1085802
1085802
الرياضية

دوري الكبار أندية تحت حصار المال.. ما هي الحلول ؟!

16 أغسطس 2017
16 أغسطس 2017

عمان الرياضي يفتح ملف الأزمة الخطيرة "5"

تحقيق: ياســـــر المـــنا -

تواصل (عمان الرياضي) استعراض الآراء ووجهات النظر حول أوضاع الأندية التي باتت اليوم تعاني صعوبات كبيرة تهدد بفراغات إدارية في المستقبل القريب وذلك لأسباب تتعلق بعدم قدرتها على توفير الدعم اللازم لتسيير العمل ومواجهة متطلبات التطور وتحقيق طموحات الجماهير الكبيرة.

طرحنا في 4 حلقات سابقة من تحقيق (أندية تحت حصار المال) حول واقع الأندية اليوم عددا من الآراء ووجهات النظر والتي اتفقت على وجود أزمة حقيقية تعاني منها الأندية وتتطلب وقفة ومراجعة للعمل الجاري اليوم في غالبية الأندية ووضع أسس جديدة تساعد على تفادي السلبيات ومعالجة الأخطاء حتى تمضي المسيرة هادئة دون عقبات كبيرة تؤدي في نهاية الأمر الى خلل كبير في عمل النادي وتخرجه من خدمة المجتمع.

وللتذكير نشير الى ان الحلقة الأولى اشتملت على استعراض عام لواقع الأندية والظروف المحيطة بها والتذبذب الذي ظلت تعاني منه الأندية الكبيرة في المنافسات الأمر الذي أبعدها من المنافسة على الألقاب وباتت فرص الفوز بالبطولة تتوقف على مدى نجاح النادي في توفير ميزانية ضخمة تصل الى ما يقارب نصف المليون ريال عماني للموسم الواحد.

وتحدثنا أيضا عن الغرض من هذا التحقيق هو البحث عن الأسباب التي أدت الى خلل في عمل الأندية وصعبت كثيرا من مهام مجالس الإدارات بصورة أدت الى عزوف واضح وعدم رغبة في تحمل المسؤولية في ظل تراكم الكثير من الديون في غالبية الأندية.

في الحلقة الثانية قدمنا نموذجا للعزوف الإداري من خلال استعراض تجربة رئيس نادي العروبة عبد الله المخيني الذي رفض الترشح مرة بعد انتهاء دورته رغم كل المحاولات والدعوات من رجالات النادي والجماهير.

تحدث المخيني عن تجربته بشفافية ولخص أسباب عدم رغبته في الاستمرارية لأسباب مالية ووجود عجز دائم في الميزانية مهما تجتهد الإدارة وتعمل لزيادة دخل النادي كما فعل هو بنجاحه في إبرام واحدة من أكبر الاستثمارات في تاريخ العمل الاستثماري بالأندية.

وفي الحلقة الثالثة استضفنا رئيس نادي فنجاء بالوكالة سيف السمري الذي تحدث عن الأسباب التي جعلت الأندية تعاني وطرح جملة من الحلول أبرزها دعوته لمساندة الجميع لمجالس الإدارات والوقوف معهم حتى يتحقق مبدأ المشاركة والتعاون في إدارة شؤون الأندية ومواجهة تكلفة العمل المتصاعدة.

في الحلقة الماضية تحدث محسن المسروري النائب الأول لرئيس اتحاد كرة القدم بشفافية ووضوح عن واقع الأندية اليوم والمعاناة التي تعترض لها وتحد من تطورها وتؤدي الى تراجع في الجوانب الفنية والإدارية وهو ما ينعكس سلبا على الرياضة بشكل عام ويستدعي ان ينتبه الجميع لهذا الأمر ويبحثوا عن حلول جذرية من خلال التباحث والعمل الجماعي عبر طاولة يجلس فيها كل من يهمه الأمر.

وأكد المسروري ان المشاكل التي تعاني منها الأندية الكبيرة حاليا تعود لأسباب تتعلق بتطبيق دوري الاحتراف وذلك من دون ضمانات وأسس سلمية وعلمية وتوفر القدرات والإمكانات التي تجعل تطبيق المشروع نجاحا ومن دون ان يؤثر سلبا على مسيرة الأندية.

اليوم نتيح الفرصة لشريحة الجماهير التي تعتبر محركا أساسيا في العمل بالأندية ويتوقف على تفاعلها نجاح الإدارات وتتحمل في كثير من الأحيان المسؤولية مع مجالس الإدارات وتقدم الدعمين المالي والمعنوي.

