مؤتمر الحوسبة السحابية يناقش التجارب الدولية ويستعرض الرؤى القانونية

وسط حضور ملفت للخبراء والمختصين  -

عدم حاجة المستخدم لتخزين بياناته على أجهزته الخاصة وعدم حاجته إلى برامج متنوعة أو معقدة -

صلالة: حسن بن سالم الكثيري -

افتتحت امس فعاليات المؤتمر الدولي الخامس للتجارة الإلكترونية بصلالة تحت رعاية معالي الدكتور عبدالله بن محمد السعيدي وزير الشؤون القانونية بحضور أصحاب المعالي والسعادة والمختصين والخبراء بمجال الحوسبة السحابية. المؤتمر ينظمه مركز الشرق الأوسط للاستشارات والدراسات ويستمر يومين بفندق كراون بلازا صلالة.

أكد الدكتور علي بن سهيل تبوك الرئيس التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للاستشارات والدراسات الجهة المنظمة للمؤتمر ان المؤتمر يشارك فيه نخبة من الشخصيات المرموقة من الأكاديميين والمختصين من جميع أنحاء العالم والذين سيتطرقون في جلساتهم المدرجة في جدول الأعمال إلى مواضيع وقضايا بالغة الأهمية على المستوى الدولي، منها التحدث عن الأثر الاقتصادي للحوسبة السحابية الحكومية في المنطقة العربية والتجارب الدولية والمحلية في الحوسبة السحابية بالإضافة إلى معرفة كيفية وضع القوانين الخاصة بالحوسبة السحابية ووضع الأطر التشريعية، وواقع الحوسبة السحابية في السلطنة والأمن المعلوماتي لهذه التكنولوجيا التي ستصبح في نظر التقنيين عاملا أساسيا في التحول الإلكتروني في الأعوام القليلة القادمة.

وذكر تبوك أن المؤتمر في نسخته الخامسة هو دليل على نجاحه ليحمل كل عام عنوانا جديدا يتطرق فيه إلى البنى الأساسية لإنجاح التجارة الإلكترونية وأن هذا المؤتمر أصبح ولله الحمد مقصدا سنويا للمختصين والخبراء في مجال التجارة الإلكترونية إلى عاصمة السياحة العمانية مدينة صلالة.

وأضاف تبوك: إن المؤتمر سيتناول العديد من المحاور منها اقتصاد الحوسبة السحابية، البنى التحتية للأنظمة في الحوسبة السحابية والتطبيقات، الحلول التكنولوجية في مجال الحوسبة السحابية، التحديات والفرص الأمنية للحوسبة السحابية، الحوسبة السحابية كموارد ممكنة للبيانات الضخمة. الحوكمة والتشريعات القانونية للحوسبة السحابية. التجارب الدولية والإقليمية والمحلية.

وقال تبوك الكثير منا قد لا يعي ماهية الحوسبة السحابية وأستطيع هنا القول أن مفهوم الحوسبة السحابية : على عكس ما تحتاجه الحوسبة التقليدية التي نستخدمها من وجود كل البيانات والبرامج والتطبيقات التي تستعمل وينشئها المستخدم على أجهزته الخاصة، فان “الحوسبة السحابية“ تقوم على عدم الحاجة للمستخدم لتخزين أي من بياناته على أجهزته الخاصة وعدم حاجته الى برامج متنوعة او معقدة ربما يحتاج لبعض منها فقط، لذا كل ما يستخدم وما يحدث من عمليات ومن البرامج ووصوله الى ملفاته وبياناته المخزنة على حاسبات عبر الشبكات بعيدة عنه. من هذا المنطلق يأتي تنظيم هذا المؤتمر حيث يقدم منصة تجمع عالمي لعرض الأفكار المبتكرة ومناقشتها في مجالات الحوسبة السحابية العلمية والتطبيقية لتقنية الحوسبة السحابية والأنظمة الذكية، والاتصالات والشبكات ونظم المعلومات مما يهم الباحثين والأكاديميين والمهتمين بالصناعة والتقنيات على حد سواء.

