مرايا

فواز بسومي: المونودراما تحد لأي ممثل لخطورة الوقوع بالتكرار وعدم القدرة على إقناع المشاهد

23 أغسطس 2017
23 أغسطس 2017

يمثل صوت الشعب -

حاورته - ضحى عبدالرؤوف المل -

على مسرح «بيت الفن» ميناء طرابلس قدم الممثل الفلسطيني «فواز بسومي» المسرحية المونودرامية «حكي قبور»، وهي من كتابة وإخراج المخرج «احمد العربي خميس» فأضحكنا ومسح دمعة عبرت على خد المشاهد، وما بين الضحكة والبكاء برزت قضية المخيمات والأوضاع الاجتماعية التي يعيشها الإنسان الفلسطيني وفق أبعاد الموت، وما ورائيات الأحداث التي تؤدي الى حياة أخرى، محملة بذكريات دنيا تؤدي الى الأسى، والى انتهاك حقوق الإنسان لنرى المعاناة الحقيقية، وهو يعيش على الأرض ويحيا في الماورائيات وحتى القبور التي يسكنها، برمزية وسوداوية ساخرة من الوضع الفلسطيني في المخيمات التي تكتظ بشعب هم أشبه بسكان البيت الواحد لالتصاق البيوت ببعضها ولمرارة الحي أو المخيم الواحد. 

واستطاع الفنان «فواز بسومي» لعب الأدوار المتعددة بمرونة وخفة حركية متمسكا بالتعبير الصوتي، وبصقل حركات الوجه التي استطاعت إبراز قوته الداخلية كفنان امسك بالمسرحية المونودرامية بأريحية خلاقة، لنعيش الحياة مع الأموات الذين تركوا غصة في النفس ودمعة قوية تحجرت تدحرجت من العيون في نهاية المسرحية. «ابو عيسى» حارس القبور اعادنا الى «الذاكرة الأزلية» وكتاب «مايكل نيوتن» وما بين المسرحية والكتاب فوارق الشعوب التي تئن من أوجاعها، وتصل الى القبور او الى المدفن الشبيه بالمخيم المحمل بحرقة الحروب والويلات والشتات، لتكون التجارب مع الأموات في حياتهم التي انسلخت عن المسرات والأفراح أشبه بكوميديا سوداء جارحة، أبقت على البؤس والشقاء مع ابوعيسى حارس القبور الذي اصيب بهلوسات وبات لجروحه كمنجات مونودرامية عزف عليها البسومي ببراعة رغم تعدد الشخصيات في المونودراما الموجوعة «حكي قبور».ومع الفنان والممثل «فواز بسومي» أجرينا هذا الحوار.

- فواز بسومي والمونودراما المتعددة الوجوه مهنة ام موهبة او تحدي؟

التمثيل هي موهبة يتم البناء عليها وتحسينها وتطويرها عبر تراكم الخبرات والتجارب، اما المونودراما فانا اعتبرها تحديا لأي ممثل لما فيها من خطورة الوقوع بالتكرار وعدم القدرة على اقناع المشاهد بتنويع الشخصيات.

- رأيت مسرحية حكي قبور واستطعت التأثير بالجمهور، أضحكته وأبكيته، إلى أي مدى انسجمت مع النص، وما الذي نقشته في ذاكرتك منه؟

حين أتبنى الشخصية لأمثلها أول ما افعله هو انني اعيش الشخصية من الناحية النفسية والاجتماعية والثقافية، وكل دور أمثله يترك عندي ذكرى خاصة، لكن أكثر ما حفر في ذاكرتي القيمة الفعلية للابن الذي يخلق لنا أحلاما وطموحات جديدة، وفقدانه فعلياً يكسر الظهر.

- أتقنت المونودراما وانفردت على المسرح حتى تاهت الشخصيات واستقرت في قبورها ضمن الواقع المبكي، هل من عمل جديد يحاكي القضية الفلسطينية؟

معظم أعمالنا نحن في «المسرح الوطني الفلسطيني» تحاكي قضايانا، إلا إننا دائما ما نعرج على قضايا الأمة العربية والتي نحن جزء منها ونعيش أوجاعها، لأن المثل يقول: اسأل مجرب، وبما اننا عشنا معظم حياتنا بين التشرد واللجوء نعرف المعنى الحقيقي لنتائج الحروب، ونحن بصدد عمل جماعي يتكلم عن الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين والعراقيين وما عاشوه من حروب وأزمات ولجوء، اسم العمل بـ «انتظار فرجو».

- من هو الممثل فواز بسومي، ومتى بدأت بالتمثيل، وماذا تنتظر لتنطلق في المسارح خارج لبنان؟

انا شخص عادي يعيش حياته كالآخرين واحس بمسؤولية تجاه كل القضايا العربية، إلا أنني امثل صوت الشعوب وليس الحكومات، بدأت التمثيل الحقيقي منذ اكثر من 15 سنة، وعندما كنت صغيرا كانت عندي بعض التجارب التي هي اقرب للمشاهد الكشفية.

اما موضوع الخروج من عنق الزجاجة التي انا فيها والخروج بالأعمال الى خارج لبنان، فعلينا ان نكون أدوات لبعض الأحزاب والتيارات السياسية لتوسيع فرصنا الا اننا نرفض ذلك، نحن بحاجة الآن لعلاقات جديدة مع أناس يؤمنون بما نحن قادرون على تقديمه.

- ماذا تقول للفنان الفلسطيني تحديدا؟ وما هو عتبك على الكاتب العربي؟

الفنان الفلسطيني أسير الأحزاب المتعددة، فقلما نجد فنان فلسطيني، هناك فنان حزبي، نحن موجودون لكن بدرامات متعددة غير الدراما الفلسطينية غير الموجودة أصلا. أما عتبي على الكاتب العربي بشكل عام استسهال عقول البشر والاقتباسات الكثيرة والمفضوحة المأخوذة من كتاب أجانب ونسبها لهم.

- أنت ضمن المسرح الوطني الفلسطيني؟

نعم نحن امتداد للمسرح الوطني الفلسطيني، لأن هناك الكثير من الفرق الفنية التي تنضوي تحت اسم المسرح الوطني الفلسطيني والتي هي بمعظمها موجودة داخل فلسطين.

- هل شاركت بأعمال مسرحية اخرى؟

نعم ، شاركت بالكثير من الاعمال الفنية الى ان قررت فعليا تكريس اكبر وقت من حياتي للمسرح.

- صرخة تنتظر ترجمتها ونريد سماعها منك في هذا الحوار، ما هي؟

لم اتعود التسول الا اننا فعلياً مهمشون او لعل الجغرافيا التي نحن فيها ظلمتنا، ووجود ممثل في مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان يبعده مسافات طويلة عن الساحة الفنية، ويحد من علاقاته بالوسط الفني من منتجين ومؤلفين وكتاب، نحن من الأخير نحفر في الصخر.