ونستضيف محمد بن ضاعن الروشدي رئيس مجلس جماهير صحار وسعيد الغيثي رئيس مجلس جماهير نادي النهضة اللذين عبرا عن هموم الجماهير وما تعيشه اليوم من إحباط في غالبية الأندية بسبب التدهور الذي تعاني منه أنديتهم وعدم قدرتها على تحقيق طموحاتهم وهو ما يظهر في العزوف الجماهيري في كثير من المباريات.

غياب الفكر التسويقي واعتماد كامل على الدعم الحكومي -

قال رئيس مجلس جماهير صحار محمد ضاعن ان من الأسباب التي أدت الى معاناة الأندية ووجود مجالس الإدارات وسط حصار من الديون المتراكمة هو غياب المبادرات الإيجابية والمساعي الجادة لطرق أبواب الاستثمار الرياضي وذلك لغياب الفكر التسويقي والاعتماد كليا على الدعم الحكومي وفي الوقت نفسه تدخل في التزامات وتعاقدات تتجاوز ما تحصل عليه من دعم من وزارة الشؤون الرياضية أو اتحاد الكرة وهو ما ينتج عنه العجز في الميزانية وبالتالي توجد الديون وتتراكم حتى تجعل تولي مسؤولية العمل في النادي صعبة والكل يتهرب بسبب صعوبة القيام بأي خطوة إيجابية في ظل تراكم الديون وعدم وجود أي أساس للنجاح يمكن ان يشكل بداية للعمل السليم. وأشار الى ان على الدولة ان تدرس بجدية خيار تحويل الأندية لمؤسسات وشركات حتى تقلص من دعمها السنوي الذي تقدمه لها وفي نفس الوقت ستضع الجميع أمام مسؤوليات مباشرة وتنافس حقيقي للتطور وبكل تأكيد ستسعى كل شركة لتحقيق الأفضل وتتعامل مع إدارة النادي باحترافية عالية في كافة الجوانب.

وناشد وزارة الشؤون الرياضية بإعادة النظر في توزيع الدعم وان يكون على أساس عدد الألعاب التي يمارسها النادي.

وذكر أن الوضعية الحالية للأندية وبعد كل هذا الزمن أثبتت ان الأمور لن تمضي بشكل جيد ولا يوجد مستقبل يؤمن مسيرة ناجحة لغالبية الأندية ولذلك علينا الاستفادة من الدروس والبحث في المشاكل الحالية بشفافية وصراحة حتى نصل الى ما فيه خير الأندية ثم الرياضة بشكل عام في السلطنة.

البحث عن الشهرة عبر الكرسي يهدد المستقبل ويضاعف المشكلة -

ذكر رئيس مجلس جماهير صحار بأن من أكبر من المشاكل التي تهدد مستقبل الأندية وتزيد من مشاكلها وتضعف فرص الحل هو اهتمام بعض الإداريين بالكراسي من أجل تحقيق الشهرة والتواجد في الأضواء وتسليط الإعلام عليه ومن دون ان يحقق أي إنجاز أو نجاح يجعله يستحق الحصول على الشهرة.

واعتبر رغبة كل من يتقدم الصفوف في ان يكون شخصا معروفا واستغلال مجالس إدارات الأندية لتحقيق هذا الغرض يضاعف من المشكلة لأنه بكل تأكيد سيركز على تحقيق هدفه الشخصي ومصالحه الخاصة ولن يستفيد النادي من وجوده أبدا.

وتحدث عن ان هناك الكثير من الوقائع التي تدل على ان بعض الإدارات لا تهتم كثيرا للقيام بواجبها وتجتهد وتبتكر من اجل التطور وتحقيق النجاحات والإنجازات وكسب ثقة الجمهور ولذلك تجد نفسها أمام عقبات كثيرة وتعاني من توفير متطلبات العمل وتجد نفسها مضطرة للهروب عبر الاستقالة الجماعية.

ومن بين مشاكل الإدارات أيضا أنها تدخل في التزامات مالية تفوق قدراتها وما هو متوفر لها من أموال وعندما يحاصرهم أصحاب الحقوق يهربون عبر الاستقالة. وأضاف قائلا: من الأسباب التي تضعف الإدارات وتحول دونها وترتيب أوراقها بشكل جيد هو غياب الخبرات والرؤية العلمية والخطط والبرامج وفي بعض الأحيان تجد رئيس فريق أهلي يصبح رئيس ناد كبير ليجد الفوارق الكبيرة في العمل بما يجعله حائرا وليس لديه القدرة لقيادة النادي لبر الأمان.

