كلمة عمان

أبناؤنا في الخارج .. والمسؤولية الشخصية والوطنية

16 أغسطس 2017
16 أغسطس 2017

في الوقت الذي انتهت فيه أمس مرحلة قبول الطلبة ، الحاصلين على الشهادة العامة ، للمقاعد الدراسية المعروضة عليهم من جانب مركز القبول الموحد، وبالتالي استكمال تسجيلهم بالمؤسسات الجامعية التي تم قبولهم بها ، ويزيد عددهم على 22 ألف طالب وطالبة ، فإن وزارة التعليم العالي تقوم بتنظيم لقاءات تعريفية مع أبنائنا وبناتنا المبتعثين للدراسة في الخارج ، وذلك من أجل تعريفهم بجوانب أساسية ، وضرورية بالنسبة لهم ، يمكن أن تساعدهم في بدء مرحلة جديدة من حياتهم الدراسية والحياتية بأكبر قدر ممكن من النجاح في تحقيق الأهداف التي يتطلعون إليها ، والآمال التي تعلقها عليهم أسرهم والوطن ككل في النهاية.

وإذا كانت المواقع الإلكترونية لجامعة السلطان قابوس ، ولمؤسسات التعليم العالي الأخرى ، وكذلك لوزارة التعليم العالي ، تسهم في الواقع في توفير الكثير من المعلومات لأبنائنا وبناتنا فيما يتعلق بتعريفهم بالمؤسسات التعليمية، وحصولهم على كل ما يمكن أن يساعدهم في التعرف على مؤسساتهم التي سيدرسون فيها ، هذا فضلا عن أسبوع التعارف ، الذي تنظمه جامعة السلطان قابوس الأسبوع القادم للطلاب الجدد ، فإن سلسلة المحاضرات التي تنظمها وزارة التعليم العالي ، وعدد من الجهات المعنية الأخرى لأبنائنا وبناتنا المبتعثين ، الذين يستعدون الآن للتوجه إلى العديد من الدول الشقيقة والصديقة للدراسة في جامعاتها ، منهم نحو 3500 طالب وطالبة يدرسون في أمريكا وكندا، تعد على جانب كبير من الأهمية ، ليس فقط للطلاب والطالبات ، ولكن أيضا لذويهم وللمجتمع ككل في النهاية ، لأن نجاح أبنائنا وبناتنا في دراستهم وتحقيقهم لنتائج طيبة ، والاستفادة الإيجابية من فترة دراستهم في الخارج هو ما نتطلع إليه في النهاية ، أسرة ومجتمعا ودولة أيضا ، خاصة وأن حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - تتحمل الكثير لرعاية أبنائنا وتوفير مختلف احتياجاتهم للنجاح في دراساتهم، سواء كانت في المرحلة الجامعية أو في مرحلة التعليم العالي.

ومع الوضع في الاعتبار أن الأسر تظل راغبة في الاطمئنان على بناتها وأبنائها المبتعثين للخارج ، وذلك بحكم طبيعة الترابط الأسري وتقاليد المجتمع، فإن المسؤولية والوعي الذي يتميز به آباؤنا وبناتنا ، والطبيعة المميزة للشخصية العمانية ، وحبها وارتباطها العميق بالوطن تشكل سياجا قويا لحمايتها ، وتأتي المحاضرات التي تنظمها وزارة التعليم العالي ، لتساعدهم في عملية الاندماج في المجتمعات الجديدة على نحو يسهل اكتسابهم للعلم والمعرفة ، والحفاظ في الوقت ذاته على الهوية الوطنية ، وقد أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - منذ سنوات عديدة على أهمية وضرورة أن يستفيد أبناؤنا وبناتنا الدارسون في الخارج من أفضل ما لدى المجتمعات الأخرى ، وأن يحرصوا في الوقت ذاته على التعبير الواعي عن ثقافتنا وتقاليدنا العمانية ، لأنهم في الواقع - كطالبات وطلبة ، بمثابة سفراء لوطننا ، وهو ما يلقي على عاتقهم مسؤولية مزدوجة، تتمثل في مسؤوليتهم الشخصية حيال أنفسهم وعلى نحو يحقق نجاحهم وتفوقهم ، ومسؤولية وطنية في تقديم أفضل صورة ممكنة للمواطن العماني، في وعيه ونضجه وتقبله للآخر والتفاعل مع الثقافات الأخرى والاستفادة بالجيد منها من أجل أفضل العلاقات مع الشعوب الأخرى . والمؤكد أن أبناءنا وبناتنا قادرون على ذلك.