العرب والعالم

قتيلتان و40 جريحا في زلزال ضرب جزيرة إيطالية

22 أغسطس 2017
22 أغسطس 2017

أطفال أحياء تحت الأنقاض -

روما - (أ ف ب): تقدم رجال الإطفاء الإيطاليون ببطء صباح أمس في اتجاه طفلين ما زالا عالقين تحت الإنقاض بعد زلزال بلغت قوّته 4 درجات مساء أمس الأول وأوقع قتيلتين في جزيرة إسكيا السياحية قبالة شواطىء نابولي في جنوب إيطاليا.

وقال المتحدث باسم رجال الإطفاء لوكا كاري: «نحن على اتصال بالصبيين، نسمع صوتيهما ونسمعهما أصواتنا لإدخال الطمأنينة الى نفسيهما».

وكان رجال الإنقاذ تمكنوا في المساء من إخراج الوالد، وباسكوال الشقيق الصغير للصبيين، وهو رضيع في شهره السابع، وقد انتشل يبكي لكنه غير مصاب بأذى، بعد ست ساعات من عمليات البحث تحت هذا المبنى الذي انهار في كاساميكيولا، شمال الجزيرة.

وذكرت وسائل الإعلام أن الطفلين العالقين، البالغين من العمر 4 و7 سنوات، مختبئان تحت سرير. ووالدتهما الحامل التي نجت هي من أبلغ عن مكانهما.

وفي المقابل، قُتلت امرأة مسنة في أحد شوارع كاساميتشيولا، جرّاء سقوط حطام تساقط من كنيسة، فيما تحدثت وسائل الإعلام عن رصد جثة أخرى بين أنقاض منزل منهار.

وتتركز الأضرار في بلدتي كاساميتشيولا ولاكو امينو الصغيرتين على الساحل الشمالي لهذه الجزيرة التي تبلغ مساحتها 47 كلم مربعا، والمكتظة، ويبلغ عدد سكانها على مدار السنة 62 ألفا، لكن هذا العدد يزداد خلال الصيف.

وقد انهار عدد كبير من المباني، فيما ظهرت تصدعات خطيرة على مبان أخرى. وأصيب حوالي 40 شخصا، إصابات معظمهم طفيفة.

ووقع الزلزال الساعة 20:57 (19:57 ت غ)، ويناهز عمق مركزه عشرة كيلومترات شمال الجزيرة.

وقال جيانباولو كاستانيا الذي يتولى إدارة فندق لابرغولا في كاساميتشيولا لوكالة فرانس برس «سمعنا هديرا، ثم حصل ذعر بين السكان الذين كانوا يتناولون العشاء في تلك الساعة».

وأضاف «من حسن الحظ إن بنية الفندق لم تتعرض للأضرار، باستثناء بعض قطع الجص التي وقعت، لكن الناس شعروا بخوف شديد وأمضينا جميعا الليل في الخارج»، وأوضح ان عدد نزلاء الفندق كان بين 120 الى 130 شخصا، أي 80% من قدرته الاستيعابية.

وأعلن كاستانيا «كان ثمة أكثرية من الإيطاليين، وبعض الألمان والفرنسيين أيضا. أراد البعض المغادرة على الفور، فيما يغادر الآخرون هذا الصباح».

وحصل الشيء نفسه في فندق مانوليا الذي يبعد أقل من كيلومتر. وقالت صاحبته «صباح امس، ليست لدينا القوة ولا الرغبة في الكلام»، مشيرة إلى «بعض التصدعات». وقد أجليت هي أيضا خلال الليل، وأمضى عدد كبير من السياح الليل في سياراتهم، وقد انتظر عدد كبير منهم في المرفأ سفينة للعودة إلى القارة.

والمستشفى الوحيد في الجزيرة، الواقع في لاكو امينو، أخلي في مرحلة أولى خوفا من الأضرار، ثم حصل على الإذن بفتح أبوابه.

وقد حصل هذا الزلزال فيما تستعد إيطاليا لأن تحيي غدا الذكرى الأولى للزلزال الذي أوقع 299 قتيلا في اماتريتشي وفي القرى المجاورة وسط إيطاليا. وفي أكتوبر 2016 ثم في يناير 2017، تعرضت المنطقة نفسها لثلاثة زلازل أخرى.

وأعلن المجلس الوطني للجيولوجيين الإيطاليين أمس «بعد سنة نعيش من جديد مأساة هزة أرضية»، موضحا أن «من المقلق فعلا» أن يستمر زلزال ضعيف بقتل الناس في إيطاليا.

وفي مقابلة مع صحيفة كورييري ديلا سيرا، انتقد ألدو دو شيارا النائب العام المساعد السابق لنابولي، العدد الكبير لعمليات البناء غير القانونية في الجزيرة، وغالبا بمواد ضعيفة الجودة.

وشهدت جزيرة إسكيا العديد من الزلازل التي كان أشدّها في يوليو 1883، عندما أدت هزّة قوتها 5.8 درجة إلى مقتل أكثر من ألفي شخص في كاساميتشيولا ومنهم عائلة الفيلسوف بينيديتو كروسي الذي كان في السابعة عشرة من عمره وانتشل حيا من بين الأنقاض.