المناصب الإدارية ليست رفاهية و(الكومبارس) مشكلة كبيرة -

يقول سعيد الغيثي رئيس مجلس جماهير النهضة إن الأزمة التي تعاني منها غالبية الأندية مرشحة الى ان تكون عامة في وقت قريب لأن النجاح في أي ناد اليوم يعتمد في الأساس على وجود الداعمين وسخاهم عبر ما يقدمونه للنادي من تبرعات أو التكفل ببعض صفقات اللاعبين والمساهمة في رواتب الأجهزة الفنية وفي أي وقت يغيب الدعم ويتوقف أصحابه عن تقديمه يتراجع النادي ويصبح يعاني من مشاكل كبيرة ويعيش مرحلة من تذبذب المستويات الفنية وفقدان كل ما حققه في النجاحات أيام توفر الدعم.

وتحدث عن ان من أسباب المشاكل التي تواجهها مجالس الإدارات هو وجود بعض الإداريين الذين يعتقدون ان العمل في النادي رفاهية أو فرصة ليكون شخصا معروفا بجانب وجود عدد من الإداريين لا يساهمون ولا يشاركون (كومبارس) وهذا يضعف مجلس الإدارة ويكون عدد الذين يعملون فيه لا يتجاوز الثلاثة أو الأربعة أشخاص.

ومثل هذا الوضع من الطبيعي ان يفقد النادي أي فرصة للنجاح في ظل عدم وجود إدارة تملك الفكر الجيد والقدرة على التطوير واستحداث مشاريع جديدة تشجع على العمل في الأندية وتحفز على العمل وزيادة المكاسب في المستقبل.

وتحدث عن ان إدارات الأندية اليوم لا تهتم بالقاعدة في الغالب وتبحث عن اللاعب الجاهز وتدفع مبالغ كبيرة في التعاقدات ومن دون تحقيق أي نجاحات وعلى العكس تضعف قدرات النادي بزيادة الديون.

ولا مناص في ظل هذه الأوضاع من تطبيق نظام الخصخصة حتى يتبدل التفكير الإداري الحالي وتنهض الأندية وتتقدم.

وجود المال يؤثر على الاستقرار والجماهير مغلوبة على أمرها -

قال الغيثي: إن تراجع المستوى الفني للأندية يتسبب في إحباطات كبيرة للجماهير ويؤدي الى نفور الغالبية ويبقى فقط الذين لديهم ارتباط قوي بالنادي ويقفون معه في السراء والضراء ويحاولون تحسين صورته لكن في الغالب اليد الواحدة لا تصفق. واعتبر ان من أبرز أسباب تراجع المستويات الفنية غياب الاستقرار ففي موسم تجد الفريق في القمة وفي الموسم الذي يليه تتبدل الصورة وتسوء النتائج وذلك لفقدان الفريق أعمدته الأساسية من اللاعبين لعدم وجود أموال لتجديد التعاقد معهم فيرحلون الى ناد آخر تتوفر له الميزانية بما يحصل عليه من دعم.

ورأى ان عدم الاستقرار الفني للفرق يؤثر بصورة مباشرة في علاقة الجماهير بالمدرجات والواقع اليوم في الملاعب المختلفة يدل على ان الأمور ليست على ما يرام.

وهذا الأمر ينعكس بوضوح في مشاركات الأندية الخارجية وحتى اليوم لا توجد أي مؤشرات للنجاح وفي كل مشاركة تكون النتائج غير إيجابية وتخرج فرقنا من الأدوار الأولية لذلك علينا الاعتراف بوجود خلل في منظومة العمل ومعرفة الأسباب التي تحول دوننا وان تتطور المنافسة عندنا محليا أو خارجيا.

واعتبر ان ما تقدمه الدولة من دعم يحتاج للاستغلال الجيد من قبل الإدارات وخاصة الدعم الكبير الذي يقدر بمليون ريال لكل ناد وإذا ما تم استغلال هذا الدعم بشكل جيد في تنمية الموارد الاستثمارية للأندية لحدث اختلاف كبير في أوضاعها ولن تعد بحاجة للدعم الحكومي السنوي.