1085718
1085718
عمان اليوم

محاضرة تستعرض تجربة السلطنة في مجال الإعلام لذوي الإعاقة البصرية

16 أغسطس 2017
16 أغسطس 2017

الحسني: وزارة الإعلام تتكفل بإعداد برنامج تدريبي للكفيف العام المقبل -

كتب – بخيت كيرداس الشحري -

أعلن معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام عن مساهمة وزارة الإعلام في تنفيذ التوصيات التي خرجت بها ورقة عمل قدمتها الدكتورة عائشة بنت خليفة الكيومية حول «تجربة سلطنة عُمان في ارجونوميكا الإعلام لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية» حيث أكد معاليه أن يتضمن الملتقى الخليجي للمكفوفين العام القادم برنامج تدريبي للكفيف وتتكفل وزارة الإعلام بإعداد هذا البرنامج التدريبي واستضافة المدربين سواء من داخل أو خارج السلطنة، بالإضافة إلى إعداد برنامج تدريبي متكامل لخمسة أعضاء من الإعلاميين من جمعية النور للمكفوفين تحت إشراف وزارة الإعلام واستقدام المختصين والمدربين في هذا المجال ليساهموا بعد ذلك كإعلاميين في مسيرة العمل الإعلامي مع استضافة خمسة نماذج إعلامية من ذوي الإعاقة البصرية على مستوى الوطن العربي ليقدموا تجربتهم أمام زملائهم من الإعلاميين المبصرين والمكفوفين، وأكد الحسني استعداد وزارة الإعلام ممثلة بالمديرية العامة للإعلام بظفار بالتعاون مع جمعية النور للمكفوفين بمحافظة ظفار في أي برامج يمكن أن تسهم في دعم فعاليات الجمعية وأعضائها، مؤكدا أن هناك الكثير من البرامج التي يمكن أن نحققها معا.

وكان معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام قد رعى صباح أمس بفندق حمدان بلازا بولاية صلالة ورقة عمل قدمتها الدكتورة عائشة بنت خليفة الكيومية نائبة رئيس الجمعية الخليجية للإعاقة ضمن فعاليات الملتقى الخليجي الثاني عشر للمكفوفين لهذا العام والذي جاء بعنوان «الخريف ملتقى الكفيف» والذي يختتم أعماله اليوم.

وقال معاليه في كلمة ألقاها أمام المشاركين في الملتقى: أهلا وسهلا بكم في عُمان فأنتم في بلدكم مع أخوانكم ونتمنى لكم طيب المقام هنا بين ربوع محافظة ظفار مع موسمها الجميل وأجوائها المنعشة، وقال معاليه قد نكون مبصرين ولكننا معوقون حيث إن الإعاقة هي الإعاقة النفسية وليست فقط في فقدان بصر أو سمع أو حركة فإذا كانت هناك إرادة لن تكون هناك إعاقة وهناك نماذج مشرفة جدا على مستوى العالم ممن حرموا نعمة السمع أو البصر أو الحركة ولكنهم ضربوا أروع الأمثلة للمبصرين في نجاحهم في مختلف المجالات، المسألة فقط بحاجة إلى إرادة وكلنا نأخذ بيد الآخر ونكمل بعضنا في مختلف المجالات ونستطيع أن نفعل الكثير بوجود العزيمة والإرادة. وكما أشار إلى أن وزارة الإعلام أوصت كل المؤسسات الحكومية أن تنتهج نظام برايل في مواقعها الإلكترونية.

وأضاف معاليه قائلا: لا تعتقدوا أن الكفيف هو الذي يريد فقط إيصال صوته إلى العالم بل نحن كذلك في وسائلنا الإعلامية بحاجة إلى أصواتكم بحاجة إلى قدراتكم وإبداعاتكم وهناك الكثير من القدرات الإبداعية التي تمتلكونها فلا تحرمونا منها فوجودكم معنا في وسائلنا الإعلامية هي إضافة حقيقية للمؤسسات الإعلامية، لا شك أن هناك الكثير من التحديات في هذا المجال حتى أن المبصرين يلاقون تحديات كثيرة في المجال الإعلامي وكذلك المعاق وهذا طبيعي ولكن بالإرادة نتجاوزها ونحن لدينا نماذج مشرفة منهم المذيع أحمد الحراصي من المكفوفين وكذلك سلطان العامري وهو فاقد السمع وأنا متأكد أن هناك الكثير من أبناء السلطنة وفي الوطن العربي بإمكانهم أن يفعلوا الكثير برغم إعاقتهم وهناك الكثير الذي يمكن أن نقدمه معا في مختلف المجالات وليس فقط في وسائل الإعلام.

وقد استعرضت الدكتورة عائشة بنت خليفة الكيومية في ورقة عملها حول «تجربة سلطنة عُمان في ارجونوميكا الإعلام لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية» عددا من المحاور منها مفهوم ارجونوميكا الإعلام وارجونوميكا الإعلام وخدمة ذوي الإعلام و تجربة سلطنة عُمان في هذا المجال وكما استعرضت عددا من النماذج العربية لإعلاميات من ذوي الإعاقة البصرية.

