sharifa
sharifa
أعمدة

وتر: لن ننجح !

23 أغسطس 2017
23 أغسطس 2017

شريفة بنت علي التوبية -

لن ننجح وبيننا من يعتقد في المرأة نقصا، ويجد فيها كائنا ضعيفا، لن ننجح ولن نتقدم وبيننا من يصدمه نجاح المرأة وتفوقها ولا يدهشه إعجابا وفخرا، لن ننجح وبيننا من يقول لابنه الذكر (عار عليك أن تحصل أختك على نسبة عالية وتدخل الجامعة وأنت لا تدخلها وأنت رجال) وينسى أن نوع الجنس وأعضاء الجسد ليس لها علاقة بالنجاح أو الفشل، لن ننجح أبدا وبيننا من يخجل أن يذكر اسم أمه أو زوجته على الملأ لأن ذكر اسميهما يعد عيبا وعارا بالنسبة له، لن ننجح وبيننا من يرى المرأة بعين النقص رغم كل ما تقوم به ويعتقد في ذكورته تفوقا عليها، لن ننجح وهناك عيون ضيقة ترصد وجه المرأة ويد المرأة وحركتها وثوبها، وهناك من لا يزال يعتقد أن صوت المرأة عورة ووجهها عورة.

لن ننجح وبيننا من جعل من نفسه رقيبا على هذه المرأة وحسيبا لما تقول وما تفعل، لن ننجح وبيننا حتى الآن نساء يتخفين تحت أسماء رجالية مستعارة خشية الفتنة، لن ننجح وبيننا امرأة تصحب ابنها الصغير في تحركاتها كحارس للأخلاق والفضيلة، وكأن ما تحمله من أخلاق وفضيلة لا تكفي لحمايتها، لن ننجح وبيننا حتى الآن شعور جاهلي عميق «وإذا بشّر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم»، لن ننجح وبيننا ذكور لا يعرفون عن المرأة سوى مشروع علاقة عابرة، وهناك من يقيس رجولته بعدد النساء اللواتي استطاع خداعهن بحكاية حُب، لن ننجح وبيننا من لا يدرك حتى الآن أن الرجولة دور وسلوك قبل أن تكون ذكورة، وليس شرطا أن يكون كل ذكر رجلا ما دام قد تخلى عن أدوار الرجولة.

لن ننجح وبيننا آباء يمنحون الذكر من الحقوق والامتيازات ما لم يمنحونه للأنثى، لن ننجح وبيننا امرأة ترضى بالمذلة والخذلان وتتخلى عن أدوار القيادة لتكون تابعة منقادة لرجل لا يحمل من الرجولة سوى حروفها فقط؛ خشية من المجتمع، لن ننجح وبيننا امرأة تعاني قهرا اجتماعيا لأنها مطلقة أو عزباء أو أرملة، وأخرى ما زالت تقيس نجاحها في الحياة بوجود رجل يُعجب بها، لن ننجح وبيننا من يرى أن المرأة المؤثّرة والملهمة هي الخارجة عن إطار الحشمة والأخلاق، العارية من فكرة تزين عقلها، ولن ننجح وبيننا من ينسى أن كل رجل في هذه الحياة ليس سوى صناعة امرأة، وهذه المرأة هي أم حنون وزوجة محبة مخلصة.