وذكر تبوك أن المؤتمر يستهدف فئات متنوعة من المجتمع حيث يجمع المهنيين من الأوساط الأكاديمية وكذلك المسؤولين من ذوي الخبرة في الحوسبة السحابية من جميع الجهات المختصة وهم: مسؤولو وأعضاء لجان التحول إلكتروني في الجهات الحكومية، مديرو وموظفو امن المعلومات، مديرو وموظفو تقنية المعلومات،الخبراء والمحكمون في مجال الحوسبة السحابية، مطورو البرمجيات والمواقع، أعضاء السلطة القضائية، الادعاء العام، الشركات العاملة في مجال الحوسبة السحابية، العاملون في المجال القانوني، الأكاديميون والمهتمون بمجال الحوسبة السحابية،المحامون .

وتحدث الدكتور حيدر فرحات مدير إدارة التكنولوجيا من أجل التنمية من الاسكوا عن اقتصاد الحوسبة السحابية وأثرها الاقتصادي في الدول العربية معرجا لهيكل الحوسبة السحابية عامة وعرف بأنواع الحوسبة السحابية الحكومية بشكل عام وعرض بعض الحالات من الدول العربية .

وقد تركز شرح الدكتور حيدر على الآثار الاقتصادية للحوسبة السحابية ودوافع الحكومات لبناء حوسبة سحابية في دوائرها كما يتعرض لبعض التحديات التي تواجه إنشاء الحوسبة السحابية بشكل عام وفي الحكومات بشكل خاص .

كما عرض الدكتور فرحات النصائح السياسات للانطلاق بمشاريع الحوسبة السحابية الحكومية والتي تمثل الممارسات المثلى العالمية في هذا المجال وكذلك المحاذير والمعوقات التي يجب التعامل معها لإنجاح مثل هذه المشاريع. بالإضافة إلى ذلك، يجري استعراض لمؤشر جديد للحوسبة السحابية الحكومية، ويختتم بتوصيات ومقترحات لتعزيز ودعم بناء الحوسبة السحابية في الحكومات العربية.

التجارب الدولية

بعدها جاءت جلسة بعنوان “ التجارب الدولية والمحلية في الحوسبة السحابية “ ترأسها الدكتور حافظ بن إبراهيم الشحي، أستاذ مساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس بمشاركة خالد بن سلمان بن عبد الرحيم البلوشي خبير أول مشاريع حكومية شركة عمانتل “شريك الاتصالات” جاءت ورقته بعنوان “تجربة شركة وتطلعاتها المستقبلية في الحوسبة السحابية “ متحدثا عن إنترنت الأشياء والبيانات الضخمة ودور عمانتل في تمكين إنترنت الأشياء ودور عمانتل في تمكين الخدمات السحابية والتجارب المحلية،وجاءت بعدها مشاركة محمد مهتدي استشاري أول تقنية الحوسبة السحابية في شركة اوراكل العالمية لمنطقة الخليج العربي الراعي الفضي للمؤتمر، وجاءت ورقته بعنوان ”التطبيقات والحلول التكنولوجية في مجال الحوسبة السحابية“ مسلطا الضوء على أحدث تقنيات الشركة في مجال الحوسبة السحابية من خدمات رقمية في مجال التطبيقات والأنظمة، منصات التشغيل، أنظمة البنية التحتية التي تقدم بنظام الاشتراكات الشهرية والدفع حسب الاستخدام بما يتماشى مع استراتيجيات الشركات الكبيرة والمؤسسات الصغيرة بتقليل التكلفة وتقنين النفقات. وسوف يتم تسليط الضوء أيضا على التحديات التي تواجه المنطقة في الاستفادة من تقنية الحوسبة السحابية، والحلول المقترحة لتبني استراتيجيات قابلة للتطبيق، مع عرض أمثلة واقعية من منطقة الشرق الأوسط لزبائن نجحوا في تبني التقنية والاستفادة منها.

