1090820
1090820
عمان اليوم

ملتقى تربوي يناقش فلسفة التعليم في السلطنة بجامع السلطان قابوس الأكبر

22 أغسطس 2017
22 أغسطس 2017

جمع فئات المعاهد الإسلامية التربوية بكافة المحافظات -

كتبت-خالصة بنت عبدالله الشيبانية -

جمع الملتقى التربوي الثامن الذي نظمه مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم التابع لديوان البلاط السلطاني بجامع السلطان قابوس الأكبر ببوشر أمس، الفئات التربوية التابعة لها بمختلف محافظات السلطنة، لمناقشة مواضيع متعددة أبرزها، التعريف بوثيقة فلسفة التعليم في السلطنة، ونظام المؤشرات التربوية، والبوابة التعليمية، والقيادة التربوية والذكاء العاطفي، وتنمية مهارات تحسين الصوت في تلاوة القرآن الكريم، ودور الوظائف المساندة للتدريس في تحفيز الطلاب نحو التعلم، إضافة إلى مواضيع تتعلق ببناء الاختبارات التحصيلية وفق المواد الدراسية التي يدرسها الطالب، واستثارة دافعية الطلاب بطرق إبداعية جديدة، رعى افتتاح الملتقى سعادة حبيب بن محمد الريامي الأمين العام لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، الذي قال: إن الملتقى يأتي كحصاد سنوي لدراسة التحديات التي تواجه سير العملية التعليمية وتذليلها وتطويرها وفق المستجدات، وأكد أن مخرجات المعاهد الإسلامية التابعة للمركز على مستوى عال من التفوق ويحصلون على خياراتهم الأولى بمركز القبول الموحد نظرا لنسبهم العالية التي يحصلون عليها في نتائج دبلوم التعليم العام، وذلك للمتابعة المستمرة للطلبة وحرص مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم على تطوير العملية التعليمية بشكل سنوي، وهو فرصة للالتقاء بالهيئة التدريسية والتعرف عن قرب على المصاعب التي يواجهها التعليم بكافة المعاهد الإسلامية التابعة للمركز.

دراسة الواقع

من جهته قال الدكتور بدر بن هلال اليحمدي مدير إدارة الشؤون التعليمية والتدريبية بمركز السلطان قابوس للثقافة والعلوم: إن الملتقى هذا العام جاء تحت شعار «واقع وطموح» لدراسة نقاط القوة والضعف للواقع التربوي الذي نعيشه، وتحديد المسار ودراسة الخطة المستقبلية، وأكد على الأهداف الثابتة التي بني عليها الملتقى كل عام، والمتمثلة في اللقاء التشاوري والتعاوني بين أعضاء الأسرة التربوية في مختلف معاهد العلوم الإسلامية والمدارس القرآنية التابعة للمركز، وتجديد الخبرات والمعلومات التربوية لدى العاملين في القطاع التعليمي بالمركز، لمواكبة التطور الذي يحدث في الساحة التربوية المحلية والخارجية، ومناقشة المشكلات والعقبات التي تعترض العمل ووضع الحلول المناسبة للتغلب عليها، وقال إن جميع تلك الأهداف تتحقق من خلال أوراق العمل التي تطرح في الملتقى ويقدمها مدربون متخصصون من وزارة التربية والتعليم وجامعة السلطان قابوس ومجلس التعليم وكلية العلوم الشرعية ووزارة القوى العاملة «ممثلة في الكلية التقنية بشناص»، ومؤسسات علمية وتربوية أخرى.

وثيقة التعليم

ناقشت ورقة عمل «فلسفة التعليم في سلطنة عمان» التي قدمها المكرم الدكتور نبهان بن سيف اللمكي، عضو مجلس الدولة في لجنة التعليم والبحوث، أمس الأسس والمبادئ المتينة التي تنطلق منها وثيقة فلسفة التعليم في السلطنة، كدعائم راسخة لبناء الأجيال وإعدادهم للمستقبل، لتكون بناءها المترابط الذي تنطلق منه عمليات التطوير المستمرة لعناصر العملية التعليمية التعلمية، وأوضح خلال حلقة العمل ما تتميز به الوثيقة كقاعدة رصينة للنظام التعليمي في السلطنة، بطابع الشمول والتكامل والأصالة والمعاصرة والتجديد، متضمنة موجهات تحقيق النمو المتكامل للمتعلم روحيا ونفسيا وفكريا وخلقيا وجسمانيا واجتماعيا، إضافة إلى تعزيز المواطنة والهوية العمانية لديه، فضلا عن السعي لتعريف المعلمين بالتزاماتهم الدينية والاجتماعية والقانونية في علاقاتهم المتنوعة مع أنفسهم ومع الآخرين، وذلك بما يقدم لهم من تعليم عالي الجودة، متضمنا برامج تعليمية وأكاديمية ومسارات متنوعة للتعليم، تسهم في صقل مهارات المتعلم وكفاياته بما يتواكب ومتطلبات التنمية المستدامة.

