1087913
1087913
الرياضية

5 رسائل في بريد الهبوط الثلاثي

19 أغسطس 2017
19 أغسطس 2017

سد الثغرات بوضع حد للشبهات .. وترسيخ مبادئ اللعب النظيف .. والقادم ليس كما مضى -

كتب - ياسر المنا -

لا يزال الجدل مستمرا في الشارع الرياضي والمجالس الكروية حول قرار مجلس إدارة اتحاد كرة القدم تطبيق قرار الهبوط الثلاثي المباشر من دوري الكبار وصعود مثلهم من دوري الدرجة الأولى.

لا يزال عدد من رؤساء أندية دوري الأضواء غير مقتنعين بالقرار وترى فيه ضغطا كبيرا يمارسه الاتحاد على أنديتهم ويضعها أمام خيار أن تكون أو لا تكون مع تقليص فرص البقاء وتحديد شرط بأن يكون للأقوياء فقط والفرق التي تنجح في حصد النقاط وتحقيق النتائج الإيجابية عبر المستويات الفنية القوية.

سارعت الأندية لتشكيل تحالف بنسبة كبيرة في وجه القرار وتقدمت بطلب مراجعته وإيجاد صيغة أخرى في عملية الصعود والهبوط.

جاء اجتماع رئيس اتحاد الكرة سالم الوهيبي مع ممثلين لدوري عمانتل ليناقش الأمر ويحسم الجدل بشأنه وبعد جدل ونقاش مستمر لم ينته الاجتماع بأي مؤشرات تقود لنجاح الأندية في تحقيق مطلبها.

تمسك الاتحاد برؤيته الفنية التي تدعم قراره بهبوط 3 فرق من دوري الأضواء وهبوط 3 فرق من دوري الأولى، وهو ما اعترضت عليه الفرق الكبيرة، وطالبت بضرورة تعديله بألا يهبط منها 3 فرق، ويقتصر الأمر فقط على فريق واحد على أن يصعد 3 فرق من الأولى، ويصبح عدد فرق دوري الأضواء 16 فريقًا في الموسم المقبل، وهو الأمر الذي يجد رفضًا واضحًا من مجلس الإدارة.

لم تحصل الأندية في الجلسة على ما سعت إليه باستثناء وعد بإخضاع الأمر المتعلق بالصعود والهبوط لمزيد من البحث إلا أن المؤشرات تبرهن على أن موقف مجلس الإدارة من القرار غير قابل للنقاش أو البحث من جديد.

وخرجت غالبية أندية دوري الكبار غير راضية عن عدم حصولها على موافقة بتعديل نظام الصعود والهبوط وبالرغم من عدم صدور تصريحات رسمية على لسان أي من رؤساء الأندية إلا أن بعضها لوح بالانسحاب من الدوري في حال إصرار مجلس الإدارة على قراره.

هناك مقاصد وأهداف فنية واضحة سعى اتحاد الكرة لتطبيقها عبر قرار الهبوط الثلاثي وهو ما جعل الإدارة تصمد في وجه الرياح التي أثارتها الأندية وتدافع عن قرارها وتتمسك بضرورة تطبيقه دون أي خوف من التهديدات التي تخرج من هنا وهناك بالانسحاب أو سحب الثقة كما يردد البعض.

المقاصد والأهداف التي يسعى مجلس إدارة اتحاد الكرة لفرضها في أرض واقع بطولة دوري الكبار تبدو واضحة وإن كان يغلب عليها الجانب الفني فإنها أيضا غير بعيدة عن أن تكون دواء لداء التراخي والتهاون الذي يحدث في المباريات الأخيرة في الموسم على ضوء موقف كل ناد وهو ما أثار جدلا ولغطا في الموسم الماضي.

التحليلات تتحدث عن أن مجلس إدارة اتحاد الكرة نجح في تسجيل هدف في مرمى الأندية عبر لعبة فنية جميلة ووضعها أمام معادلات جديدة تفرض عليها مراجعة الأوراق وترتيبها بشكل أفضل حتى لا تخسر مرة أخرى في ميدان الدوري وتدخل في حسابات الهبوط.

عدة رسائل أراد اتحاد الكرة أن يوجهها لأنديته التي يعتمد عليها بشكل كبير في تطوير الدوري ولا يخرج نصها عن المصلحة العليا للكرة العمانية ورؤية الاتحاد للتطوير وإحداث النقلة الفنية.

الرسالة الأولى

قدمت المواسم الأخيرة نموذجا متكررا في المنافسة في الأسابيع الأخيرة حيث تشتد الاثارة والقوة في المقدمة بين الفرق المتصارعة على اللقب فيما تكون المنافسة في منطقة الوسط هادئة ولا تهتم الفرق كثيرا في حال ضمنت حسبة البقاء في دوري الأضواء وهو ما يثير الشبهات ويجعل البعض يتحدث عن وجود تحايل ومنح الهدايا من النقاط وذلك حسب العلاقات لتسود قاعدة (قدم السبت تجد الأحد) وهو أمر انتبهت اللجان الفنية في الاتحاد لخطورته في قتل المنافسة وما لديه من تأثيرات سلبية كبيرة على البطولة وفي نفس الوقت يتسبب في خلل إداري وفني يتطور ويضعف من النادي نفسه ومن ثم الدوري.

كانت رسالة الاتحاد الأولى واضحة ومفادها أن البقاء في الدوري للأقوياء فقط ومن يريد أن يستمر في دوري الكبار عليه أن يؤمن ذلك عبر جهده وحصده للنقاط وأن لا ينتظر هدية من أحد.

الرسالة الثانية

حملت الرسالة الثانية دعوة واضحة لجميع الأندية بأن تدرك بأن الموسم المقبل سيكون مختلفا وقويا وهو ما يفرض عليها أن تستعد جيدا وتعد فرقها حتى تنجح في تحقيق أهدافها ولا تتأثر بقرار الهبوط الثلاثي.

