1084119
1084119
المنوعات

تكريم الكاتب صبحي فحماوي وندوة عن تجربته الإبداعية

14 أغسطس 2017
14 أغسطس 2017

العمانية : قال الناقد د.محمد الشنطي: إن الكاتب صبحي فحماوي استطاع خلال فترة زمنية قصيرة أن يقدم نتاجًا أدبيًا خصبًا ومتنوعًا، وأضاف خلال ندوة نظمتها رابطة الكتاب الأردنيين تخللها تكريم فحماوي: إن عبق المكان ينتشر في أجواء العالم الروائي لهذا الكاتب، سواء كان في الأراضي الفلسطينية المحتلة أو في المخيمات والمناطق الشعبية أو الأحياء المخملية في الأردن أو في المنافي، وإلى جانب المكان وروحه ونكهته هناك أيضًا «رحلة الزمان»، كل ذلك في لغة سردية خاصة تنطوي على مآسٍ ذات طابع درامي وملحمي.

وتوقف الشنطي عند جهود فحماوي في ربط البعد الفلسفي بالواقعي بالتاريخي بالإنساني، مستشهدًا برواية «الحب في زمن العولمة» التي تمتد فيها أكثر من وشيجة فلسفية إنسانية عبر محور العولمة وتنعقد الأواصر بين التفكير الخرافي والروح الشعبية والواقع الوطني والقومي، وكذلك في رواية «سروال بلقيس» التي يتقاطع فيها البعد الحسي للغرائز البشرية مع البعد السياسي والوطني والنسوي البشري والحيواني من خلال رؤية واقعية لا تخلو من مسحة فلسفية أخلاقية وإنسانية.

ولفت إلى أن رواية فحماوي «حرمتان ومحرم» تتناول التيه الذي تمخضت عنه مأساة جيل بكامله ضاع في فيافي الصحراء، باحثا عن حطام إنسانيته.

أما رواية «على باب الهوى» فتركز على تصوير الاغتراب في متاهات المدن الأوروبية. وقال الشنطي: إن رواية «صديقتي اليهودية» لفحماوي، يتبدى فيها أفق رؤيا حضارية إنسانية تتجاوز السطح السياسي إلى عمق ثقافي غائر عبر الحوارات التي تدور بين البطل وصديقته اليهودية، حيث «النبش في نخاع العقدة التاريخية التي تزاوجت مع المصالح السياسية لتسفر عن المأساة العربية المعاصرة.

وقدمت الناقدة د.ماجدة صلاح ورقة درست فيها التقنيات الفنية في روايات فحماوي، أكدت فيها أن كتاباته متجددة، بفضل ما تحمله من مضامين هادفة ورسائل سامية تمس المواطن العربي، والفلسطيني على وجه الخصوص.

وقالت: إن الروائي أخذ على عاتقه النبش في التاريخ وإعادة صياغة تاريخ القضية الفلسطينية، وفضح المسكوت عنه، وتعرية الواقع، مما منح رواياته طابعا مختلفا، فهي تغري القارئ بإثارتها الأسئلة أكثر من اهتمامها بالإجابة عنها.

وأشارت إلى أن عناوين روايات فحماوي محفّزة وغرائبية، بعضها ذات دوالّ واضحة، ومدلولات مستعصية مستترة، ترغم القارئ على الدخول إلى عالم الرواية لاكتشاف التعالق بينها وبين النص، واستجلاء دلالته، كما هي الحال في روايتَي «صديقتي اليهودية» و«سروال بلقيس». وأكدت أن المرأة تحظى باحتفاء كبير في روايات فحماوي، تظهر في غالبيتها بصورة مشرّفة، ونماذج للمرأة المكافحة والصابرة.

كما إن الروائي لا يغفل البعد النفسي للشخصيات، وإظهار القلق والصراع الداخلي والتوتر.

وأضافت: إن كل رواية من روايات فحماوي تشكّل موسوعة ثقافية، يخرج القارئ من فضائها محمّلا بمعلومات متنوّعة في مجالات المعرفة، مما يشي بثقافته الواسعة.

أما الناقد د.عبدالرحيم مراشدة، فرأى أن رواية «عذبة» لفحماوي، تحمل اختراقا للحدود والجغرافيا الضيقة، وأن الروائي ينشد الذات العربية القومية، والإنسان والحياة، ويكشف عن عالم يظل بحاجة للكشف، وهو لا يتوجه بنصه «السهل الممتنع» إلى النخبة، بل إلى العامة، ساعيا إلى تأسيس فضاء إبداعي خاص به.

ولفت مراشدة إلى أن فحماوي في رواياته العشر يمنح الأم والمرأة بشكل عام حضورًا هادئًا وجميلًا في آن، وأن رواياته تحاول نقد الواقع والنهوض به وتعديله، وتؤسس لخطاب نصّي أكثر وعيًا وتأثيرًا في الحياة والكون والإنسان.

أما الناقد د.نضال الشمالي فأوضح أن فحماوي يمتلك خطابا متجددا، وأن قضية الوطن في حاضره وماضيه تشكل محورًا رئيسيًا في كتاباته التي تتوسل فكرة الحوارية في مستوياتها العميقة، حيث نقرأ التخالف والتعارض والتمرد، فنجده تارة يمسح الغبار عن حقائق ضاربة في القدم ويقدمها مدهشة مقنعة للقارئ كما في «قصة عشق كنعانية»، وأحيانا يجلّي الواقع المعيش كما في «حرمتان ومحرم»، وتارة يتورط في استشراف المستقبل وتوقع ملامحه، كما في «الاسكندرية 2050». وقال: إن فحماوي يوظف خطاب السخرية القائم على فكرة المفارقة والإدهاش والنقد اللاذع لمجريات الواقع، منطلقا من توافر روح اللامبالاة والذكاء الحاد وقوة المخيلة لديه، لذا يلجأ لمحاكمة الواقع وإعادة تصويره من بوابة السخرية لمقاومة الظلم ومحاربة القمع والقهر.

وتناولت الناقدة د.دلال عنبتاوي ملامح الأقصوصة عند صبحي فحماوي، متوقفةً عند ثلاثيته «ألف أقصوصة وأقصوصة» والتي تتضمن ثلاث مجموعات (مواقف، كل شيء للبيع، قهقهات باكية). واستعرضت عنبتاوي الظواهر الأسلوبية لهذه الأقصوصات مثل؛ اللغة، المفارقة، والجملة الشعرية، موضحةً أن الأقصوصة لدى فحماوي تكون شديدة الامتلاء وكل ما فيها من حدث أو حوار أو شخصيات يجيء عالي التركيز.

وتناولت د.مريم عفانة تجربة فحماوي في الكتابة المسرحية، وقالت: إن تعلم «الدراما الروائية» من «الدراما المسرحية». مذكّرةً بفوزه بالجائزة الأولى وبميدالية ذهبية في التأليف المسرحي من جامعة الإسكندرية، وهو لا يزال طالبًا، عن مسرحيته «ثورة فلاحين»، وأنه نال جائزة الطيب صالح العالمية عام 2014 عن مسرحيته «حاتم الطائي المومياء». وأكدت عفانة أن مسرحيات فحماوي تشترك مع رواياته في ربط الماضي بالحاضر أو رسم ملامح المستقبل.