tahira
tahira
أعمدة

نبـض الــدار .. الخصائص الإيجابية للعاملين!!

21 أغسطس 2017
21 أغسطس 2017

د. طاهرة اللواتية -

[email protected] -

يتقدم علم النفس بقوة ويثبت نفسه كل يوم بمزيد من الكشوفات والنظريات، بحيث أصبح علم النفس الفرويدي المليء بالأساطير خلفنا. وأصبح هذا العلم يرفد العلوم الإنسانية الأخرى بقوة مثل علوم الإدارة.

ومن النظريات الجميلة في علم النفس، إن السلوك الإنساني يُظهر خصائص إيجابية باستمرار، والتي تبدو على شكل جهود والتزام في العمل، وهو ما تسميه النظرية بـ «اتجاهات النمو الفطرية»، فلدى الأفراد الرغبة والحاجة النفسية إلى البناء في بيئات أعمالهم، والمساهمة بدور إيجابي فيها.

ينجح البعض بأن يندفعوا في أعمالهم ومجالاتهم الخاصة التي ينشئونها أو يبتكرونها، بينما الكثير يندمجون في عالم العمل العام أو في الشركات، حيث يعطون وينتجون ويبدعون، ويصبح العمل الذي يمارسونه محور حياتهم واهتمامهم، لذا عندما يصلون إلى التقاعد وينفصلون عن أعمالهم، يشعرون بأن الحياة توقفت أو انتهت بالنسبة لهم، فيذوون سريعا ويموتون.

ولكي تكون بيئة العمل حافزة ودافعة لهم، فإن النظرية تقول ان هناك ثلاثة محددات او حاجات أساسية يجب أن تشبع لدى الفرد في بيئة العمل، وهي: حرية الاختيار والكفاءة والارتباط. وهذه الحاجات الثلاث يُعتقد أنها تنشأ من ذات الفرد، ويمكن ملاحظة وجودها لدى الأفراد في كل بيئات العمل. وتفترض النظرية وتسمى بنظرية التحديد الذاتي، أن هذه الحاجات الثلاث يجب أن يتم إشباعها ليتم تشغيل الدافع الداخلي للعطاء، أو الخصائص الإيجابية بصورة صحيحة فحرية الاختيار Autonomy، ويقصد بها أن يكون الفرد هو المسؤول عن قرارات أو أداء العمل بما يتوافق مع ذاته، وهذا لا يعني بالضرورة أن يكون الفرد مستقلاً عن الآخرين، بل له مهمات عمل واضحة ومحددة ومستقرة تشعره بذاته. أما الكفاءة Competence وهي أن يستطيع الفرد توقع نتائج عمله وتجربتها، بما يشعره بالكفاءة والفاعلية. أما الارتباط Relatedness وهي الرغبة في التواصل، والشعور بالارتباط بالمحيط حوله، واستشعار دوره وأهميته عند الآخرين سواء مسؤوله أو المحيطين به. ترى كم تستطيع هذه النظرية تطوير بيئات العمل ودفعها إلى الأفضل إذا طبقت؟ كثيرا جدا.