ثم اختتمت الجلسة بورقة عمل قدمها ميثم بن حيدر اللواتي، مدير عام المخاطر والالتزام بشركة عمان داتا بارك – الراعي البرونزي ورقة العمل “التحول الرقمي واستخدام الحوسبة السحابية ذكر فيها بأن الأنظمة الإلكترونية التقليدية لها مميزات محدودة عند مقارنة كمية وأنواع البيانات التي تعالجها أي نظام في الوقت الحالي مع زيادة وتتطور التكنولوجيا المستخدمة في كافة القطاعات.

وذكر اللواتي أن من التحديات التي قد تواجهها الحوسبة السحابية هي عدم القدرة على السيطرة التامة للبيانات، صعوبة تطبيق الحلول المركزية اللازمة لحماية الأنظمة الإلكترونية من المخاطر الأمنية، وصعوبة توفير مركز متخصص للخدمات الإلكترونية والدعم التقني على مدار الساعة.

وأضاف اللواتي بأن الخدمات الالكترونية السحابية تدير جميع بياناتنا بطريقة مشابهة للخدمات الالكترونية التقليدية بالإضافة إلى مميزات عديدة مثل سهولة وسرعة الوصول للبيانات المتواجدة في الأجهزة السحابية، عدم التقيد بمحيط العمل للحصول على بياناتنا المهمة، وضمان لبيئة أمنية بأحدث المعايير العالمية.

تجربة الاتحاد الأوروبي

ورقة عمل حول تجربة الاتحاد الأوروبي في تقنين الحوسبة السحابية ووضع الأطر التشريعية، قدمتها الدكتور جنان خوري رئيس القسم الحقوقي بمركز المعلوماتية القانونية بكلية الحقوق بالجامعة اللبنانية ذكرت فيها بأن المبادرات التشريعّية أطلقت في العديد من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية لتوفير الحماية القانونية لقواعد البيانات وعدم نقلها، أبرزها، الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للاتصالات ومنظمة حماية الملكية الفكرية WIPO والمجلس الأوروبي.

وقالت الخوري أيضا بشكل عام يبذل الاتحاد الدولي للاتصالات جهودا حثيثة في توفير الأمن السيبراني، فقد أصدر “دليل الأمن السيبراني للبلدان النامية” عام 2007، إضافة إلى العديد من البرامج وخطط العمل بهدف توفير المعايير اللازمة في تقديم خدمات الحوسبة السحابية، وتعزيز استخدام أفضل الممارسات لتوفير الضمان امني لها. فقد تم تشكيل، العديد من المنظمات المعنية، أبرزها تحالف الأمن السحابي الذي يعكف على وضع بروتوكول لأمن الحوسبة السحابية لنشر أفضل الممارسات في الصناعة وتحقيق الشفافية لمستعملي الحوسبة السحابية.

الرؤى القانونية

ومن المقرر ان يعقد المؤتمر اليوم جلسة نقاشية مفتوحة تتناول العديد من الرؤى القانونية التي من شأنها رفع مستوى الوعي بأهمية الحوسبة السحابية ويترأسها سعادة الدكتور خالد بن سالم السعيدي أمين عام مجلس الدولة ويشارك فيها فضيلة القاضي يوسف بن سعيد الراشدي نائب رئيس المحكمة الابتدائية والدكتور راشد بن حمد البلوشي أستاذ القانون الجزائي المشارك بجامعة السلطان قابوس، تتطرق الجلسة لمناقشة الحوسبة السحابية وتحدياتها القانونية ووضع السلطنة فيما يخص الأطر التشريعية والتنظيمية تلتها الكثير من الأسئلة والمناقشات المثرية من المشاركين .