مؤشرات

واستعرض الملتقى أمس نظام المؤشرات التربوية، قدمها الدكتور بدر بن حمود الخروصي مدير عام المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية بوزارة التربية والتعليم، وفيصل بن علي البوسعيدي، المدير العام المساعد للمديرية العامة لتقنية المعلومات للأنظمة والخدمات الرقمية بوزارة التربية والتعليم، تناولت الحلقة توظيف المؤشرات التربوية في تحليل الواقع وبناء الخطط المستقبلية، وتوظيف المؤشرات التربوية الذكية في التقييم الذاتي لنظم التعليم وتحديد أولويات التطوير، وتوظيف تكنولوجيا وأنظمة المؤشرات العالمية في مجال العمل التربوي، والاستفادة من قاعدة بيانات البوابة التعليمية وكافة الخدمات المتوفرة في البوابة التعليمية، ومتابعة الأداء التعليمي بالمدارس وفقا لمعايير ومؤشرات معتمدة، وإتاحة إمكانية الاستفادة من المؤشرات التعليمية للطلبة وكافة أولياء الأمور، كما ركزت الحلقة على رفد العديد من المؤسسات الأخرى بالسلطنة بإحصائيات ومؤشرات تربوية متواصلة في مجال العمل التربوي، وتوظيف المؤشرات التربوية في تقييم الخطط والمشاريع والبرامج التربوية التي تقوم بها الوزارة، والمساهمة في رفع جودة العملية التعليمية في ضوء التحسين المستمر لمنطلقات وأبعاد المؤشرات التربوية المتكاملة.

دافعية الطلبة

ويتعرض الملتقى التربوي اليوم الأربعاء لموضوع القيادة التربوية والذكاء العاطفي، يستهدف من خلاله مديرو المعاهد ومديرو الدوائر ومساعدوهم، كما يناقش تنمية مهارات تحسين الصوت في تلاوة القرآن الكريم، لمشرفي ونظار ومعلمي ومعلمات ومدارس القرآن الكريم، ويناقش أصول المسائل وميراث ذوي الأرحام، وآلية إنتاج المعنى في ضوء النظرية الدلالية، والعلاقات الخارجية لعمان في عهد السلطان سعيد بن سلطان، ويستعرض دور الوظائف المساندة للتدريس في تحفيز الطلاب نحو التعلم، إضافة إلى ورش عمل في نبأ الاختبارات التحصيلية وفق وثيقة مواد اللغة العربية والدراسات الاجتماعية والتربية الإسلامية، ومهارات حل المشكلات في مادة الرياضيات، ويتناول موضوع استثارة دافعية الطلاب نحو التعلم بطرق إبداعية جديدة، وتعقد غدا الخميس لقاءات تربوية بين مشرفي المواد الدراسية ومعلميها ومتخصصيها ومعلمي مداس القرآن الكريم لمناقشة الصعوبات التي يواجهها الطلبة.

تكريم أوائل الخريجين

تم خلال حفل افتتاح الملتقى تكريم طلبة دبلوم التعليم العام خريجي المعاهد الإسلامية التابعة لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم الأوائل على مستوى السلطنة لهذا العام، وقال الطالب بشار بن علي البوسعيدي من مدرسة القرآن الكريم بجامع السلطان قابوس بمنح، الحاصل على المركز الأول على مستوى محافظة الداخلية والسادس على مستوى السلطنة في حفظ 3 أجزاء من القرآن الكريم، وتم تكريمه خلال حفل افتتاح الملتقى، أنه بدأ في حفظ القرآن الكريم منذ الصف الثاني في المدرسة، وقد ساعده أبوه ومعلموه في تعلم القرآن الكريم وحفظه مع التجويد بالاستماع لتلاوات القرآن الكريم من عدة قراء، وقال انه يحفظ 4 أجزاء من القرآن الكريم ويطمح أن يواصل حفظ باقي أجزاء القرآن الكريم، كما أنه يسعى لتعليم أخيه الأصغر منه سور القرآن الكريم ويبدأ به من جزء «عم» كونه يحتوي على سور قصيرة وسهلة الحفظ، ويبدأ بعدها بالانتقال للأجزاء الأخرى من القرآن الكريم تدريجيا.

أساليب تربوية إبداعية

يهدف الملتقى الذي يختتم غدا الخميس إلى تعريف المشاركين بالمبادئ الأساسية التي تقوم عليها وثيقة فلسفة التعليم في السلطنة، لتحقيق النمو المتكامل للفرد والتقدم الاقتصادي والعزة والمنعة الوطنية، وإكساب المشاركين الأساليب التربوية الإبداعية الجديدة، والتعرف على الخصائص والسمات المميزة في العلاقات الخارجية العمانية في عهد السلطان سعيد بن سلطان، وإكساب المشاركين أساليب وخصائص ومحفزات القيادة التربوية وسر نجاحها، وتعريف المشاركين بالدور الكبير للإعلام في عملية توجيه التعلم لدى المتعلمين، وتنمية مهارات تحسين جودة الصوت في تلاوة القرآن الكريم، كما يهدف إلى إمداد الميدان التربوي بالبرامج التخصصية التي تساعد على تنمية المهارات العلمية والعملية لدى المعلمين، وإتاحة فرص التواصل وتبادل الخبرات بين المعلمين والتربويين من خلال البرامج التربوية المنعقدة في الملتقى.

ويحرص مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم على إقامة الملتقى التربوي في كل عام، بهدف إثراء قطاع التعليم بالمركز بالمستجدات التربوية، وتزويد المعلمين بالأساليب الحديثة، والمستجدات المتسارعة في المجال العلمي والتربوي.