1088493
1088493
العرب والعالم

الجيش اللبناني يبدأ معركة طرد تنظيم «داعش» من شرق لبنان

19 أغسطس 2017
19 أغسطس 2017

معارك عنيفة داخل مخيم «عين الحلوة» للفلسطينيين -

بيروت - عمان - حسين عبدالله - (أ ف ب):

اعلن قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون فجر أمس عن انطلاق عملية «فجر الجرود» ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في رأس بعلبك وجرود القاع شمال شرق لبنان، وسجل الجيش تقدماً على أكثر من محور في تلال القاع ورأس بعلبك بعد تغطية كثيفة براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، ومشاركة الطوافات الحربية.

وقال العماد عون: «باسم لبنان والعسكريين المختطفين ودماء الشهداء الأبرار وباسم أبطال الجيش اللبناني العظيم أطلق عملية فجر الجرود».. وقد تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون العملية حيث وصل صباح امس إلى وزارة الدفاع لمواكبة عملية «فجر الجرود»، وأجرى عون اتصالا بقائد الجبهة في الجرود وحيا العسكريين على جهودهم وقال: «ناطرين الانتصار».

ويسيطر تنظيم داعش على منطقة جبلية واسعة تقدر مساحتها بنحو 300 كيلومتر مربع في شرق لبنان والآخر في سوريا، وتبلغ مساحة المنطقة التي يسيطر عليها في لبنان 141 كيلومترا مربعا.

وأكد مدير التوجيه في الجيش اللبناني العميد علي قانصو للصحفيين «يواجه الجيش اللبناني ارهابيي داعش... ويدمرهم لاستعادة الأرض والانتشار حتى الحدود اللبنانية السورية»، وأضاف «لا نخاف من داعش»، وأكد أن هذه المعركة «من أصعب المعارك التي يخوضها الجيش اللبناني لجهة طبيعة الأرض والعدو». وقدر العميد قانصو بنحو 600 عدد مقاتلي تنظيم داعش في شرق لبنان.

وقال مصدر عسكري ان الطيران يشارك في المعركة موضحا «أنها المرة الأولى التي يلجأ فيها الجيش إلى سلاح الطيران» نظرا لطبيعة المنطقة إذ يتحصن المسلحون في الجبال والمغاور.

وبالتزامن مع عملية الجيش، أعلن حزب الله اللبناني صباح امس عن بدء المعركة ضد تنظيم داعش بالتعاون مع الجيش السوري على الجهة السورية من الحدود ايضا.

ونقل الاعلام الحربي التابع لحزب الله «تعلن المقاومة اللبنانية... بدء تنفيذ عملية -وان عدتم عدنا-» مع الجيش السوري ضد تنظيم داعش في القلمون الغربي وذلك «التزاما منا بالعهد الذي قطعناه لأهلنا بإزالة التهديد الإرهابي الجاثم على حدود الوطن».

لكن العميد قانصو أكد للصحفيين أن «لا تنسيق لا مع حزب الله ولا مع الجيش السوري» في هذه المعركة.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أعلن بداية الشهر الحالي ان توقيت إطلاق العملية ضد تنظيم داعش في المنطقة الحدودية سيكون بيد الجيش اللبناني، مشيرا الى ان الأخير سيقاتل من الجانب اللبناني فيما سيفتح حزب الله والجيش السوري الجبهة السورية. ويقاتل حزب الله منذ عام 2013 الى جانب قوات النظام في سوريا.

ويأتي إعلان المعركة ضد تنظيم داعش بعد نحو عشرين يوما على خروج جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) من جرود بلدة عرسال اللبنانية في إطار اتفاق إجلاء تم التوصل إليه بعد عملية عسكرية لحزب الله استمرت ستة أيام.

وخرج بداية الشهر الحالي نحو ثمانية آلاف مقاتل ولاجئ سوري من جرود بلدة عرسال الى منطقة واقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في سوريا. وغادرت الأعداد الأخيرة منهم يوم الاثنين. ولم يشارك الجيش اللبناني مباشرة في المعركة ضد جبهة فتح الشام، لكنه كان على تنسيق مع حزب الله.

ويستقبل لبنان الذي يبلغ عدد سكانه أربعة ملايين، نحو مليون لاجئ سوري منذ اندلاع الحرب السورية في سنة 2011. وخلفت هذه الحرب أكثر من 330 ألف قتيل وشردت ملايين السوريين داخل وخارج سوريا.

من جهة أخرى، أفاد صحفي فرانس برس ان معارك عنيفة دارت امس لليوم الثالث على التوالي في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، بين قوات الأمن الفلسطينية ومجموعة متشددة.

وأفاد مصدر فلسطيني ان هذه الاشتباكات أوقعت قتيلين الخميس عندما فتحت ما يسمى «مجموعة بدر» النار على مقر للقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في المخيم الذي يعتبر اكبر مخيمات الفلسطينيين في لبنان.

وتراجعت امس الأول حدة الاشتباكات قبل ان تتجدد بقوة امس. وأفاد صحفي فرانس برس ان دوي الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية كان يسمع بقوة في المناطق المحيطة بالمخيم الذي تصاعدت سحب دخان اسود في سمائه.

كما شاهد مراسل فرانس برس عشرات العائلات تهرب من المخيم وبعضها لجأ للاحتماء في الباحات الخارجية للمساجد في مدينة صيدا المجاورة للمخيم. ويتجنب الجيش اللبناني الدخول الى قلب المخيمات الفلسطينية في لبنان حيث تفرض قوات فلسطينية الأمن.

وكانت هذه المجموعة المتشددة التي تحمل اسم الفلسطيني بلال بدر خاضت في أبريل الماضي اشتباكات مع قوات الأمن الفلسطينية مما أدى الى وقوع تسعة قتلى.

وتسعى قوة فلسطينية مشتركة تضم في عدادها حركتي فتح وحماس منذ شهور الى الحد من نفوذ هذا الفصيل المتطرف.

ويلاحق بلال بدر بتهمة «الإرهاب» والانتماء الى مجموعة مسلحة، بحسب مسؤول امني لبناني. وهو يرفض تسليم نفسه الى قوات الأمن الفلسطينية تمهيدا لتسليمه الى السلطات اللبنانية. ويعيش في مخيم عين الحلوة نحو 61 الف فلسطيني بينهم ستة آلاف قدموا مؤخرا من سوريا.