1088907
1088907
عمان اليوم

«التنمية الاجتماعية» تناقش العوامل الاجتماعية لجنوح الأحداث وتفعيل الرعاية اللاحقة

20 أغسطس 2017
20 أغسطس 2017

1000 بلاغ عن ابتزاز إلكتروني خلال أول أسبوعين من الحملة -

كتبت - خالصة بنت عبدالله الشيبانية -

بيّنت الإحصائيات الخاصة بالابتزاز الصادرة من خلال المركز الوطني للسلامة المعلوماتية، أن الحملة التوعوية الوطنية لمكافحة ظاهرة الابتزاز الإلكتروني أسفرت عن ورود 1000 اتصال للإبلاغ عن حالات ابتزاز خلال أول أسبوعين من بدء الحملة، بعد تسجيل حالة ابتزاز واحدة مسجلة في عام 2011م، و5 حالات ابتزاز في العام 2013م، ووصول عدد الحالات إلى 17 حالة في عام 2014م، وقد أدى إدراك المجتمع بخطورة الابتزاز الإلكتروني إلى الإفصاح عن حالات الابتزاز بالاستعانة بالجهات المختصة لمعالجة الحالة، جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي صاحبت افتتاح الأسبوع الاجتماعي الرابع بمسرح وزارة التربية والتعليم بالوطية، بمشاركة 500 من أبناء أسر الضمان الاجتماعي والأشخاص ذوي الإعاقة والأطفال والشباب والمسنين.

رعى افتتاح فعاليات الأسبوع الاجتماعي الرابع لصيف 2017 بمحافظة مسقط «ولايتي مطرح ومسقط» تحت شعار «تكاتفنا عطاء»، سعادة ناصر بن سليمان السيباني نائب رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، والذي تنظمه وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة في المديرية العامة للرعاية الاجتماعية بالتعاون مع لجنتي التنمية الاجتماعية بولايتي مطرح ومسقط وجمعية المرأة العمانية بمسقط لمدة 5 أيام.

إحياء المجالس

ودعا سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية، إلى ضرورة إحياء المجالس العامة لمساهمتها في خدمة المجتمع كونها تجمع الشباب مع كبار السن للمساعدة في حل قضايا المجتمع المختلفة، وأشار سعادته إلى القضايا المشتركة بين جميع المحافظات وضرورة تعاون جميع الجهات لمناقشة القضايا التي يطرحها الأسبوع الاجتماعي، وأوضح أن تركيز الأسبوع الاجتماعي هذا العام على قضايا الأحداث جاء لإصلاح الخلل داخل الأسرة والمؤسسات التربوية والمجتمع ككل.

وأكد حمد بن سالم التوبي مدير دائرة التنمية الاجتماعية بمسقط والمشرف على تنفيذ فعاليات الأسبوع الاجتماعي، على حرص وزارة التنمية الاجتماعية لتحقيق إمكانياته وتوظيفها التوظيف الأمثل لبناء أسرة متماسكة بالقيم والعادات الأصيلة وفي إطار مجتمع متكامل لدفع عجلة التنمية وتطوير المجالات الاجتماعية، وأكد على دور الأسبوع الاجتماعي في تعزيز التواصل والتكامل مع أفراد المجتمع وذلك بالتعاون مع مؤسسات المجتمع الأهلي والقطاع العام والخاص، وتعزيز روح الشراكة المجتمعية في تنفيذ مجموعة من الأنشطة والبرامج الاجتماعية والاقتصادية التي تساهم في بناء المجتمع ورُقيه من مبدأ المسؤولية الاجتماعية، وتوعية المجتمع حول قضايا الأحداث وأضرار المخدرات وما تجره من انحرافات سلوكية وما تسببه من أضرار للأسرة والمجتمع، وأيضا تعريفهم بمخاطر التفكك الأسري والطلاق وأثره على الأطفال والمجتمع، وغرس مبادئ الدين الحنيف وقيمه الإنسانية لدى الشباب كالبر بالوالدين والإحسان إليهما ورعاية المسنين والاهتمام بهم وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم، وغرس مفهوم المواطنة والهوية العمانية والقيم الحميدة لدى الشباب والأطفال، وكذلك التعريف بمسيرة العمل الاجتماعي وإتاحة الفرصة للشباب للمشاركة بآرائهم في تطوير البرامج الاجتماعية وتفعيل دورهم في العمل الاجتماعي التطوعي وتوجيههم نحو احتياجات مجتمعهم عن طريق المبادرات التطوعية، كما بيّن هدف الأسبوع الاجتماعي في تمكين المرأة والأسر المنتجة من خلال رفع الوعي الاقتصادي والتسويقي لمنتجاتهم وإكسابهم مهارات التسويق، وتبني المشاريع الاقتصادية وإدارتها بأساليب حديثة لضمان نجاحها واستمرارها وعدم الاتكال على مصدر واحد للدخل.

قضايا الأحداث

وناقشت الجلسة الحوارية المصاحبة لحفل افتتاح فعاليات الأسبوع الاجتماعي أثر العوامل الاجتماعية في جنوح الأحداث وتفعيل برامج الرعاية اللاحقة، حيث أوضح خليفة بن علي المقرشي مدير دائرة شؤون الأحداث «بالإنابة» بوزارة التنمية الاجتماعية، خلال الجلسة، آلية عمل الدائرة بدءًا من استلام الحدث الجانح أو المعرض للجنوح الذي ارتكب جرما يعاقب عليه القانون، والحديث معه ودراسة حالته النفسية والاجتماعية داخل دار الإصلاح أو دار التوجيه سواء أكان ذكرا أو أنثى، وانتهاء بتحويل تقريره إلى الادعاء العام والمحكمة للبت في قضيته ومتابعته.

