1089558
1089558
مرايا

يقدمها بطابع النقوش الإسلامية والخط العربي - زكريا الشيزاوي يبدع في الحفـر على الأخشاب

23 أغسطس 2017
23 أغسطس 2017

حوار وتصوير-عبدالله بن محمد المعمري -

حينما يمتزج الإبداع بروح الشباب، وتتلقفه يد ماهرة تحب صنعتها، يكون للإنتاجية تفرد منغمس بجمالية الموهبة، هذا ما نستطيع أن نقوله عن الشاب الفنان في عالم صناعة الخشبيات زكريا بن جمال الشيزاوي، والذي زرناه في ورشة العمل وهو ينتج أحد تحفه الفنية في مجال الزخرفة الإسلامية وتجسيد الخط العربي بالخشب، لتخرج «مرايا» بحوار يكشف بعضا من تفاصيل هذا الشاب في موهبته.

زكريا الشيزاوي خطا خطوات في مجال الصناعات الحرفية وتحديدا «الخشبيات» على خطى والده (جمال بن محمد الشيزاوي أحد الحرفيين المهرة في الصناعات الخشبية بولاية صحار)، حيث اكتسب منه زكريا المهارة والإتقان، واستمد منه بعضا من تفاصيل أنواع الأخشاب وتقطيعها ونحتها، وغيرها من المهارات الأخرى، لتكون بدايته في هذا المجال منذ مرحلة الدراسة وتحديدا في المرحلة الثانية، التي أكدها زكريا بأنها كانت عام 2006م، أي بما يزيد على 11 عاما من الآن.

ويوضح قائلا: أن تعيش في بيئة تتناغم فيها أصوات تقطيع الخشب مع رائحة صنفرته ونشارة الخشب، ومع وجود رغبة في داخلك تدفعك لتعلم هذه الصناعة، فإن ذلك بلا شك يجعلك تدخل عالم الموهبة الذي تحبه بكل سهولة، يرافقه العديد من التعلم والتدريب، فهو عالم واسع.

طور زكريا الشيزاوي مهاراته وتخصص في مجال الزخرفة الإسلامية والخط العربي بالخشبيات بعد مثابرة كما ذكرنا امتدت على مدى إحدى عشرة سنة، مقرونة بالبحث والنقد من قبل الأصدقاء والناس ممن تابعوا أعماله التي يعتبرها قطعا فنية مقدمة بأسلوب حرفي جميل، حيث يعمل الشيزاوي على إنتاج أعماله من الفنون الخشبية في ورشة والده، والتي بها كافة ما يحتاج إليه من أدوات وأخشاب ومواد أخرى.

الزخرفة والخط

وعن الفن الخشبي في الزخرفة الإسلامية والخط العربي يقول زكريا عنه بأنه فن يعتمد على أساسيات منها النقوش والزخارف الإسلامية التي تمثل مدرسة فنية في حد ذاتها لتنوعها، وأيضا تعدد تقاسيمها، ومن ثم دمج تلك النقوش في العمل الفني الخشبي الذي يمر بعدة مراحل من تقطيع الخشب وتجزئته وتركيبه وصنفرته وإضافة الألوان أو الدهان عليه، ليبرز بذلك العمل الفني بأدق تفاصيله.

وعلى ما يبدو بأن جمال الشيزاوي حينما اختار فن الزخرفة الإسلامية والخط العربي بالخشب لم يكن ذلك من فراغ، أو بمحض الصدفة، بل كان عن ميول ورغبة دون سواه من الفنون الخشبية الأخرى، ويقول عن ذلك: اخترت مجال الزخرفة الإسلامية والخط العربي بدافع الجمال الذي رأيته في هذا الفن، فالنقوش الإسلامية والخط العربي يتمتعان بالعراقة والجمال في عالمنا العربي والإسلامي، وتعبر عن هويتنا الإسلامية منذ قرون، كما أن توالد الأفكار في هذا الفن شيء أعشقه بكل تفاصيله الدقيقة، فالأفكار تنتج من الإلهام أو الحوار، يتبعه فكرة رئيسية للخروج بعمل فني جميل من صنع يدي.وعن أعماله في فن الخشبيات فإن زكريا يحاول أن يضع بصمته في عدد من المنتجات الحرفية الخشبية ومنها المناديس ذات الزخارف والنقوش الإسلامية، ولوحات بالخط العربي التي تحوي عددا من السور والآيات القرآنية وأبيات الشعر العربي القديم، وأيضا إطارات خشبية بزخارف ونقوش جميلة، وغيرها من المنتجات الخشبية التي تحظى بطلب متزايد من قبل من يزور معرض أعماله في ورشة والده في سوق القلعة للتجارة والحرف بولاية صحار، ومن أعماله التي يعتز بها هو (البارجيل) الذي يمثل برج الرياح والتهوية في البيوت قديما، حيث دمج الماضي وتراث الأجداد بفن النقش الإسلامي.

التسويق

كما يعمل الشيزاوي على الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في تسويق منتجاته وعرضها، حيث يصور أعماله ويعرضها للبيع هناك، أو يحدد موقعه لمن يسأل عن تلك المنتجات أو القدوم إليه لعقد صفقة إنتاج أحد تلك المنتجات.إن هذا الإبداع يصاحبه طموح متجدد، يتحدث عنه زكريا الشيزاوي ويقول: طموحي هو تسويق أعمالي الفنية، وأن تحظى منتجاتي بإعجاب الجميع، وأن أسوقها عالميا، إلى جانب المشاركات الخارجية في المعارض وغيرها، ذلك أن مشاركتي في مخيم النحاتين الدولي الذي أقيم بولاية صحار ساهم في تطوير أفكاري ورفع مستوى طموحاتي في المشاركات الدولية.