تحث الرسالة الأندية على الاهتمام بإعداد فرقها وتنظيم صفوفها والتعاقد مع أجهزة فنية مقتدرة ولاعبين يصنعون الفارق حتى يظهر كل فريق في مظهر جيد ويقدم العطاء الذي يخدم أهدافه في نفس الوقت يثري المنافسة ويدعم تطورها.

ورغم إيمان اتحاد الكرة ومعرفته بواقع الأندية وظروفها المالية إلا أنه يريد أيضا في هذه الرسالة أن يحثها على الابتكار والاجتهاد والعمل على توفير الدعم الذي يساعدها في القيام بواجباتها تجاه اللاعبين والأجهزة الفنية بما يصنع فرقا قوية قادرة على تحقيق الطموحات وأن لا تدخل في دائرة خطر الهبوط الثلاثي.

الرسالة الثالثة

لا يبتعد الخطاب في الرسالة الثالثة عن الشد والجذب الذي لا يزال مستمرا حول تطبيق دوري المحترفين والذي لا يزال يفتقد لعناصره الأساسية من عمل احترافي في الأندية وبطريقة غير مباشرة يمكن لقرار الهبوط الثلاثي أن يفرض على الأندية التي وافقت في وقت سابق بالإجماع على تطبيق الاحتراف أن تواكب موافقتها وتعمل على تبديل الواقع الذي تعيشه الأندية اليوم لتطبق الاحتراف وتعمل على نيل الرخصة الآسيوية وهو أمر يتطلب أن يتزامن العمل الفني لتقوية الفرق حتى تكون جاهزة للمنافسة عملا إداريا آخر يحوّل كل ناد لمنظومة عمل متطورة وفي حال حدوث هذا الأمر فإن الاتحاد سيكون قد نجح في وضع أنديته على طريق التطور وأن تساهم بصورة كبيرة في إحداث النقلة الفنية التي ينشدها.

الرسالة الرابعة

أراد اتحاد الكرة من تمسكه بقراره الذي لم يعجب معظم الأندية لفت انتباه وتركيز شركائه في العمل الكروي على الكثير من الأمور الفنية والإدارية المهمة التي تتمثل في وضع خطط التطوير والعمل على الارتقاء الفني والإداري وبداية من الموسم الذي بات على الأبواب فإن الأمور لن تمضي على ما كانت عليه ولا بد من أن تكون إدارات الأندية مستعدة لهذا التغيير وتعمل على قراءة المشهد جيدا وتضع برامجها بصورة علمية حتى لا تواجه مستقبلا صعبا يؤثر على قدرات النادي وفرصه في أن يظل ضمن قائمة الفرق الكبيرة.

وتنبه الرسالة الرابعة إدارات الأندية إلى أن التعامل مع الملفات الفنية يجب أن تشهد تحولا إيجابيا وأن تكون لكل ناد رؤية واستراتيجية تحدد أهدافه التي يسعى لها من خلال مشاركته في المنافسات المختلفة وأن تكون بعيدة عن مبدأ البقاء في دوري الأضواء بأقل تكلفة والمحافظة فقط على التواجد من دون مشاركة حقيقية وتأثيرات إيجابية في المحصلة الكروية العامة.

الرسالة الخامسة

جاءت الرسالة الخامسة على لسان رئيس اتحاد الكرة سالم الوهيبي في تصريحاته عقب اجتماعه مع رؤساء الأندية وحملت في مضمونها تأكيدات واضحة على أن قرار الهبوط الثلاثي لم يصدر إلا بعد تبلور قناعات فنية وإدارية لمجلس الإدارة.

وكشف عن أن القرار الذي أصدره مجلس الإدارة بهبوط 3 فرق من دوري عمانتل، وصعود مثلها من دوري الأولى يستند في الأساس على رؤية فنية يرى الاتحاد أنها تحقق فوائد ومكاسب كبيرة، وتزيد من قوة التنافس، وتسد الباب أمام أي مظاهر سالبة في مسائل الدوري.

وكذلك بيّن رئيس الاتحاد أن هناك نقطةً أخرى تتعلق بدوري الدرجة الأولى حيث سيكون على الفريق الذي سيلعب الملحق أن ينتظر طويلًا لأن مبارياته الرسمية ستكون قد انتهت قبل فترة ليست قليلة وذلك نسبة للفرق الزمني بين بطولتي عمانتل والأولى.

وحملت رسالة الوهيبي بعدا ثانيا يتحدث عن تراخيص الأندية التي سيتشدد الاتحاد فيها بداية من الموسم المقبل وذلك بعد ان تم تشكيل لجنة لدراسة اللائحة الجديدة للتراخيص والغرامات وستتولى هذه اللجنة الإشراف التام والمباشر على تراخيص الأندية.

مشددًا بأن التراخيص في موسم ٢٠١٨ /‏‏‏‏‏ ٢٠١٩ ستكون إلزامية التطبيق على اتحاد الكرة وعلى الأندية الرياضية وإلا ستتعرض لفرض عقوبات وغرامات عليها من قبل الاتحادين الدولي والآسيوي للعبة حيث إن هناك معايير وتصنيفات لنظام التراخيص يجب أن يستوفيها الاتحاد وتستوفيها الأندية استنادًا إلى صحة التقارير المالية وخلوها من المغالطات والتناقضات أو أي شبهات تحرمها من استلام الترخيص.

وذكر بأن الأندية التي ستشارك في المسابقات القارية عليها أن تستوفي شروط ومعايير الترخيص أولا عبر التأكد من سلامة تقاريرها المالية ومراجعتها بكل بدقة وعناية.