وقالت الكيومية: إن الارجونوميكا Ergonomics ظهر في علم المنطق عند اليونان، وحديثا يعتبر كهندسة للنشاط البشري Human Engineering، وهو علم تطبيقي يهتم بخصائص الأفراد التي تكون هناك حاجة لأخذها بعين الاعتبار عند تصميم أو تنظيم أي أداء إنساني بحيث تستعمل من أجل تحقيق تفاعل جيد بين هذه المكونات المادية وهؤلاء الأفراد وكل من له دخل من قريب أو بعيد في الأداء الإنساني. وفي الولايات المتحدة انطلقت أوائل المطبوعات التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، حيث كانت البداية للصم من ذوي الإعاقة السمعية، فصدرت لهم صحيفة ديف ميوت The Deaf Mute في ولاية نورث كارولاينا عام 1848م، وكانت نتاج مدرسة خاصة بالصم، وتبعتها صحف أخرى، من بينها Little Paper من عدد من مدارس الصم في الولايات المتحدة، أما أول صحيفة للمكفوفين فكانت تسمى ماتلدا زيجلر ماجازين The Matilda Ziegler Magazine بطريقة برايل عام 1907م. وبعد الحرب العالمية الثانية، ظهرت صحيفة تعني بالإعاقة الجسدية عام 1946م وسميت برابليجيا Paraplegia وظهرت حاجة وجود مثل هذه الصحيفة نتيجة عودة أعداد كبيرة من الجنود الأمريكيين أثناء وبعد الحرب بإعاقات حركية.

وأشارت في ورقتها إلى موجهات الإرجونوميكا وهي قدرة الإنسان على الإبصار أو الرؤية وحدودها ومدى سعة المجال البصري للفرد والقدرة على الكلام والقدرة على السمع من حيث مدى دقتها ومعرفة أكبر وأصغر مثير صوتي يتحمله الإنسان ودقة الإنسان على الحركة أثناء أداء العمل والقدرة على التحكم ومدى احتمال الفرد للتعب والقدرة على إدراك الحركة والزمن وظروف العمل الفيزيقية كالإضاءة والتهوية والحرارة والبرودة والضوضاء.

وكما تحدثت عن الدور الإعلامي في تطبيق استراتيجية دمج ذوي الإعاقة في المجتمع وفقا لمنظور الهندسة البشرية حيث العلاقة المتبادلة بين الإعلام وذوي الإعاقة من حيث دور الإعلام في تشكيل نظرة الرأي العام بأي قضية والتغيير والتشكيل في نظرة المجتمع ونضال ذوي الإعاقة أنفسهم للتغيير بالإضافة إلى دور الإعلام في المجال التربوي لذوي الإعاقة من حيث إعداد جيل مثقف بالقضايا لذوي الإعاقة وتثقيف أسر ذوي الإعاقة ومخاطبة ذوي الإعاقة بما يناسبهم والتوعية الغذائية والصحية والتوعية بالمؤسسات المقدمة لخدمة ذوي الإعاقة.

وأشارت كذلك إلى أهم تحديات ارجونوميكا الإعلام لذوي الإعاقة وهي عدم إلمام الإعلاميين بقضايا ذوي الإعاقة وعدم مبادرة ذوي الإعاقة وعدم الشفافية الإعلامية لأصحاب القرار

وترى الدكتورة عائشة الكيومية أن المجتمع العماني غيب فئة الأشخاص ذوي الإعاقة بمختلف شرائحه حيث أن الإعلام يُحركه الرأي العام مع غياب استراتيجيات واضحة لم تذكر الاهتمام بذوي الإعاقة غيبوا لفترات طويلة، وحاليا بدأ الإعلام رفع قضية ذوي الإعاقة على السطح ربما استشعارا ًبقضيتهم ومعاناتهم، من واقع تجربة نجد أن الإعلام يأخذ بيد هذه الفئة لتحصل على حقوقها ليس شفقة بقدر ما هي قناعة بأنهم أرقام مهمة تكمل مرحلة البناء في هذا الوطن مثلها مثل بقية المواطنين العمانيين، حيث بدأ التعاطي مع قضايا ذوي الإعاقة بأنهم فئة ليس مستحقة للشفقة بقدر ما هي مستحقة لحقوقها كحال أي مواطن عُماني بدأنا نستشعر تطور نظرة الثقافة المجتمعية فأصبحت نظرة مقبولة تدعم قضية ذوي الإعاقة.

وفي ختام ورقة العمل قدمت الدكتورة عائشة الكيومية عددا من التوصيات والتي تجاوب معها على الفور معالي وزير الإعلام حيث أوصت بأن تقام في الملتقى الكفيف القادم ورش تدريبية للكفيفات العمانيات على الإعلام الإذاعي بالتعاون مع إحدى الكفيفات العربيات الإعلاميات الرائدات، وتنظيم دورات تدريبية للإعلاميين بهدف توعيتهم، وكسبهم للتعامل مع قضية الإعاقة وذوي الإعاقة بإيجابية، والتوسع في الإعلام المتخصص بالإعاقة وذلك من خلال إصدار نشرات متخصصة في قضية الإعاقة وإيجاد تعاون مشترك بين جمعية النور للمكفوفين بظفار والجهات الإعلامية الرسمية في محافظة ظفار لتطوير نظرة المجتمع لذوي الإعاقة ومناقشة قضاياهم.