روابط عاطفية

وذكرت فخرية بنت خميس الحسنية أخصائية اجتماعية بدائرة الاستشارات الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية، العوامل الناتجة من التفكك الأسري، حيث أوضحت أن التفكك الأسري يكون على شكل طلاق الزوجين أو انعدام الروابط الاجتماعية بغياب أدوار الوالدين، والروابط المادية والعاطفية، وقالت إن جميع العوامل تتشكل حسب البيئة التي يعيشها الإنسان، وأشار سعود بن صالح المعولي وكيل ادعاء عام، إلى أنه تم تسجيل حالة ابتزاز إلكتروني واحدة فقط في 2011، وهذا لا يعني انعدام حالات الابتزاز، وإنما يعود لقلة وعي المجتمع بضرورة التبليغ عن حالات الابتزاز، وقد تزايد العدد بمرور السنوات نتيجة وعي المجتمع بعد أن شنت الجهات المعنية حملة وطنية كبيرة ضد قضية الابتزاز الإلكتروني، وأشار إلى أن عملية الابتزاز تتمثل في نشر بيانات الضحية الشخصية وأسراره وصور فاضحة له، إن لم يرضخ لطلبات المبتز، لدافعين إما بإجباره على دفع مقابل مالي أو الاستغلال الجنسي للضحية، ويكثر الدافع الثاني لدى الأطفال.

 

دوافع التحرش

من جهتها، أوضحت الدكتورة منى بنت سعيد الشكيلية استشارية نفسية بمستشفى المسرة، دوافع التحرش الجنسي، حيث قالت: إن الإساءة الجنسية للأطفال تتمثل في إجبار طفل على ممارسة عمل جنسي باللمس أو بغير اللمس، وقالت إن 299 إساءة تم تسجيلها في 2016 بأشكالها المختلفة، 72 منها إساءة جنسية، و118 حالة تم تحويلها من الادعاء العام، خلال العام الماضي.

وأكد المقرشي على دور المراقب والأخصائي الاجتماعي أو النفسي للأحداث الجانحين أو المعرضين للجنوح، في القيام بحملات توعوية خصوصًا في المدارس التي يتجمع فيها الطفل مع غيره من الأطفال، والجمعيات وكليات التدريب المهني، وذكر أن الحدث بعد خروجه من دار الرعاية وانتهاء فترة محكوميته يخضع للرعاية اللاحقة لمراقبته، ويقوم المراقب الاجتماعي بمراقبة الطفل داخل أسرته وتوعية ولي أمره بتجنيب ابنه العودة لذات الأمر والابتعاد عن رفقاء السوء، وبالنسبة للمدرسة أكد على ضرورة أن يفهم المعلم سلوكيات الطفل، وشخصيته، ويجب على ولي الأمر أن يسأل عن أصدقاء ابنه في المدرسة قبل أن يسأل عن مستواه الدراسي.

هدم العلاقة

وقالت الحسنية: إن الحوار أساس الرابطة الأسرية الجيدة، بحيث يؤثر بشكل كبير على الجوانب العاطفية لجميع أفراد الأسرة خصوصا المراهقين، كما أن طبيعة المراهق حبه للاستكشاف والتوسع في معارفه وإمكانياته، ويؤدي ذلك إلى تنبه الوالدين لذلك وقد يستخدمون العقاب والضرب والإساءة اللفظية للابن المراهق مما يؤدي إلى تكسير العلاقة بينهم وبين ابنهم وانعدام الثقة بين الجانبين ولجوء الابن للغرباء لإشباع الحاجات العاطفية.

وأضاف المعولي: إن هناك عصابات تمتهن عملية الابتزاز الإلكتروني، ولديها دراية بكيفية معرفة نقاط ضعف الضحية، وتحليل شخصيته بحيث يسهل اصطياده، لذلك أكد أن على الضحية عدم الرد على اتصالات ورسائل المجرم، والتحدث مباشرة للجهات المختصة لمساعدة على تجاوز عملية الابتزاز.

تأثيرات نفسية

وأوضحت الشكيلية أن للإساءة الجنسية تأثيراتها النفسية على المدى القريب والبعيد، بحيث أن ثلث الجناة في الإساءات الجنسية للأطفال هم من فئة الأطفال أنفسهم، وتستمر التأثيرات النفسية للإساءة الجنسية حتى سن الشباب، بحيث إن نظرته الجنسية لنفسه تختلف عن الشخص الذي لم يتعرض لإساءة جنسية أو هتك عرض في طفولته، وتتدرج آلية المجرم الجنسي في استدراج الطفل بحيث يتعرف على نقاط ضعفه، ويوهمه أن ما يفعله ليس خطأ، ويجعله شريكا له في العملية الجنسية، فيجد المجني عليه صعوبة في الإفصاح عن الجاني كونه شريك في الفعل، إضافة إلى تهديدات المجرم المستمرة لحماية نفسه. ويستكمل الأسبوع الاجتماعي فعالياته اليوم الاثنين بملتقى السبلة العمانية «حرفة شيابنا» بموقع سبلة مطرح، وتقام غدا الثلاثاء حلقة عمل حول «مهارات العمل التطوعي وقيم المواطنة بمقر مبنى محافظة مسقط، كما يشهد يوم بعد غد حلقة عمل حول التمكين الاقتصادي للأسر المنتجة بمقر جمعية المرأة العمانية بمسقط، إلى جانب معرض الأسر المنتجة وفعاليات ترفيهية للأطفال في سيتي سنتر القرم طوال أيام الأسبوع.