تمثل مصدر دخل للأسر - الشوع.. شجرة ذات فوائد كثيرة

الحمراء – عبدالله بن محمد العبري -

تعد أشجار الشوع من النباتات البرية المعمرة التي تنمو في بطون الاودية وسفوح الجبال وتتكاثر بصورة طبيعية وبصفة خاصة في جبال عمان وفي المساحات البرية الصحراوية القريبة من الجبال، وهي شجرة ذات أفرع مستقيمة قليلة التفرع يصل طولها من 2 إلى 8 أمتار، ولشجرة الشوع أوراق مركبة ولكنها قليلة جداً ووريقاتها صغيرة، وتطرح أشجار الشوع أزهارها التي تسمى محليا بولح الشوع ما بين شهري مارس وأبريل وتكون بكثافة أكبر خاصة في الموسم الجاف، وتستوي ثمار الشوع خلال شهري مايو ويونيو حيث تطرح قرونا طويلة، ويحتوي كل قرن على عدد من البذور في صف واحد، والبذرة تكون كبيرة تشبه إلى حد كبير حبة الفستق، خاصة إذا ارتوت بمياه الأمطار.

حول المزيد من المعلومات عن أشجار الشوع البرية وثمارها وفوائدها، يقول حمود بن مسيعيد الهطالي: منذ القدم والعماني يعتمد اعتمادا كليا على ما تنتجه الطبيعة من خيرات أشجارها ونباتاتها البرية، وشجرة الشوع واحدة من هذه الأشجار والتي يستخرج من ثمارها زيت نبات الشوع الذي وجدت له في هذا الوقت أهمية كبيرة.

جني الثمار

ويوضح قائلا: لقد اختلفت طريقة جني ثمار أشجار الشوع البرية بين الماضي والحاضر، حيث كنا في الماضي نحافظ على هذه الأشجار مراعاة لحاجتنا الماسة اليها في المردود المادي، كما كنا نجني الثمار بطريقة لا تتأثر أغصان الأشجار وأفرعها لأننا بحاجة اليها لتثمر في العام القادم فليس لنا مصدر دخل سوى ما تنتجه الطبيعة من خيرات، أما في وقتنا الحاضر فنجد العجب العجاب في طريقة جني ثمار الشوع ونستطيع أن نسميه (الحصاد الجائر) حيث يتم تكسير أفرع وأغصان الشجرة وطرحها أرضا ليتم أخذ الثمار غير مبالين ولا مراعين قدر وأهمية هذه الأشجار من ناحية الاستفادة المادية والحفاظ على جمال البيئة الطبيعية. وليس هناك من لم يدرك بأن مثل هذه الأشجار يتطلب نموها الى سنين طويلة، حيث كنا نجد أشجارا كبيرة تطرح ثمارا بكميات كبيرة وقد تم تكسيرها بالكامل، وبعضها لم يبق منها إلا أفرع قليلة وتقل معها كمية الثمار، لذلك لم نعد نعتمد على ثمار أشجار الشوع كما هو اعتمادنا في الماضي، والذي لم يكن على الثمار فقط، فشجرة الشوع لها فوائد كثيرة منها أن أزهارها تمتاز بالرائحة العطرية وشكلها الجميل، وتشكل مرعى لذباب نحل العسل، وبقايا قرون ثمارها أعلاف حيوانية، والاستظلال بظلها في الصحراء وفي المرتفعات الجبلية وغيرها من الفوائد.

استخراج الزيت

وأضاف: بعد حصاد الثمار من الأشجار على شكل قرون يتم استخراج البذور مباشرة قبل أن تجف والبذور بداخلها، حيث يتم تجفف البذور بعد ذلك بتعريضها لأشعة الشمس، وبعدها يقوم أصحاب الخبرة بإزالة القشرة من البذور واستخراج اللب، ومن ثم تتم عملية طحن اللب وعجنها تمهيدا لاستخراج الزيت، وهو ما يسمى محليا بعملية الصغاط، ويتم في مكان يطلق عليه المصغطة، وهو مكان متعارف عليه عبارة عن حجارة صلبة ملساء مائلة تحتوي على حفرة يتجمع بها زيت الشوع ويتم بعد ذلك وضعه في زجاجات مختلفة الحجم للاستخدام أو للبيع. ولزيت الشوع فوائد كثيرة منها أنه يستخدم في علاج آلام البطن وعلاج أمراض الأعصاب والجروح وغيرها من الفوائد.وقد شهدت أسعار زيت الشوع ارتفاعا كبيرا بسبب قلة ثمار الشوع نتيجة الحصاد الجائر، وعدد المشتغلين في عملية جني الثمار وأيضاً في عملية استخراج الزيت من البذور، وهذا الأمر يحتاج إلى اهتمام من قبل الجميع لنقل الخبرة للآخرين، وتدريب النساء على عملية استخراج الزيت لما يمثله من أهمية كبيرة للأسر لزيادة دخلها المادي، أو لفوائد الزيت الصحية.

وأضاف حمود الهطالي: يجب أن تكون هناك حملات توعية بأهمية الحفاظ على الأشجار البرية لأنها ثروة وطنية ولتستمر في عطاء خيراتها للأجيال القادمة.