسبب أثرها على المدنيين. وبالإضافة إلى ضرب الأهداف العسكرية أصابت الضربات الجوية أيضا مستشفيات وبنية أساسية ومنشآت خاصة بالموانئ مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

وجاء في تقرير لوكالات إغاثة دولية الأسبوع الماضي أن اليمن شهد ضربات جوية في النصف الأول من هذا العام أكثر مما شهده في 2016 بأكمله مما زاد عدد القتلى المدنيين وأجبر مزيدا من الأشخاص على الفرار من منازلهم.

إلى ذلك أعلنت وزارة الصحة العامة والسكان «في حكومة الإنقاذ الوطني غير المعترف بها دولياً» رفع الجاهزية الكاملة في كافة المستشفيات والمراكز الصحية بما في ذلك أقسام الطوارئ، تزامناً مع التوتّر المتصاعد بين جماعة «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، على خلفية تنظيم المؤتمر لحشد جماهيري غير مسبوق في ميدان السبعين بصنعاء اليوم «الخميس» بمناسبة الذكرى الـ 35 لتأسيسه.

ووجّه وكيل الوزارة لقطاع الطب العلاجي الدكتور ناصر بن يحيى العرجلي مديري عموم مكاتب الصحة ورؤساء هيئات المستشفيات العامة ومديري عموم المستشفيات العامة والخاصة برفع الجاهزية الكاملة خلال مهرجان المؤتمر الذي يقام بالتزامن مع دعوة رئيس «اللجنة الثورية العليا» التابعة لجماعة «أنصار الله» محمد علي الحوثي إلى حشد المقاتلين في مخيّمات اعتصام وتجمّعات مسلّحة في مداخل العاصمة صنعاء للتوجّه إلى الجبهات في نفس يوم إقامة المهرجان الذي اعتبرته الجماعة موجّهاً ضدّها.

وطلب العرجلي رفع تقارير يومية أوّلاً بأوّل عبر غرفة العمليات المركزية بوزارة الصحة.

وفي تصعيد جديد ضد صالح أصدرت «اللجان الشعبية» التابعة لجماعة «أنصار الله» بياناً ردّاً على وصف صالح لها بالميليشيات في اجتماع مع قادة حزبه. ووصفت اللجان نفسها بـ «قوة شعبية وطنية في طليعة المعركة التاريخية إلى جانب الجيش في مواجهة عدوان هو الأخطر على اليمن، فتأتي الطعنة من الظهر بأن توصف بأنها ميليشيا فذلك هو الغدر بعينه».

وقالت «إن كرامة رفاقنا الشهداء والجرحى تأبى لنا أن نسكت على ضيم أو ننام على حيف، إن ما قاله تجاوز لخط أحمر ما كان له أن يقع فيما وقع إلا متربّصاً شرّاً، وعليه تحمّل ما قال والبادئ أظلم».

كما اعتبر الناطق الرسمي باسم «أنصار الله» محمد عبد السلام في بيان أن «الإشارة إلى الميليشيات لم يكن مفاجئاً، بقدر ما كشف حقيقة أن التشويه بحق أنصار الله هو نتاج توجيهات مباشرة تصل من غرف عمليات التحالف، يندرج ضمن توزيع الأدوار فقط».

واتّهم عبد السلام، صالح بأن وقوفه ضد الشراكة خيار وقرار، وليس نتاج إشكالية قانونية أو دستورية. وتوعّد القيادي في «أنصار الله» بـ «عواقب وخيمة ، حسب تعبيره، ستلحق بأصحاب المشاريع التي تشغل الشعب عن معركته الوطنية التحرّرية، وليس شيئاً يفيد المرتبطين بأجهزة مخابرات دول التحالف» ، حسب تعبيره .

وكان صالح اتّهم محمد علي الحوثي بمحاولة تفجير الأوضاع عسكرياً، ومنع أنصاره من دخول صنعاء للمشاركة في مهرجان ذكرى تأسيس المؤتمر، كما أعلن استعداده للانسحاب من «حكومة الإنقاذ الوطني» المشكّلة بالمناصفة بين الطرفين. كما اتّهم صالح مشرفي «أنصار الله» و«اللجنة الثورية العليا» بتعطيل عمل «المجلس السياسي الأعلى» والحكومة والوزراء والمحافظين والاستيلاء على الإيرادات المالية للدولة في الوقت الذي لم يتلقّ الموظّفون مرتّباتهم منذ 10 أشهر.